ريهام سعيد والعهر الإعلامى

رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 00:23
المحور: ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015
    

لازال الاعلام المصرى يسعى بكل ما يملك من وسائل لتكريس الجهل والتخلف والامراض المجتمعية فى مصر بدلا من المساهمة فى الارتقاء بالمجتمع ونشر القيم الانسانية المتحضرة
ولازالت ريهام سعيد تواصل حقارتها وازدرائها للانسانية والمرأة والتى وصلت ذروتها فى اخر حلقات برنامجها بعدما استضافت فتاة تم التحرش بها فى احد المولات بالقاهره وصفعها المتحرش على وجهها لانها لم تسايره وبعدما استضافت الفتاة وسمعت روايتها قامت بنشر صورها الخاصة التى سرقتها من على هاتفها الخاص مبرره التحرش بسوء لبس وخلق الفتاة ثم ارتدت ثوب الفضيله الزائفة ودعت امهات مصر انهم يلموا بناتهم عشان محدش يتحرش بيهم !!

تكريس الفكر البدائى الذى يرى المرأة شيطان أعظم و مصدر الشرور جميعها وان اى اعتداء او تعدى عليها فهى تستحقه حتى لو قتلها الرجل فهو برئ ولابد من أنها خانته او لم تكن عذراء او يكفى مجرد الشك فيها !!

عندما تغتصب امرأة او يتم التحرش بها فأول سؤال يوجه لها كنتى لابسه ايه ! فلو كانت غير ملتزمة باللبس الشرعى يبقى تستاهل اللى حصلها !
اما لو كانت ملتزمة باللبس الشرعى و لابسه عبايه مثلا يبقى نشوف اللى كانت لبساه تحت العبايه لانها لازم تلبس جلابيه على الاقل تحت العباية والا تبقى منحله !!!ا اما بقى لو طلعت لابسه جلابيه وبنطلون تحت العباية يبقى نفتش في حياتهم الشخصية ولو ملقناش اى صوره خاصة كده ولا كده حتى لو كانت مصوره نفسها في مراية الحمام يبقى ايه اللى وداها هناك !!

فى جميع الحالات المرأة وان كانت ضحية فهى مدانة !!

ولان الاعلام القذر الذى تقوده واحده زى ريهام السعيد وواحد زى تامر امين رغم مظهرهم وسلوكهم الليبرالى الا انهم قرروا ارتداء ثوب السلفية ليس عن اقتناع ولكن عشان يعوموا على هوى الشعب ويلعبوا على القيم المهترئة التى لازالت سائدة فى مجتمع بدائى ..

واحده زى ريهام سعيد شايفه نفسها على راسها ريشه و من حقها تلبس اللى هى عيزاه عشان اعلامية وعشان خريجة جامعة امريكيه لكن الفتاة العادية اللى ماشيه فى الشارع مينفعش تلبس زيها عشان ساعتها هتبقى منحله ومنحرفه ولكن الست ريهام رغم تداول صور لها على الفيس بوك وهى تدخن شيشه وسجائر ولابسه عريان وكذلك حارس الفضيله الاخر تامر امين حيث يتم تداول صور له مشابهه ..

الا انهم فضلوا مجاراة المجتمع وافكاره البدائية وممارسة العهر الاعلامى على الشاشه وبيع بضاعتهم القذرة حتى يحصلوا على اعلى قدر من المشاهدة ويرفعوا ايرادات برامجهم على حساب تكريس الجهل والعنصرية وعدم احترام الحريات الخاصة ..



الست ريهام تعلم تماما ان التحرش جريمة حتى لو كانت الفتاه ماشيه فى الشارع بدون ملابس او لو كانت بائعة هوى فالتحرش بها او محاولة الاعتداء الجنسى عليها بدون رغبتها يعد جريمة يعاقب عليها المتحرش قانونا ولا يوجد اى علاقة او رابط بين ملابس الفتاة وسلوكها وبين عقوبة التحرش .

وكان لازم معد البرنامج يقولها نص قانون التحرش الجديد الذى ينص على :

المادة 306 مكرراً (أ) : يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الإتصالات السلكية واللاسلكية.
وتشدد العقوبة فى حالة تكرار الفعل , يعنى مفيش فى نص العقوبة لبس البنت يا ست ريهام ولا ليه علاقة بالجريمة ومن حق البنت تلبس اللى هى عيزاه زى حضرتك كده بدون ارهاب من المتحرشين أو من المنافقين امثالك!!!

وربطك الحقير و المستفز بين لبس الفتاة وسلوكها وبين التحرش والاغتصاب يجعلك تبررين بحماقة اغتصابك شخصيا !

حتى العلاقة الجنسية الغير متفق عليها بين المتزوجين اى اذا تمت بدون رغبة المرأة فتعد اعتداء جنسى يعاقب عليه القانون الزوج فى بلد مثل فرنسا ب 20 سنه سجن !!!


مجتمع, يتم فيه منع برنامج بناء يسعى الى بتر المفاهيم المشوهه لصالح القيم الانسانية وتقبل الاخر فى الدين الاسلامى مثل برنامج اسلام البحيرى ويتم رفع عشرات القضايا عليه بتهمة ازدراء الاديان , بينما فى المقابل يسمح لبرامج تزدرى الانسان والمرأة وتكرس الجهل والتخلف والعنصرية وتعد سبة فى جبين الاعلام المصرى , مثل برامج ريهام سعيد وتامر امين ومن على شاكلتهم بالتواجد والاستمرار والانتشار .
ماذا ننتظر منه سوى مزيدا من المتطرفين والمتحرشين بعدما تم تجهيله وتكريس تخلفه عمدا مع سبق الاصرار والترصد .

#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين