أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل صارم - حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 5















المزيد.....

حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 5


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الجزء السابق ناقشنا ( سورة التكوير ) واتضح لنا أنها بحث علمي متكامل مسبوق بشروط لو تحققت لكانت النتيجة أو النتائج سلبية تتجلى بأضرار طبيعية , وهذا منطق علمي بحت لايدخل تحت عنوان الغيب بأي شكل من الاشكال . انها مجموعة قواعد أو قوانين علمية ستنعكس سلباً على المحيط اذا ماخولفت . والواقع أنها قد أعطيت أبعاداً ومضامين وتفسيرات أقل مايقال فيها أنها مخالفة لأبسط قواعد المنطق والعلم ودخلت في جوانب غيبية تخالف مقاصد السورة تماماً وذلك عبر عشرات القرون , وهذا مايسمى حسب المنطق الإيماني بالكفر الذي يعني التورية على الحقائق .
- ان التمسك بقواعد العلم وقوانينه ولالتزام به يقود الى رفع مستوى الانسان والمجتمع حضارياً ويجنبه الكثير من الكوارث الطبيعية والاجتماعية التي يكون هو المتسبب بها عندما يعمل بخلاف هذه القواعد , فهل يترك الانسان دون توجيه وتبصير بهذه الحقائق العلمية من قبل العلماء المتخصصين ( وهذا واجبهم ) وهذه هي حقيقة الإيمان . لاأن يعطى هذا الانسان تفاسير غيبية وغبية بعيدة عن المنطق تجعله يتخبط في ممارساته لينتهي هو ومحيطه ضحية كوارث مختلفة الاشكال يكون هو مسببها الحقيقي. لا كما يقولون أنه قدر ذلك أن الإله لايريد بالإنسان سوى الخير أما كل المصائب فلا علاقة للإله بها لأنها من صنع الانسان الذي يخالف المنطق والحقائق العلمية أو يحاول تطويعها لإشباع نزواته وأنانيته. وسنرى في القرآن الكريم لاحقاً كيف يصف هؤلاء الذين يحرفون الفهم الإنساني عن نهجه المنطقي بزعم الإيمان والعبادة . يصفهم بالمجرمين في أكثر من موضع
- نتابع مع القرآن الكريم : فبعد سورة التكوير ننتقل الى سورة الأعلى وفق الترتيل أو تسلسل النزول لأننا لو قرأنا القرآن الكريم دون ترتيل فسيؤدي الى إشكاليات كبيرة وتعقيدات في عملية الاستيعاب والفهم وبالتالي فاننا سنبقى أسرى تفسيرات وتأويلات فقهاء السلطة الذين لايريدون لنا أن نخرج من دائرة تفسيراتهم المتخلفة
- في سورة الأعلى نرى أنها تؤكد على ماسبق وتوضح بأسلوب منطقي بعيد عن التعقيد وان تابعت الترميز وفق أسلوب القرآن الكريم : فنرى أنها تبدأ بالآية
( سبح باسم ربك الأعلى ) .. تعالوا نناقش معنى عبارة التسبيح لأنها تتردد كثيراً في القرآن الكريم ويرددها الناس بشكل آلي دون أن يتوقف عندها وقد اعتدنا أن نردد عبارة ( سبحان الله ) لدى كل مشاهدة متميزة أو شكل جميل أو طفل جميل مميز أو زهرة ..الخ فما الغاية من ترديدها بعيداً عن أي معنى آخر فنلاحظ أنها موقف إعجاب واستحسان وتقدير للصنعة أو للخلقة أو الخلق وهو يؤدي نفس معنى الصنعة
لكنها هنا وبسبب ورودها في صيغة الطلب , الأمر ( سبح ) تصبح إيعازاً بالإرتقاء وتوسيع المدارك وفهم أسرار الخلق بما يتضمنه من كون ومحيط ومجتمعات وإنسان وحيوان ونبات بكل دقائقها وتفاصيلها وجزئياتها وقد أشرنا سابقاً الى معنى القلم
أي الأقلام أو الانواع وأن أجندة العلم لم تكتمل بعد . ذلك أن القرآن الكريم يستتبع أية سبح بالآيات * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * وهنا يتضح المقصود العلمي تماماً حيث يعني تأكيداً على أن الكون بما فيه تحكمه قوانين دقيقة لاتتجاوز ولاتقصر
( بقدر ) والقدر هنا تعني ( المقدار) حسب الحجم والمكان والواقع ., وكما نقول بالعامية ( على القد ) أي حسب القياس والحجم والموقع ودائرة الفعل والتأثير . باختصار انها وفق قاعدة وقانون ثابت . وليس بمعنى القدر أي الغامض والمجهول أو في علم الغيب كما يقولون , لأن الآية تستتبعها بالهداية ( فهدى) أي أنها تدخل في مجال قدرة الانسان على استيعاب هذا الكون وفهم تفاصيله .
والواضح أن الخالق قد أتاح المجال واسعاً ليدخل كل شيء في علم هذا الإنسان الذي جعل منه أشرف المخلوقات في هذا الكون دون تمييز بين انسان وآخر من حيث الشكل واللون والعرق ..الخ فالإنسان هو الإنسان كائناً من كان ولافرق بين إنسان وآخر الا ( بالتقوى) العلم وخدمة الانسانية وتحسين مستوى حياته على ظهر هذا الكوكب .
