أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - السلم الجديد خلطة الفرح والحزن














المزيد.....

السلم الجديد خلطة الفرح والحزن


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 20:39
المحور: المجتمع المدني
    


هناك عبارة شائعة تقول (عض قلبي ولا تعض رغيفي) وأخرى من الموروث الشعبي العراقي تقول ( أنطي المعلّم وخيولي المحروم)، والثانية وان كانت لا تمثل العدل لكن شطرها الاول يدل على أن من أعتاد على شيء يصعب عليه تغيره، وهذا هو سبب ردة الفعل القوية التي صدرت من أصحاب الفئات المتضررة من سلم الرواتب الجديد، فلقد وفرت لهم الحقبة الماضية حياة رغيدة مستقرة لعدة أعوام، فبنوا حساباتهم الانية والمستقبلية على قدر دخلهم الشهري ، فكثير منهم مرتبطون بأقساط شهرية والتزامات مالية كثيرة تشكل توازن بين نفقاتهم ودخلهم الشهري، يأتي سلم الرواتب الجديد ليخل بهذا التوازن دون سابق انذر، ما أثار حفيظة أكثرهم، حتى أن كثيرا منهم هددوا بالاعتصامات بل وحتى العصيان، وما يدعم موقفهم أن شخصيات برلمانية وأخرى حكومية تعارض علنا السلم الجديد معتبرة أنه خرق دستوري سيما وان بعض المخصصات أقرت بقوانين وصادق عليها مجلس النواب ما يوجب أعادة تلك القوانين لمجلس النواب للمصادقة على تغييرها، لكن رئاسة الحكومة تعتبر التفويض الشعبي ودعم المرجعية للإصلاحات يعطي الحكومة مساحة أكبر للتحرك بما تراه مناسبا للمرحلة الراهنة.
لا يخفى على أحد ما تعانيه البلدان النفطية ومنها العراق من تراجع في الايرادات بسبب التدني الكبير في أسعار النفط، وما يحتم علينا إجراءات كبيرة ومهمة، وهذا ما أكده السيد وزير المالية قبل أيام حيث قال" أن العام القادم سيشهد وضعا صعبا على العراقيين". نحن هنا لسنا بصدد الولولة على الماضي والحديث عن الاسباب التي أدت الى كون النفط المورد الرئيس وعمود خيمة الاقتصاد، فالعراق لم يشهد استقرارا أمنيا ولا سياسيا منذ التغيير والى يومنا هذا، والسؤال المهم هل ان الحكومة لا تملك خيارات أخرى غير العمل بهذا السلم لتجاوز الازمة ؟.
قبل أيام وفي حوار مع أصدقائي دار حول سلم الرواتب على الفيس بوك فتحت على نفسي أبواب جهنم حين قلت مخاطبا بعض المتضررين من السلم الجديد قائلا" أنا أعتبر أن قبول الموظف بتقليل مرتبه في هذا الظرف العصيب عملا وطنيا وشكلا من أشكال التضحية في سبيل الوطن "، كان رد أكثرهم علي "انك تتحدث بعاطفة وبكلام نظري وغير واقعي، بل أن بعضهم غير مقتنعين بان هناك ازمة مالية من الاساس، ما يجعل من أقناعهم بالسلم الجديد أمرا في غاية الصعوبة .
أصحاب الرواتب الدنيا هم أصحاب الصوت الخافت والاقل تأثيرا، ظلوا أعواما يترقبون زيادة تنتشلهم من ضنك العيش وقساوة الحياة، لا يخفون اليوم قلقهم على ضمان الزيادة المرتقبة سيما وانها اقترنت بتقليل مرتبات الدرجات العليا، أصحاب الاصوات المسموعة والتأثير الاكبر، فكثير من الكفاءات العلمية قد تحزم حقائبها وترحل الى غير رجعة مثلما حصل في ظروف التسعينيات، لذا على الحكومة البحث عن توازن مقنع لجميع الفئات وتتعامل معهم بشفافية أكبر في موضوع الايرادات ومصادرها وبالأرقام والاهم من هذا وذاك ان تشن حملة بلا هوادة على المفسدين لانهم من أهم اسباب تراجع الحس الوطني وعدم شعور المواطنين بانهم شركاء الحكومة بالسراء والضراء، حتى يتمالك الجميع شعورا بان أموال الدنيا أجمعها لو وضعت بكفة ووضع الوطن بالأخرى سترجح كفة الوطن لانه شرفهم وتاج رأسهم وخيمة أمنهم وأمانهم .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين البصرة والقصرين
- ما لنا وما علينا
- لأسباب مهمة رفضت ان اكون وزيرا
- موظفون تجوز عليهم الصدقة
- (الدرزن) الاخير والوانه القاتمة
- أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء
- عين الحسود فيها عود
- الحاج متولي والتدهور الاقتصادي
- مسؤولونا ونظرية حجي شامل
- زنود الست
- لماذا الزمان؟
- شعيط ومعيط فرسان الفضائيات
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - السلم الجديد خلطة الفرح والحزن