أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غياث نعيسة - سوريا: نحونظام إقليمي جديد ؟














المزيد.....

سوريا: نحونظام إقليمي جديد ؟


غياث نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 00:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


سوريا : نحو نظام إقليمي جديد؟

غياث نعيسة

منذ 30 أيلول - سبتمبر الماضي تنخرط روسيا بوتين بشكل مباشر عسكريا الى جانب نظام الأسد عبر دعمها الجوي الاستثنائي. وهذا يترافق مع هجوم جديد لجيش النظام مدعوم بقوات عسكرية من إيران وحزب الله على جبهات حلب واللاذقية وحمص وحماة ودرعا.
وباستثناء حالتي أوكرانيا وجورجيا . فانها المرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي سابقا التي تقوم بها روسيا بنشر قواتها العسكرية خارج حدودها او حدود مناطق نفوذها السابقة. وهذ المعطى الجديد يغير من وضع النزاع في سوريا.
فالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بحجة محاربة الدولة الاسلامية منذ اكثر من عام مضى وبنتائج عسكرية هزيلة لم يكن سوى ذريعة لكي تحافظ على حضورها « الجوي » في سوريا. لكن الحضور العسكري الروسي المباشر اليوم في قاعدتين عسكريتين على الاقل داخل الاراضي السورية يجعل من روسيا قوة امبريالية حاسمة. وضع هذا التدخل الروسي القوتين الاكبر في العالم . الولايات المتحدة وروسيا. وجها لوجه. وأربك مناورات القوى الإقليمية كالسعودية وتركيا واسرائيل بل وإيران نفسها.
لكن روسيا وهي تعمل على تجنب استنزافها في هذه الحرب. وهذا نتيجة ذكرى حرب افغانستان التي خاضتها وخسرتها. فانها بحاجة لأن تتوصل الى توافق مع الولايات المتحدة. كما انها بحاجة الى التعامل مع القوى الإقليمية التي تدعم كل منها فصائل مسلحة. فايران تدعم النظام. وتركيا وقطر تدعمان فصائل جهادية مثل أحرار الشام والسعودية تدعم جيش الاسلام وهو مقرب للتيار السلفي.
والحال. فان روسيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة تبحث-ان بحمى شديدة الى التوصل ل « حل سياسي » يسمح بالابقاء على النظام. واذا امكن بدون بشار الاسد في نهاية مرحلة « انتقالية » . وتندرج الزيارة المفاجئة للطاغية السوري الثلاثاء الماضي الى موسكو في هذا السياق. كما هو حال لقاء فيينا الاسبوع الماضي بين لافروف وكيري مع وزراء خارجية تركيا والسعودية وما سيليه من لقاءات واجتماعات.
وتبدو الدول الغربية مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا وكأنها مركونة جانبا في هذه الهوجة الدبلوماسية- العسكرية . وهذا ما قد يفسر اعلان الحكومة الفرنسية بعجالة اعدادها للقاء للقوى الاقليمية في باريس الاسبوع القادم.

تراجع السيرورة الثورية

هذه المفاوضات المحمومة بين الدول الامبريالية والاقليمية حول سوريا تجري على حساب مصالح الشعوب و تضحياتها. فالامريكيين والروس وحلفاء كل منهما يقصفون بلا ادنى رادع او حساب في سوريا ويقتلون مدنيين ابرياء ولكنهم لا يفعلون ذلك ابدا من اجل حرية الشعب السوري بل من اجل مصالحهم. فالشعب السوري هو. اذن. الغائب الاكبر.
والنظام السوري اصبح تحت وصاية روسية وايرانية.
وفي الوقت نفسه. فإن الائتلاف الوطني المعارض الذي كان يحظى باعتراف « دولي » لم يعد له مكانا يذكر واصبح نكرة مهملة حتى من الدول الراعية له . اضافة الى ان السيرورة الثورية السورية نفسها تعيش مرحلة تراجع كبير اقرب للهزيمة. نتيجة للخراب الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته البلاد والتهجير الواسع للسكان والخسائر البشرية الهائلة التي دفعها الشعب السوري وايضا نتيجة للابادة الواسعة التي تعرض لها الحراك الشعبي بسبب وحشية النظام وحلفائه. وعلى الصعيد العسكري. نشهد تهميشا للجيش الحر الذي لم يتلقى دعما يذكر مقارنة بما تلقته القوى الجهادية من دعم ضخم مالي وعسكري ولوجستي من تركيا والسعودية وقطر.
وباختصار. يمكن القول بأن مصير سوريا يبدو وكأنه قد خرج من أيدي الشعب السوري. والحال . فإن الضواري الامبريالية والاقليمية قد فعلت كل ما في وسعها من أجل إجهاض الثورة الشعبية الاصيلة في سوريا.
هذا الصراع في سوريا وعليها يشكل حجر الزاوية في نظام إقليمي جديد . وربما حتى نظام عالمي جديد. ما يفرض علينا واجب ان ننهض للقيام بكل ما في وسعنا من أجل منع اعادة بناء نظام امبريالي في منطقتنا.
ان نهوض ثوري جديد لن يتأخر عن الانفجار في وجه كل الطغاة والغزاة. هذا هو الدرس الأهم لكل الثورات.

27/10/2015

———
نشر المقال في جريدة انتي كابيتاليست للحزب الجديد المناهض للرأسمالية في فرنسا بتاريخ 29/10/2015



#غياث_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا : لا هزيمة ولا إنتصار!
- العمال السوريون المهاجرون٫-;---;-----;--- نضال واحد
- من دروس الثورة وضرورة انهاض الحراك الشعبي
- الثورة المضادة، وتنظيم -الدولة الإسلامية-
- سوريا : -الحل السياسي- ومصالح الشعب
- سوريا : للثورة أعداء عديدين. وروح الثورة في السلمية
- كوباني, ضرورة التضامن الأممي مع الكفاح من اجل التحرر
- سوريا : وحدة النضالات من أجل الحرية والديمقراطية
- كوباني رمز للمقاومة
- عذابات الشعب السوري المتعددة الأوجه
- سوريا: انتخابات -على بحر من الدماء-
- جنيف 2: المهمة المستحيلة
- الطبقة البورجوازية السورية والثورة الشعبية
- سوريا ليست بخير ، الثورة المضادة تتقدم
- نعم لاستمرار الثورة، لا لمؤتمر جنيف
- حول قوى الثورة المضادة الرجعية في الثورة السورية
- سوريا: الثورة و تحولات الخريطة الاقتصادية – الاجتماعية
- اتفاق امبريالي وثورة شعبية يتيمة
- حول تسليح المقاومة الشعبية في سوريا
- الثورة السورية، وضعها الراهن وآفاقها


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غياث نعيسة - سوريا: نحونظام إقليمي جديد ؟