ونلاحظ بشكل عام أن السورة تنحو منحى علمي بحت فالترميز بالنار تشير الى الجهل ومخالفة قواعد العلم و قوانين الطبيعة والمجتمع والكون والتي تنعكس على حياة الانسان بأسوأ مايكون من تخلف ودونية وضياع بحيث تصبح حيلته جحيماً لايطاق , بينما اذا سلك طريق العلم وخير الانسانية وانسجم مع البيئة والمحيط سينعكس ذلك على حياته خيراً وارتقاءً وتنتهي هذه السورة بالإشارة ان هذه القوانين قديمة قدم المجتمعات البشرية وإنها موجودة مع إبراهيم وموسى ( عليهما السلام ) أي قبل القرآن الكريم وهذا مايشير الى مراحل التطور التي تعبرها البشرية .
• نستمر في الترتيل فننتقل مباشرة الى سورة الليل . فيتأكد لدينا من خلال محاولة فهمها في نفس السياق أنها استمرار للتأكيد على علمية القرآن وان استمرت السورة بالترميز * فالليل اذا يغشى لايمكن أن يفهم منطقياً الا سواد الجهل والتخلف السابق للنهار الذي يعني الدخول في مرحلة العلم والرقي والحضارة ولو أمعنا النظر في أية ( الذكر والأنثى ) التي وردت في هذه السورة , وهي واردة في أكثر من مكان في القرآن الكريم , لتبين لنا أنها تشير الى ثنائية الخلق / ذكروأنثى/سالب وموجب/ الجيد والسيء / الخير والشر / العلم والجهل /أو / الظلام والنور – الليل والنهار / ..الخ .
• سنداً لذلك فان من عمل ايجابياً لصالح الانسانية ( من أعطى واتقى) فسترتفع مكانته بين الناس * فسنيسره لليسرى * أما من (بخل واستغنى ) أي كان أنانياً ولم يعمل لصالح الانسانية فغرق في الجهل وأغرق الناس معه فسيسوء ذكره ويلفظ من صفوف الانسانية ولن تغنيه إمكانياته وقدراته عن التردي والسقوط وستصبح حياته عسيرة ( فسنيسره للعسرى ) ,
• وتستمر السورة في التأكيد العلم ( الهداية ) لأن الهداية أساساً وحيثما وزدت لايمكن أن تشير الا الى توسع مدارك الانسان اعتماداً على العلم بحيث يتمكن من فهم حقائق الحياة والكون ويطوع هذا الفهم لرفع مستوى حياته / الحضارة/ والتطور والتي هي نتيجة طبيعية لمصلحة الانسانية ( ابتغاء وجه ربه الأعلى) ولسوف يرضى . وهل هناك من رضى وراحة ضمير وسعادة أكثر ممن كان عمله لصالح مجتمعه والإنسانية ولصالح نفسه , وهل هناك أفضل من الحياة ضمن مجتمع إنساني متطور منفتح على بقية المجتمعات الانسانية .
• هذا هو منطق الأمور والتي قصدها القرآن الكريم على غير مانهج عليه فقهاء السلطة عبر التاريخ الذين أغرقوا هذه المجتمعات المنكوبة بهم بشعائر نسجوا منها تفصيلات ماأنزل الله بها من سلطات وهم مازالوا حتى الآن ينسجون تفاصيل ويبتدعون شعائر حرفت هذه المجتمعات عن طريق التطور السليم ودفعت بها نحو صراعات حيوانية شرسة أودت بمئات الآلف من الضحايا في كل مرحلة وكل جيل بسبب توزيع الكفر والإيمان واختلافات على طريقة الوقوف في الصلاة وطريقة الوضوء ومفسدات الصلاة والوضوء ومكروهاتها وكيفية دخول الحمام وكيفية الغسل واستعمال الماء .وعدد الأوراد والأذكار وحلقات الذكر . حتى سخفوا الانسان وقزموا العقل وتمكنوا من جعل قسماً كبيراً من هذه المجتمعات مجرد مأخوذين يرددون مايلقى عليهم من منحرفي الفقهاء كالببغاوات لايدرون نهاية الطريق وعمق الحفرة التي هيأوها لهم .
يتبع .



#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبهوا : كل الثيران أصبحت معدة للأكل
- التعصب الديني على حساب الوطن ..؟!!
- تقرير ميليتس واللعب على المكشوف
- حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 4
- قراءة متأنية لما أطلق عليه إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقر ...
- على هامش محاكمة الديكتاتور
- حوار مع المجتمع -القرآن-العلم-العلمانية-3
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- إما أن نتقن ثقافة الاختلاف لكي نبدأ بفهم الديمقراطية أو نجلس ...
- -2-حوار مع المجتمع-القران - العلم - العلمانية
- المعارضة : تناقضاتهاوتنويعاتها-2
- حوار مع المجتمع -القرآن -العلم-العلمانية-
- المعارضة : تناقضاتها وتنويعاتها - 1
- السيد الرئيس : هذا الشعب الذي اختارك بالاجماع ولأول مرة في ت ...
- المضمون في الكلام الغير مفهوم للثقافة والمثقفون .
- البيان الختامي
- لماذا سوريا أولاً-2
- لماذا سوريا أولاً..؟3
- لماذا سوريا أولاً..1؟
- مؤتمر..حوار ..ولكن..؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل صارم - حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 5