محمود كعوش
الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 16:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ذكرى مذبحة كفر قاسم (29 أكتوبر/تشرين أول 1956)
حلقة من حلقات الإرهاب الصهيوني المتواصل
محمود كعوش
"عن الأدبيات الفلسطينية"
من المعروف أن الإرهاب الصهيوني اتخذ منذ نكبة فلسطين في عام 1948 "ولربما منذ المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897" وحتى يومنا هذا أشكالاً ووجوهاً متعددة ومختلفة سعياً لتحقيق أهدافه، فمن شن الحروب العدوانية الإجرامية الخاطفة إلى ممارسة عمليات الاغتيال والتصفيات الجسدية وارتكاب المجازر والمذابح والإبادات الجماعية التي باتت أوسمة عار سوداء تُزين صدور الإرهابيين من قادة الكيان الصهيوني في تل أبيب كلّما شنّوا عدواناً أو مارسوا إرهاباً ضد العرب في هذا القطر أو ذاك.
بلدة كفرقاسم كما جاء في الأدبيات الفلسطينية:
************************************
بلدة كفر قاسم مدينة عربية فلسطينية داخل الخط الأخضر في دولة إسرائيل اليوم أي داخل حدود عام 1948، تقع في قلب البلاد بالتمام على ربوة بارتفاع 150 متراً فوق سطح البحر، على بعد 20 كم شرقي مدينة يافا، تل أبيب اليوم، و14 كم شمال شرقي مدينة ملبس، بيتاح تكفا اليوم، وعلى بعد 45 كم من مدينة نابلس.
وتبعد القدس عنها 60 كم. وهي من التجمعات العربية الحدودية الواقعة غربي الخط الأخضر، وهذا بالإضافة كونها أحد تجمعات منطقة المثلث وتقع في قاعدته الجنوبية. واكتسبت أهميتها الاستراتيجية كونها تقع على تقاطع طرق التجارة بين الشام ومصر وبين يافا ونابلس وشرق الأردن، هذا بالإضافة إلى خصوبة أرضها وقربها من منابع نهر العوجا الذي يصب مياهه في البحر المتوسط بالقرب من يافا.
اشتهرت كفر قاسم لأسباب ثلاثة: الأول حين أقام الجيش الإنجليزي معسكرًا على أراضيها الغربيّة بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، والثاني حين دخلها الجيش العراقي بقيادة عبد الكريم قاسم واتخذها قاعدة عسكرية لقواته وخاض فيها معركة سميت فيما بعد بمعركة كفر قاسم، والثالث على خلفيةمجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها فرقة من حرس الحدود الإسرائيلي عندما قتل أفرادها 49 مدنياً فلسطينياً رمياً بالرصاص وهم عائدين إلى منازلهم من العمل وذلك مساء يوم الاثنين في 29 أكتوبر عام 1956 م يوم العدوان الثلاثي على مصر. ومنذ ذلك اليوم يحيي سكان كفر قاسم في هذا التاريخ ذكرى المجزرة. تحدها من الشرق مستوطنة أورانيت وقرية عزون العتمة ومسحة والزاوية، ومن الغرب شارع رقم 6 ومن الشمال قرية كفر برا وجلجولية، ومن الجنوب مستوطنة رأس العين" روش هعاين"، والتي تتسع بصورة مطردة على حساب أراضي كفر قاسم. في عام 1955م صادرت الحكومة الإسرائيلية نصف الأراضي الزراعية من الجهة الغربيّة وحوّلتها إلى الكيبوتسات "القرى التعاونية اليهودية".
وفي الآونة الأخيرة أخذ سكان كفر قاسم يعانون من زحمة السيارات المتجهة إلى المنطقة الصناعية التابعة لنفوذ رأس العين والتي أقيمت على أراضي كفر قاسم المصادرة وعزبة صرطة. سكانها ينتمون إلى الطائفة الإسلامية السنية -المذهب الشافعي- ويتحدثون العربية باللهجة العامية الفلسطينية. يعتمد معظم السكان في معيشتهم على العمل بالأجرة في المصانع الإسرائيلية، فيما يعتمد البعض منهم على التجارة والزراعة والصناعة الخفيفة والنقليات. فيها سبعة مساجد أقدمها مسجد أبو بكر الصديق الذي أنشيء في عهد الإمبراطورية العثمانية، وسبع مدارس ابتدائية أقدمها مدرسة الغزالي، ومدرستان إعداديتان وثلاث مدارس ثانوية ومدرسة واحدة للتعليم الخاص. ويُقام فيها سوق كبير أيام السبت كل أسبوع. وافتتحت على أراضيها المحاذية لرأس العين، مؤخّرًا منطقة صناعيّة ضخمة تابعة من حيث النفوذ لبلديّة كفر قاسم ولكنّ تعود ملكيّة المصانع فيها للشركات الإسرائلية.
