- جبل الهيكل- تحت التهويد بموافقة العرب

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 13:37
المحور: القضية الفلسطينية
    

دخول اليهود للأقصى ليس للزيارة فقط ويجب أن لا تذهب دماء الشهداء هدرا:
" القدس 28-10-2015 وفا- أدى مستوطنان يهوديان صباح اليوم الأربعاء، طقوسا تلمودية في المنطقة المعروفة باسم الحُرش الواقعة بين باب الأسباط والمصلى المرواني في المسجد الأقصى، فيما وفرت شرطة الاحتلال الخاصة الحماية لهما.
وجدد المستوطنون اليوم، اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية معززة ومشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية ومشبوهة في مرافق المسجد المبارك،.."

في مقال سابق وتعليقات سابقة ، قلنا أن الإتفاق الذي انجزه كيري مع الملك عبد الله ونتنياهو ، منسجم مع المصلحة والطرح الإسرائيلي لدخولهم الأقصى وأخذ دورهم فيه ، وأن حراك الغرب يستهدف دوما مساعدة إسرائيل ، وان من يجلسوا لتمثيلنا ظاهريا ليسوا امناء على هذا التمثيل بل إن مهمتهم التدليس علينا .
وقد صرح وزير خارجية الأردن بتأييد موقف نتنياهو لتقسيم الأقصى وكان هذا علنا وأمام وسائل الإعلام حيث قال إن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو أمس بشأن "الالتزام بالحفاظ على الوضع القائم (في المسجد الأقصى) مرحب بها"
ولكن هذا التصريح له مغزى خطير :
أولا : نتنياهو لم يذكر المسجد الأقصى بل ذكر "جبل الهيكل" .فيأتي تصريح وزير الخارجية الأردني مرحبا ومؤيدا بالتسمية وبالموقف.
ثانيا : تصريح نتنياهو لا تراجع فيه بل إنه أكد على الإستمرار في ذات السياسة التي نسميها نحن انتهاكات وبهدف التهويد والتقسيم حيث قال : " ستواصل إسرائيل تطبيق سياستها القائمة منذ فترة طويلة: المسلمون يصلون في جبل الهيكل وغير المسلمين يزورون جبل الهيكل".وهذا محاصصة .
إذن الأقصى سيكون للمسلمين للصلاة ولليهود للزيارة ( وهل للزيارة فقط أم أنهم يزورون وهذا مرفوض ومن مسببات المباشرة للإنتفاضة ويصلون كذلك ) ولكن هذه المرة بقرار أردني إسرائيلي فلسطيني برعاية أمريكا .
إن مساجد المسلمين ليست أماكن مقدسة عند اليهود وعبر التاريخ بل هم يريدون الأقصى كما كل فلسطين . يأخذون فلسطين بما فيها الأقصى .
أما العبارات الأخرى في تصريح نتنياهو الذي رحب به وزير خارجية الأردن، فهي من أجل ان يستخدمها الأطراف للتزيين حيث يقول نتنياهو : " كما قلنا مرات عديدة، فإن ليس لدى إسرائيل نية لتقسيمه ونرفض تماما أى محاولة توحي بغير ذلك. نحن نحترم أهمية الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية ، كما وردت في معاهدة السلام عام 1994 بين الأردن وإسرائيل ، والدور التاريخي للملك عبد الله الثاني".
إن العبارات الأولى ( كما قلنا مرات عديدة فإنه ليس لدا إسرائيل نية لتقسيمه ) هي للتدليس على الجمهور العربي والإسلامي ، ولتسليح النظام الأردني للتغطية على موافقته على إعطاء اليهود حقوقا في الأقصى
أما العبارات التي تخص الأردن والملك فهي قلادة من الذهب الفالصو وليس الذهب الخالص فنتنياهو سوف يحترم أهمية الدور الخاص للأردن والملك شخصيا . يبدو أن هذا الدور كان مناطا بالأردن كي توافق في الوقت المناسب على السياسة الإسرائيلية وأطماعها في الأقصى وهذا ما سوف يظل نتنياهو يحترمه لفظيا بينما دخل المستوطنون وفعلوا ما يريدون بحراسة جيش نتنياهو بالرغم من عبارات الإحترام الكاذبة . المستعمر لا يحترم أتباعه ومعاونيه .
ثالثا : إنه يطالب بأمن الزائرين والمصلين في " جبل الهيكل " ومع أن المسلمين كانوا سابقا يصلّون بسلام وكان اليهود يأتون مرفوضين . إذن هو يدعو لاعتبار زيارة اليهود أمرا طبيعيا ويطالب الفلسطينيين بتقبل ذلك حيث يقول : وتعتقد إسرائيل أن أولئك الذين يزورون أو يصلون في "جبل الهيكل" يجب أن يُسمح لهم القيام بذلك في سلام، وبدون عنف، وتهديدات، وتخويف وإستفزازات ".وأضاف : " سوف نستمر في ضمان الوصول إلى "جبل الهيكل" للمصلين المسلمين والزوار، مع الحفاظ على النظام العام والأمن".أي انه لن يمنع اليهود من الصعود للأقصى بل سيستمر في تأمين وصولهم .
وهذا كذلك رحب به وزير خارجية الأردن في تصريحه الرسمي وحسب الأصول . وهو رحب بالتصريح بما فيه التسمية الإسرائيلية الرسمية للأقصى .وبما فيه السماح لليهود بالزيارة وأيضا بالصلاة كما ورد في الخبر في بداية المقال .
أما السلطة الفلسطينية فإنها لم تدل بأي دلو والمطلوب ان ترفض ترسيم الممارسات الصهيونية بشكل واضح وصريح علما ان الجمهور الفلسطيني بانتفاضته يعلن رفضها جذريا ومن أساسها

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات