أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صائب خليل - الحزب الشيوعي العراقي وتساؤلات عن المحتوى اليساري في مواقفه















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي وتساؤلات عن المحتوى اليساري في مواقفه


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:55
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لم توفر الموجة التي اطلقها انهيار الاتحاد السوفيتي الحزب الشيوعي العراقي من آثارها الحادة, فمر كأمثاله من الاحزاب الشيوعية العالمية, بمراجعات قاسية لكل الثوابت التي سار عليها.

كان السؤال الصعب بلا شك: ما الذي يجب تغييره, وما الذي يجب ان يبقى؟

من بين ما طرح للنقاش تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي. فقد اصبح للكلمة وقع سلبي على الاسماع, يرتبط بالدكتاتورية التي عرف بها الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية, ثم ارتبط ايضاً بالفشل والانهيار, كما ان الناس, وبسبب تأريخ من العنف والقتل الموجه ضد الاحزاب الشيوعية في العالم, صاروا يتهيبون الانظمام الى حزب بهذا الإسم او حتى التفكير به.

يضاف الى ذلك ان اميركا قد بذلت جهوداً واموالاً هائلة للاساءة الى كلمة "شيوعي" ونجحت بذلك الى درجة كبيرة, حتى صار استعمال ضد الشيوعيين اسهل كثيراً. فصار يكفي الصاق صفة "الشيوعية" باية جماعة او حكومة اجنبية لتبرير اي عدوان عليها, ودون ان يثير ذلك اية احتجاجات داخل الولايات المتحدة او اوروبا الغربية. لذلك فأن تغيير الاسم سوف يحرم اميركا استثمار نتائج ذلك الجهد الكبير.

لذلك, فلو تخلى الشيوعيون, او من بقي منهم, عن اسم حزبهم لكانوا معذورين, لكنهم تمسكوا به رغم صعوبته. ومن حقي اذن ان افترض ان من بقي في الحزب, بقي مقتنعاً بدرجة ما بمبادئه, فهل بقي الحزب الشيوعي في مواقفه قريباً من مبادئه بدرجة كافية؟

علي ان اعترف بأني لا اعرف الظروف التي يتخذ بها الحزب الشيوعي قراراته الا بشكل عام, لكني استند الى الاخبار التي تصلني من خلال وسائل الإعلام. وانا ارى على اساس ذلك انني لا اجد في مواقف الحزب حتى بعض "يسارية".

صحيح ان الحزب الشيوعي ايد حرية الناس في اقامة الاحزاب والتنظيمات ودافع عن حرية المرأة وعن حق الاكراد في تقرير مصيرهم وطالب بعلمانية الحكم واعترض على الطائفية والمحاصصة وادان الارهاب, ولكن اي حزب ليبرالي لم يفعل ذلك ايضا؟

لم ار من الحزب الشيوعي اي اعتراض على الاتجاه الرأسمالي العنيف والسريع للحكومتين العراقيتين التي جاءتا بعد الاحتلال والذي يهدد بإزالة كل الخدمات الحكومية والقطاع العام بسرعة قياسية.

ولم يعترض الحزب على الخصخصة التي بدأت قبل ان يأخذ العراق نفسه ويشكل مؤسساته. ولم يحاول الحزب حتى بشكل رمزي, التحفظ عليها...

ولم يعترض او يتحفظ على التمثيلية التي "حلت" بها اميركا مشكلة ديون صدام, حين تركت للبنك الدولي ان يشترط لإلغائها ان يتبع العراق "اصلاحات" اقتصادية تناسب حرية السوق. والحزب الشيوعي يعلم بلا شك انها الوصفة التي مزقت بلدان نامية عديدة, كانت ظروفها افضل كثيراً من ظروف العراق..

ولم يعترض على الزام الحكومات العراقية القادمة دستورياً باتباع "مبادئ السوق" في تعاملها مع النفط...

صحيح ان الوقوف بوجه مد العولمة والرأسمالية اكبر من طاقة الحزب, لكن الرأسمالية درجات. فأميركا رأسمالية واوربا رأسمالية, لكن نسبة المساجين في اوروبا الغربية اقلها في العالم وهي اكثرها في العالم في اميركا! فحيث وجدت الرأسمالية ظرفاً مقاوماً بعض الشيء اضطرت الى المفاوضة وسمحت للشعب ببعض قوته وبعض حريته. وحيث لم تجد من يقف بينها وبين ثروة البلاد اخذتها كلها. فهل هناك مقاومة ما ليتجه العراق الى رأسمالية متوازنة؟ على من يأتِ برفاه شعوب اوروبا حجة للرأسمالية, ان يعلم انه لو اتخذت حكومة اشد بلدان اوروبا رأسمالية, بعض اجراءات الحكومة العراقية, لأقام شعبها الدنيا ولم يقعدها دفاعاً عن حقوقه.

لنتحدث بصراحة, فلربما آمن الشيوعيون العراقيون فعلاً, ككثير غيرهم, ان الطريق الوحيد في الاقتصاد هو الرأسمالية, وأن النعمة والحرية في أميركا واوروبا الغربية دليل ذلك. وان كان في الاشتراكية خير فلم لم نره على وجوه سكان البلاد التي كانت اشتراكية؟ في هذا اقول ان النعمة التي يعيش الناس فيها في اوروبا وأميركا تعود لاسباب غير النظام الرأسمالي الذي لو استطاع لما اعطاهم إلا القليل, وحريتهم وديمقراطيتهم تعود الى حد بعيد الى تضحيات من قاوم بها البعض منهم الاتجاه الرأسمالي بما يستطيع. فتأريخ الديمقراطية في كل بلد من تلك البلدان, تأريخ دفاع الناس عن حريتها وحقها في الحكم اكثر مما هو تبرع من الملوك لرعاياها والشركات لعمالها. ان المجتمع الغربي يتمتع بنتيجة التوازن الذي فرضه الشعب على شركاته وحكوماته, وحيث نجحت الشركات والملوك بهزيمة شعوبها, وجدت المأسي والفقر اكثر من غيرها.

أنا في الحقيقة لا ابحث عن حزب شيوعي, بل يكفيني حزب يساري يحاول تهدئة الإتجاه الرأسمالي الشديد في العراق وموازنته قليلاً, فأين القلق اليساري المميز؟ إن كان الإتجاه الليبرالي الرأسمالي قد اصبح ألاتجاه الاكثر قبولاً لدى اعضاء الحزب الشيوعي, افلا يصبح اسم الحزب مضللاً للناس؟ اسم في اليسار المتطرف وموقف في الوسط المتطرف؟

ذهب الحزب ايضاً الى ابعد من ذلك عندما قبل المسودّة الثانية للدستور, وليس فيها إلا كلّ ما هو اسوأ من الاولى التي تردد فيها. واهم تلك المساوئ الالغاء المتعمد لمادة حقوق الانسان, والتي كانت تحت المادة 44 في المسوّدة الأولى. فهل كان الحزب قد قرر مسبقاً قبول الدستور مهما كان, ام ان لديه خطوطاً حمراء كما يفترض؟ وان كانت كذلك فهل ان تلك الخطوط لاتشمل حتى حقوق الانسان؟

مواقف الحزب كانت ادانة الارهاب, والتحذير من الطائفية والفتنة والفساد وهي رغم صحتها, إلا انها عبارات عامة, اشبه بلغة افتتاحيات الجرائد, يقولها الجميع ويقبلها الجميع ثم ينساها الجميع, فهي لاتحرك ساكناً ولا تترك اثراً في الذاكرة.

وتقترب الإنتخابات, وبدلاً من اتخاذ مواقف مبدأية مميزة, تعرف ناخبيه عليه, هاهو يضع نفسه في تحالف "عريض" لا يستنكف قبول اللصوص لقيادته!

يقولون ان قائمة اعداء المرء تحدد شخصيته بشكل افضل من قائمة اصدقائه, فمن هم اعداء الحزب الشيوعي العراقي وهو يعمل على ارضاء الجميع, حتى من يتشرف المرء بكسب عدائهم؟

إن كان الحزب يتخذ قراراته عن ايمان بها فتلك كارثة. وإن كان الحزب اضعف حتى من الامتناع عن المشاركة في الخطأ, فكيف نفسر الثقة الكبيرة بالنفس وهو يعد الناس ان يتبع موافقته على الدستور بمشروع جبار لتغييره بعد اقراره؟

لقد كتبتُ واعطيت صوتي للحزب الشيوعي في الانتخابات الأولى بثقةِ مؤملاً بصوتٍ يساري امين سيعمل ما يستطيع للوقوف بوجه اللصوصية والانهيار الإجتماعي والإقتصادي الذي يهدد العراق اليوم وفي المستقبل, لكني لم اعد اشعر اليوم بمثل تلك الثقة.

للاحزاب الطائفية والدينية والقومية ان تستلقي مطمئنة الى ناخبيها الثابتين الذين ينتخبون وهم مغمضين, لايقرأون ولا يسمعون. اما الاحزاب السياسية فليس لها إلا مواقفها السياسية سلاحاً تقنع بها ناخبيها, وفي كل مرة من جديد, لتحصل بها على اصواتهم. هذا هو التحدي الذي تواجهه الاحزاب السياسية وهذا هو قدرها, فبأية مواقف محددة يذكرها الناس سيدخل الحزب الشيوعي العراقي معركة الانتخابات القادمة؟





#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا اقول لا: مراجعة قبل التصويت على الدستور في العراق
- عشرة طيبين يكتبون ميثاقاً لجزيرتهم
- علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد
- فتوى السيد الاخيرة
- إيمان العلمانيين بالزرقاوي!
- عراقيوا الخارج خارج الدستور
- تعديلات الدستور تزيده اعوجاجاً: الغاء مادة حقوق الانسان الدو ...
- تأجيل الدستور لتعديلات طفيفة لاقناع اليسار العراقي للتصويت ع ...
- رغم مصائبه, ليس العراقي معفياً من فهم العالم: الارهاب, اميرك ...
- في الدستور تنازلات بلهاء عن حق العراق في التكنولوجيا
- ما موقف الشيوعيين من المادة 110 ثانياً؟
- الارهاب المبدع
- لنهنئ انفسنا أن وصل بعض صوتنا الى الدستور
- لماذا ظهر الدستور كعروس منفوشة الشعر؟
- اعتراضاتي على نقاط الدستور
- حديث دكتاتور اعتيادي الى شعبه الاعتيادي
- علي فردان ودفع الشيعة العراقيين باتجاه الطائفية
- دولة الكمان العراقية: دولة -علي- بابا والاربعين حرامي
- العلمانيون والإسلام: مقالة ليست ممتعة علمانيا
- ديمقراطيينا بين ولاية الفقيه وولاية السفير


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صائب خليل - الحزب الشيوعي العراقي وتساؤلات عن المحتوى اليساري في مواقفه