نبذة تاريخية
كفر قاسم تلقب ب"مدينة الشهداء" أسست مدينة كفر قاسم الحالية في القرن السابع عشر، أي أن عمر البلد يناهز 300 سنة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الأول "الشيخ قاسم" وهو أحد سكّان قرية مسحة المجاورة والذي سكنها واتخذها مقرًّا لإقامته لزراعة أراضيها التي كانت جزءًا لا يتجزأ من أراضي قرية مسحة وقليل منها لأهالي القرى الأخرى منها الزاوية وصرطة. أولى العائلات الاولى التي أسستها جاءت من مختلف مناطق فلسطين وخاصة من قرية مسحة وحلحول وقرية حجّة وقلقيلية وغيرها ثم وفدت إليها عائلات بدويّة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
و"كَفر" تعني القرية، فأصبحت تعرف باسم "كَفر قاسم" أي قرية قاسم، إلا أن الكثير من المصادر تشير أن مكان البلدة لم يكن بورا أو متروكا، إذ يوجد في أنحائها آثار تعود إلى العصر الروماني ودولة الغساسنة القديمة. في عام 1917م بعد الحرب العالمية الأولى، صارت كفر قاسم وسائر أرض فلسطين خاضعة للانتداب البريطاني، بعد هزيمة الدولة العثمانيّة وانسحاب الجيش التركي، فاقتطع الجيش البريطاني مساحة واسعة من أراضيها الزراعية وأقام فيها معسكرًا لتجميع معدّاته العسكريّة الثقيلة عرف باسم "الكامب" ولا زالت بعض مبانيه قائمة حتى اليوم.
في تموز عام 1948 دخلها الجيش العراقي بقيادة المقدّم عبد الكريم قاسم حيث خاض معركة سميت فيما بعد باسم معركة "كفر قاسم" واستبسل فيها إذ استطاع إرجاع الأراضي التي احتلت وخاصة بيارات البرتقال وسهول كفر قاسم.
مكث عبد الكريم قاسم فيها ما يقارب سنة كاملة واستغل هدنة وقف إطلاق النار ليعمل خلالها على هدم الازقّة وفتح الشوارع وتنظيم بناء البيوت، وأقام متنزه عام وسط القرية. وأطلقت البلدية فيما بعد اسم عبد الكريم قاسم على أحد الشوارع الرئيسية في المدينة. كانت تربطه صداقة حميمة بمختار القرية آنذاك "وديع صرصور"، لكن غادرها بعد أن جاء أمر الانسحاب من القيادة العسكرية في بغداد، وتمّ تسليمها للجيش الأردني. وقد عرفت كفر قاسم بأنها البلدة التي توقف عندها تقدم الجيش الإسرائيلي الذي احتل القرى العربية من ناحية الجنوب خلال حرب 1948، ومن ثم ضمت إلى سلمًا إسرائيل سنة 1949 بموجب معاهدة رودوس مع المملكةالأردنية، فانسحب منها الجيش الأردني ودخلها الجيش الإسرائيلي دون حرب.
وظلت خاضعة للحكم العسكري المباشر حتى سنة 1959م. وتشكّل أول مجلس في البلدة سنة 1959 م، وظلت المنافسة سجالا بين العائلات حتى عام 1989 م حيث دخلت الحركة الإسلامية الساحة السياسية فاستلمت زمام المجلس المحلي وظلت تتنقل في تحالفاتها من عائلة إلى أخرى حتى فقدت ثقة الناخب القاسمي في الانتخابات البلدية الأخيرة. ويقف الآن على رأس البلدية اليوم المحامي الشاب نادر صرصور بتحالف ضم الكثير من الكتل السياسية والعائلية. وعادت المدينة تزدهر من جديد بعد فترة طويلة من الجمود، فتمّ القضاء على العجز المالي في ميزانيّة البلديّة وافتتحت المدارس الجديدة وعبّدت الشوارع والأرصفة وافتتح خط للحافلات فتم تسهيل حركة التنقل إلى المدن المختلفة وخصوصًا مدينة ملبس "بيتح تكفا" وقلّت نسبة البطالة وقد شهدت المدينة ثورة عمرانية واسعة في الآونة الأخيرة لم تشهدها البلدة من قبل. فقد افتتحت البلدية مدخلاً جديدًا بعد انتظار طويل من الجهة الغربيّة مما زادها رونقًا وبهاءًا. ينتمي إلى كفر قاسم المؤرخ الحاج القيم طه والشيخ عبد الله نمر درويش وعضو الكنيست إبراهيم صرصور والشاعر علا عيسى والصحافي مجد صرصور والأديب نعمان إسماعيل عبد القادر ولاعب كرة القدم وليد بدير والرسام عبد التمام طه. بلغ عدد سكانها عام (2011) ما يقارب 22 ألف نسمة.
مذبحة كفر قاسم
حدثت هذ المجزرة الرهيبة مساء يوم الاثنين في 29 أكتوبر 1956 والتي قُتل فيها 49 من المدنيين العزل على أيدي حرس الحدود الإسرائيلي حين أعلن نظام منع التجول، وكان الناس حينها في أماكن عملهم خارج القرية، حيث تمّ تطويق القرية وأُقيمت الحواجز العسكرية على مداخل القرية في منطقة تدعى باسم "الفلماية"، وانتشرت الدوريات العسكريّة في الشوارع، وتم توقيف كل إنسان عاد في ذلك اليوم إلى بيته سواءً كان ماشيًا أو مع أغنامه أو راكبًا وقتله بدم بارد. وكان القتل جماعيًّا حيث أوقف الجنود السيارات التي تنقل العمال والعاملات وأجبروهم على النزول منها وتمت تصفيتهم دون رحمة، فقتل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وتمّ دفنهم في اليوم التالي على أيدي مواطنين جلبهم الجنود من قرية جلجولية المجاورة. وقد كشف النقاب فيما بعد عن خطة لترحيل العرب من منطقة المثلث أطلق عليها اسم الخلد. وفي هذا التاريخ من كل عام يحيي أبناء البلدة ذكرى المجزرة وأصبح هذا اليوم عطلة رسمية ويوم حداد على الشهداء. وأقامت البلدية نصبًا تذكاريًّا في نفس المكان الذي قتلوا فيه ومسجدًا يسمى بمسجد الشهداء ومتحفًا خاصًا لتخليد ذكراهم. ومن الجدير ذكره أنه تمّ تقديم بعض المسؤولين عن المذبحة وتمّت تبرئتهم جميعًا إلا واحد حيث غُرّم بقرش واحد. وصار مثلاً يضرب: "قرش شدمي".
النصب التذكاري
تكللت الطريق لإقامة النصب التذكاري لشهداء مجزرة كفر قاسم صعوبات عده ومشاكل عديدة وتخوفات. بدأ الحديث عن نصب تذكاري للشهداء عام 1959, حيث كان أهالي القرية يجتمعون عند المسجد الكبير يتذمرون ويتساءلون لماذا لا يكون نصب تذكاري لشهداء هذه المجزرة الرهيبة.
تمّ النقش على حجر وضع على الطرف الجنوبي للمسجد القديم "أبو بكر" وقد كُتب على الحجر: لا اله إلا الله محمد رسول الله, بسم الله الرحمن الرحيم, إحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم, الفاتحة, 1956/10/29 , وكان هذا أول نصب تذكاري لأرواح الشهداء, لكن هذا النقش والتذكار لم يدم طويلا, ففي الستينات تم هدم جدار المسجد الذي وضع عليه الحجر, ولم يتم الحصول على الحجر حتى اليوم. في السنوات الأولى بعد المجزرة الرهيبة عاش أهالي البلدة حالة من الذعر والتخوفات حيث أن المسيرات لإحياء ذكرى المجزرة لم تكن قوية ولا تحتوي على أعداد كبيرة من الناس. بدأ الحديث الفعلي عن إقامة نصب تذكاري عام 1966 أي في الذكرى العاشرة للمجزرة حيث أخذت هذه الذكرى صخبا كبيرا ووقعا مؤثرا وكان للشاعر محمود الدسوقي وتوفيق زياد وعثمان أبو راس دورا هاما في إحياء هذه الذكرى, وممن قاد المسيرة وقتها: أبو ناصر, عبدالله داؤود أبو عازم, صالح خليل عيسى أبو الوليد, محمود النفيسة, أبو عدنان ومحمود عزات. وهذه أول مسيره يكون فيها "ميكروفون يد".
في هذا الوضع الحماسي تعالت أصوات الناس تنادي بإقامة نصب تذكاري يليق بشهداء المجزرة. بدأ العمل الجدي حيث تم اقتراح التصميم وبدأ جمع التبرعات, تم عقد اجتماع للبدء في إقامة النصب, ,أحضر التصميم الأولي للنصب التذكاري وفيه: مدرج النصب 40-60 م فوقه يجب أن يصعد أحد أبناء الشهداء ويوقد شعلة تحت رسم من معادن لأسلحة تقليدية متكسرة, قام أبو ناصر بجمع التواقيع للموافقة على إقامة نصب تذكاري, وتم إرسال 226 توقيع للمجلس المحلي وبعدها اختفت هذه التواقيع. بعدها حضر توفيق طوبي, غازي شبيطه, دافيد ارنفليلد مع التصميم من جبس وشرحوا عنه وكانت التكاليف المقدرة لإقامة النصب حوالي 200 ليرة, هذا عدا عن قطعة الأرض, فقد اقترحوا أن تكون الأرض في رأس الطبقة "موقع المتحف اليوم" واتفقوا أن يستمر الاتصال للعمل على إقامة النصب التذكاري.
لكن سنة 1967 نشبت حرب الأيام الستة فتناسى الناس قضية النصب التذكاري واستمر الوضع هكذا حتى عام 1976, أي الذكرى العشرين للمجزرة, عندما اقتربت الذكرى العشرين بدأ الحديث بشكل جدي عن إقامة النصب التذكاري وإعطاء هذه الذكرى قيمتها وحقها, بدأ العمل وتشكيل لجنة وإرسال دعوات لرؤساء بلديات وشخصيات وطنيه, بعد الاجتماع تم الاتفاق على كتابة أسماء الشهداء مع ذكر أعمارهم, في البداية رفض المجلس هذا الاقتراح لأنه يكلف 5000 ليرة, تم جمع التبرعات من البلدة وخارجها وكان العمل على إقامة النصب التذكاري وإحياء الذكرى العشرين على حد سواء, تم تجهيز النصب التذكاري في منطقة نابلس. تبنى المجلس المحلي الأمر بعد أن أصبح واقعا واضطر لإصدار بيان بالموضوع, تمّ الاتفاق على إعداد النصب التذكاري قبل ذكرى المجزرة بخمسة أيام. دعا المجلس المحلي الأهالي للحضور واستقبال الضيوف, اندفع الناس بحماس, عملوا وتطوعوا في إقامة المنصة والنصب التذكاري.غطي النصب التذكاري ووضعت عليه حراسة طوال يوم الذكرى وتم تركيب اللافتات واللاصقات وتم تنظيم المهرجان بالشكل المناسب, وفيه تم إزاحة الستار عن النصب التذكاري, حضر المهرجان في الذكرى العشرين حوالي 20 ألف شخص ,وقد أصبح النصب وبحمد الله حقيقة واقعة, وبعد عام 1977 تم تسييج النصب التذكاري بالحديد.
الأماكن التاريخية:
1- مقام النبي حتّى- يقع هذا المقام في السهول الشمالية الغربيّة من البلدة في خربة رومانيّة قديمة كانت تدعى باسم كفر إليكا، وكان المقام سابقًا عبارة عن رجم تحت شجرة سدر كبيرة. وقد تمّ ترميمه في الثمانينات من القرن الماضي. ويقال إن اسمه متّى الذي ذُكر في الإنجيل، لكن ترجح أغلب الروايات إلى أنه مقام لرجل صالح من تابعي التابعين يقال له الزبيري من سلالة الزبير بن العوام. وتشير الروايات أن عمر المقام لا يزيد عن 700 عام. واعتاد سابقًا القرويون على وضع علب الكبريت والزيت وإضاءة القناديل فوق الضريح املاً في جلب البركة. وقد وجدت في تلك المنطقة مدينة أثرية قديمة يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية.
2- مقام الشيخ عبد الحافظ - يقع في وسط البلدة قرب بركة العامود. ويقال إنه مقام لأحد الاولياء الصالحين الذين استشهدوا في جيش صلاح الدين الأيوبي.
3- مقام الشيخ محمد التركي- يقع في الجهة الشمالية من البلدة، وهو ضريح لأحد العلماء الاتراك الذين درسوا الدين الإسلامي واللغة العربيّة وطافوا بين القرى للتوعية ونشر الدين من جديد بين القرويين. عاش محمد التركي في تلك المنطقة في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر وتوفي فيها. بتاريخ 20 يونيو 2010 تم إقامة الضريح من جديد.
4- بركة العامود- هي خزان مياه صخري هائل حفره اليونانيون القدماء - الإغريق- من أجل تجميع مياه الأمطار فيه لتظلّ متوفّرة طوال أيام السنة، ومن أجل زراعة الأرض وتزويد السكان ومواشيهم بالمياه. تقع البركة في الاحياء الجنوبيّة. وقد تمّ ردمها بالتراب في نهاية السبعينات من القرن الماضي لتشكيلها خطرًا على حياة الناس. وأقيمت فوقها حديقة عامة.
5- المحفور- هو جرن كبير جدّا صنعه الإنسان على مدار آلاف السنين وذلك بسبب طبيعة تربته المكوّنة من الطين الابيض الجيري والذي استعمل في الماضي كمادّة جيّدة في بناء البيوت وتشييدها وصناعة الطوابين وتشييد الآبار وصناعة الخزف والفخّار. ولهذا السبب فقد اعتبر المحفور منجمًا طبيعيًّا أساسيًّا يزوّد جميع القرى والمدن المجاورة بهذه المادة لعدم وجود مادة الفحم الحجري الذي يدخل في صناعة الاسمنت. وظلّت تربة المحفور المصدر الوحيد للبناء في المنطقة إلى أن تم استبدالها بالاسمنت والاستغناء عنها. ويقع المحفور في الجهة الشمالية من مدينة كفر قاسم قرب مسجد صلاح الدين. ولكن تم ردمه في ثمانينات القرن الماضي بكتل صخرية وبقايا مواد البناء وكميات كبيرة من التراب وتمّ تسويته بالأرض.
6- المزلقان - هو عبارة محطّة تحتوي على بيوت أثرية قديمة كانت في الماضي تتجمع فيها قوافل الحجاج وقوافل التجار المتجهة إلى مصر والشام وذلك لقربه من خان جلجولية ومنابع نهر العوجا ومحطة سكة الحديد القادمة من استانبول. وبعد أن احتلّ الإنجليز البلاد عام 1917م، أقاموا معسكرًا كبيرًا لجيشهم ضمّ أجزاء كبيرة من الأراضي إلا أن منطقة المزلقان ظلّت خارجه. في ثلاثينات القرن الماضي افتتح خط باصات لنقل المسافرين يبدأ من يافا ويمرّ بجميع القرى ثمّ ينتهي بطولكرم وبالعكس. لهذا فقد أصبحت منطقة المزلقان محطة يتجمع فيها أهل القرى في انتظار الباص الذي ظلّ يعمل حتى جلاء الإنجليز عام 1948، ولكن في ثمانينات القرن الماضي، هدمت مباني المزلقان ولم يعد لها أثر يُذكر، وفي مكانها تمّ إنشاء جسر ضخم ومفترق طرق هام أطلق عليه اسم مفترق كيسم تحريفًا لكلمة قاسم وهي الجزء الثاني من كفر قاسم. وسمي المزلقان لأنه يقع في منطقة كانت تعتبر عند جميع سكان الشام منطقة محظوظة بمياهها وخصوبة أرضها واعتدال مناخها، لهذا فقد أطلق عليها العرب القدماء اسم - الميزان كان- ومع مرور الوقت فقد أشتقت هاتين الكلمتين كلمة المزلقان. وكان المزلقان مدخل قرية كفر قاسم الوحيد من الجهة الغربية في الزمن الماضي. ولما وقعت مجزرة كفر قاسم قام الجنود بتجميع جثث الشهداء من أطراف القرية ووضعوها في شاحنة كبيرة وتم نقلهم إلى منطقة المزلقان حيث ألقوهم قرب المباني الاثرية بغية التعرّف عليهم.
7. قرنة الغساسنة - هي منطقة أثرية تقع بالقرب من حارة عبد الله السارة في الجهة الجنوبية الغربية في كفر قاسم بناها العرب الغساسنة قبل الإسلام والذين أقاموا دولتهم في بلاد الشام وكانت موالية للإمبراطورية الرومانية. ويقال إنها كانت قرية عربية أقيمت لتكون مصيفًا لملوك الغساسنة.
8- وادي العرب - هو وادٍ تجري فيه مياه الأمطار والسيول التي تتجمع من جميع أنحاء المنطقة ابتداءً من نابلس وجبالها مرورًا بالقرى إلى أن تصب في نهر العوجا. وهذا الوادي كان الحد الفاصل بين أراضي كفر قاسم وأراضي قريتي الزاوية ودير بلوط. وقد تم تسميته بالعبرية باسم وادي رابا تحريفًا لاسم وادي العرب.
استناداً لما جاء في الأدبيات الفلسطينية
******************************
والمصادر هي:
1- شهادات من جرحى وناجين وثقت في مجلة الشروق.
2- موقع بلدية كفر قاسم.
3- الموسوعة الفلسطينية.
4- بلادنا فلسطين.
5- موقع كفر قاسم.
6- موقع الجزيرة.
7- موقع المكان.
[email protected]
#محمود_كعوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