|
تقادم أجهزة المخابرات ( الأجنبية ) الاستعمارية القديمة
عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 11:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن شيخوخة أجهزة الأمن (الغربية: الأوربية والأمريكية) المكلفة بإدارة المنظومة العربية الرسمية خلال احقبة الماضية ، يجعلها عاجزة عن فهم الربيع العربي على أنه ربيع ديموقراطي قاعدته الشباب وقواه شابة لا علاقة لها باليسار الشيوعي التقليدي (التوتاليتاري) ولا الأخوان المسلمين القطبيين (التكفيريين جوهرا المعتدلين خطابا ظاهرا معلنا)، وأن القوى (الاسلامية والعلمانية) التي تعرف عليها الغربيون ( أوربيون وأمريكان)، ووظفوا لها عملاءهم عبر اختراق ( الأخوانيين أو الشيوعيين ) ، أصبح هؤلاء المعارضون العملاء مدعاة للسخرية والاشمئزاز والاحتقار من قبل شعوبهم....
لن نتحدث عن الاختراقات الفردية هنا وهناك، التي اخترقوا بها الجيش الحر السوري عبر شخصيات مخترعة أمنيا أوربيا وأسديا وخاصة فرنسيا ، ليكونوا الناطقين والناطقات باسم الجيش الحر !!!، حيث أصبح معظم هؤلاء مكشوفين ومفضوحين بما فيه الكفاية أمام الشعب السوري!!!!
لقد انفضحوا رغم غطاء المعارضة المخترعة أمنيا بالتعاون الأمني للمخابرات ( الأسدية- والأوربية ) ..ونحن منذ خمس سنوات نتحدث عن الارتباطات المشبوهة لهذه العناصر الأمنية (الأسدية -الأوربية )، لكن المعارضين الرسميين (التوافقيين أمنييا : أسديا وعربيا ودوليا )،كانوا يقدمون لها التغطية "الشرعية المعارضة "...
حتى أن صديقنا الراحل الفرنسي الأنبل ( فلاديمير غلاسمان ) الأكثر اخلاصا وصدقا للمعارضة السورية الوطنية (غير المشبوهة أسديا أو أو ربيا) ، تحدث الرجل من داخل البيت عن شخصيتين سوريتين مشبوهتين (أمنيا أسديا وفرنسيا)، أنهما الأكثر تأثيرا أمنيا في توجهات السياسة الخارجية الفرنسية، مع أن أحدهما هو أول من اتهم الثورة السورية بالإرهاب وباستيراد السلاح، منذ الأيام السلمية الأولى للثورة السورية، وذلك حتى قبل أن يتحدث معلمه (بشار الجزار الحمار) عن ارهاب وعنف ثورة الشباب السلمية التي تحدث عن سلميتها خلال الشهور الستة الأولى، وهذا العميل المتعدد المرتزق (أسديا –ايرانيا –روسيا) ،هو اليوم مرشح إيران وروسيا لقيادة المرحلة الانتقالية تحت مظلة الأسدية ... بل إننا منذ خمس سنوات تحدثنا عن عمالة (موقع المرصد في لندن للمخابرات الأسدية ) الذي كان معتمدا انكليزيا ومن ثم فرنسيا ، وقد صدق الراحل الديبلوماسي الفرنسي غلاسمان هذه المعلومة عن عمالة المرصد للمخابرات الأسدية ...
ومع ذلك لا يريد أي من الجهات الاعلامية الفرنسية والانكليزية تصديق معلوماتنا ....ولا يزالون يتمتعون بأكاذيب المرصد وأشباهه ، من العملاء الصغار الذين تعتمدهم المخابرات (السورية –الفرنسية ) منذ سنوات طويلة ، بل وتحاول ان تكلفهم بمهمات قيادية للمعارضة السورية في الخارج، رغم أن المخابرات الفرنسية تعرف معظم هذه الشخصيات على أنها ذات تاريخ سياسي مع رفعت الأسد بطل مجزرة تدمر ...لكن يبدو أن المخابرات الفرنسية تعتبر أن رفعت أسد معارض لكثرة ملياراته المسروقة من سوريا التي يضعها في بنوك أوربا ....ولا يرون بأسا عليه أن يتعاونوا معه، وأن نبايعه كبديل اسدي عن بشارعن الحاجة والضرورة ...وذلك على اعتبار أن سوريا محكومة قدريا بقيادة بيت الأسد فإن لم يكن بشارا فليكن (رفعت ) ..
أو إذا لم يكن ممكنا (بيت الأسد )، فلتكن قيادة العلويين حسب المعارضة (العلوية ) التي تعتبرنا كرافضين للنظام الأسدي الهمجي، أننا تعجلنا بشعاراتنا المناوئة للأسدية والداعية لإسقاطه، وأننا أفسدنا عليهم مشروعهم (الثوري الطائفي البديل)، بسبب قصور وعينا وتسرعنا وضيق صدرنا وأفقنا...
ترى المعارضة العلوية أننا أفسدنا عليها تكتيكها وطبختها في صناعة المعارضة العلوية البديلة لبيت الأسد ....ولهذا تعتبرنا عدوا لها لا يقل ارباكا لمشروعها العائلي الطائفي الداخلي عن بيت الأسد، بل إن رئيس مؤتمر المعارضة العلوية في القاهرة، يصب علينا جام غضبه وكرهه أكثر من بشار الأسد !!
هذا المؤتمر العلوي المعارض يومها في القاهرة، نشك أنه كان ضد بشار الجزار الحمار يومها، إلا بوصفه بديلا (غربيا) مقبولا علويا من داخل البيت على أساس القاعدة الروسية (أنه ممنوع على السنة أن يحكموا أنفسهم لأنهم قاصرون ثوريا ومافياويا على الطريقة الأسدية –البوتينية ) ، ويبدو أن الغرب يضمر الموافقة على الموقف الروسي المعلن بأن سوريا ينبغي أن لا يحكمها (السنة بوصفهم الأغلبية الشعبية )، بل العلويون ...بالتحالف مع الأقليات ... ولهذا فإن كل الجوائز العالمية الغربية التي تدعي تأييدها خداعا للثورة السورية، تذهب إلى معارضين علويين مفترضين (أسديا وغربيا !!! )
الغرب ( الأوربي والأمريكي)، لا يزال حتى اليوم يصنع لنا معارضات وممثلين للثورة وفق الشروط الأسدية من جهة، ووفق منظومات ماضوية استعمارية تقليدية قديمة (اعتماد الأقليات، إذ هي لا تختلف جوهريا عن الماضوية السلفوية الاسلامية أو العلمانية التي تعتقد أنها صانعة الربيع العربي...وكلا الأطراف (الأسدية والغربية والداعشية ) لم تستوعب الدرس أن ثورات الربيع العربي ، والتضحيات الأسطورية الملحمية الهائلة التي يقدمها الشباب السوري والعربي، ليست في خدمة الغرب أو الشرق، ليست في خدمة الإسلاميين (الأخوانيين أو غيرهم ) ،أو اليساريين ( الشيوعيين والقوميين (ناصريين وبعثيين)، أو غيرهم ) ...
.بل هي ثورة ضمير مستقبلي لمجتمع وشعب يتجاوز كل هذه التنظيمات والقوى والأحزاب المفوتة والمتآكلة والمستنقعية، هي ثورة في سبيل الحرية والكرامة ودولة المواطنة الحديثة وحقوق الانسان ،تلك الدولة التي انقلب عليها (السلفيون أسديون وداعشيون في سوريا ، أخوانيون وعسكريون في مصر ........) ولذلك فإن الشباب يجودون بكل هذه الدماء الغزيرة ..
هذه الدماء لا يمكن أن تكون في صالح قوى الماضي ( الاستعماري الغربي أو الماضي الداعشي الأغبر، أو الماضي الأخواني أو الشيوعي أو القومي ......إنها ثورة الضمير الأخلاقي لعصرنا التي لن تهتم بحسابات توازن (يمين أو يسار /غرب أو شرق ) إنها لا تهتم إلا بحسابات المطلق ...مطلق مستقبل الحرية ولو كلف ما كلف (وجود أو لا وجود) ....لأن الكلفة التي قدمها الشعب السوري لم يعد هناك ما يخشى بعده من كلفة ... هذا الموضوع نحسه ونستشعره ونفهمه نحن كسوريين ...ولكن مع الأسف أننا سنقدم الكثير من التضحيات حتى يفهمه الآخرون : الغرب (الأمريكي والأوربي) أو الشرق (روسيا وإيران ) الذين جربوا خلال شهر ما معنى وما كلفة مواجهة الشعب السوري الذي قرر الخروج على بيت الطاعة الطائفية ( الأسدية –الإيرانية ) بل والروسية ، ممن يسمون الأعداء ..أو يسمون أصدقاء...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روسيا تتحدث عن -وحدة سوريا-، من أجل أن تكون جميعا تحت سيطرة
...
-
ما هو الحكم القضائي القانوني وفق القانون الدولي وحقوق الانسا
...
-
آخر تجليات الغيطاني في رحيله عن عالمنا اليوم !!!!! ( طوبى لل
...
-
السياسة التركية هي السياسة الاسلامية (العقلانية) الحديثة الو
...
-
الجاسوس الإسرائيلي الذي شاهد (عانة الأسد) الأب وزير الدفاع،
...
-
اللعب الروسي على الطيبة الإسلامية، في ادخال (كازاخستان)، اال
...
-
الروس يريدون إقامة محمية علوية لتشغيلها بالجيش والمخابرات وا
...
-
بوتين الدب الروسي الصغير الأبيض كالجثة، يغزو سوريا، عسى أن ي
...
-
الصدق الأمريكي اليوم على المحك في مواجهة ( الغطرسة البوتينية
...
-
رسالة خزي وعار من ( البصار الكيماوي الشيخ معاذ الخطيب وفريقه
...
-
لم تصدق من نبوءات ماركس ولينين سوى نبوءتهم حول مستقبل أحفاده
...
-
هل أمومة السيدة (ميركل)، هي نحو المهاجرين السوريين أم نحو ال
...
-
البي كيكيكي كظاهرة سرطانية في الجسم الكردي !!!
-
هل سيتمكن الروس والإيرانيون أن يقيموا -محمية علوية- في الساح
...
-
كلما ازداد الدعم الروسي للنظام الأسدي، كلما كان ذلك مؤشرا عل
...
-
المجلس الوطني السوري المعارض هو - المعدة- حيث بيت داء المعار
...
-
المعارضة السورية الرسمية قابلة للاختراق حتى ولو ببطاقة طائرة
...
-
الغرب يستخدم داعش كحصان طروادة... لاختراق بلادنا باسم الدفاع
...
-
خبيراقتصادي سوري –أمريكي يتبنى المنهج الاقتصادي لداعش !!!
-
على من يراهن ديمستورا في (تعويم ابن الأسد ) انتقاليا أو بروت
...
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|