|
فى حضرة الفرعون العظيم رمسيس الثانى
هشام حتاته
الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 21:44
المحور:
سيرة ذاتية
تلبية لدعوة كريمة من الصديق العزيز الدكتور هانى عنان لزيارة ابوسمبل ومشاهدة تعامد الشمس على وجهه يوم 22 اكتوبر ، هذا الحدث التاريخى الذى يتكرر مرتين فى العام فقط 22 فبراير و22 اكتوبر من كل عام ، كان التعامد يتم يومى 21 فبراير و21 اكتوبر قبل نقل المعبد من مكانه حتى لاتغمره بحيرة ناصر عام 1964 وكان لاختلاف خطوط الطول والعرض اثرة فى هذا التاحير لمدة يوم كانت الدعوة شاملة الاقامة اربعه ايام فى ابو سمبل من 20 – 24 اكتوبر الدكتور هانى عنان رجل اعمال من القلة الذين اخذوا على عاتقهم دعم الثقافة والفكر فى مصر واعتبرها احدى مسئولياته ، ولانه يعرف عشقى للتاريخ الفرعونى فقد دعانى ضمن مجموعه من اصدقائه ، ورغم اننى فرضت على نفسى العزلة التامه منذ ثلاثة اعوام الا الاننى لم استطيع تفويت هذه الفرصة النادرة ركبنا الطائرة الى اسوان ومنها فى باص خاص بالمجموعه الى مدينة ابو سمبل للاقامة فى موتيل صغير ساكتب عنه فى نهاية المقال سبق لى ان عملت بفندق نفرتارى التابع لشركة الفنادق المصرية فى العام 1972 لمدة 3 شهور والذى كان فى الاساس استراحه لخبراء اليونسكو الذين نقلوا المعبد ، وزرت المعبد ولم اهتم بمشاهدة التعامد لانى وقتها لم اكن مهتما بحضارة مصر الفرعونية والذى بدا اهتمامى بها وانا اتصدى للفكر الوهابى الذى غزا العقل المصرى خلال الاربعين عاما الماضية كان الفكرالمصرى القديم خير معين لى فى مواجهه الفكر الوهابى وعرفت من دراسته ان معظم الافكار التاسيسية فى الاديان الثلاثة نشات وترعرعت فى شمال وادى النيل فى حضرة الفرعون ولد عام 1303 ق.م وحكم مصر لمدة 67 ومات وعمره 99 عاما ، ويعتبر ثالث فراعنه الاسرة التاسعه عشر يعتبر ( فى نظرى على الاقل ) آخر الفراعنه العظام فى تاريخ مصر ، اتاحت له مدة حكمة الطويلة ان يشيد العديد من الاثار الخالدة وان يمتد بحدود مصر الى الشام شمالا والى الشلال الاول فى جنوب النوبة من اعظم آثارة التحفة الفنية والاثارية والفلكية فى معبدة بابو سمبل المنحوت فى الصخر داخل الجبل بطول 60 مترا ، عبارة عن بهو طويل على جانبية العديد من الممرات ويحرس المعبد اربعة تماثيل ضخمه للملك ارتفاع كل منها 20 مترا ، ثم المعبد الصغير المجاور له والمنحوت ايضا فى الصخر لزوجته الاثيرة لدية نفرتارى يتصدره اربعه تماثيل لرمسيس وثمثالين لنفرتارى بنفس الحجم دليلا على احترامه لها ، كل تمثال حوالى 10 امتار كيف استطاع المصرى القديم بادواته البدائية ان يحفر معبد داخل الصخر الجبلى الجرانيتى بهذا العمق وبه العديد من الممرات على جانبى البهو الرئيسي فى حين ان الخليفة المامون عندما حضر لمصر وسمع عن كنوز الاهرام حاول دخول الهرم للاستيلاء عليها وكل ما استطاعه بعد جهد جهيد وبعد تسخين الصخور ثم صب الخل عليها هو فتحة لايزيد عرضها وطولها عن مترين ...! كل حوائط المعبد مزينه بالكتابات الهيروغليفية التصوريرية منحوته كلها فى الصخر بعمق لايقل عن 10 سم انها معجزة بكل المقاييس والمعجزة الاكبر انهم فى هذا الزمان وبحسابات فلكية معقدة توصلوا الى تعامد الشمس مرتين فى العام ( 22 فبراير ، 22 اكتوبر ) على وجه الملك فى نهاية البهو الكبير فى المنطقفة المعروفة بقدس الاقداس والغريب ان الشمس تغمر وجه الملك وعلى يمينه الاله رع حور آختى على شكل انسان برأس صقر ، وعلى يسارة الاله آمون رع ، اما تمثال الرب بتاح المجاور لهم فانه لايضئ ، انها عبقرية اخرى للمصرى القديم ان تضئ ثلاثة تماثيل ولايضئ تمثال الرب بتاح المجاور لهم ، وتفسير ذلك ان الرب بتاح هو رمز للعالم السفلى وهو العالم المظلم فى عقيدة الصرى القديم ، ولهذا فانه لايضئ معجزة بكل المقاييس كان من الضرورى ان يتم نحت المعبد فى حبل جرانيتى حتى يصمد امام الزمن ، ورغم صعوبة الحفر اساسا حتى فى جبل جيرى الا ان المصرى القديم فعلها .
ترنيمة فى حضرة الفرعون وقفت امام المعبد وانا مذهول اردد بدون وعى ... السلام عليكم ايها الملك العظيم السلام عليك يا ابن امون السلام عليك يا آخر الفراعنه العظام فى تاريخ مصر القديم وربما الحديث ايضا اتيتك من شمال الوادى لاشاهد عظمة جلالتكم فى اروع ماتركتموه من آثار معجزة بكل المقاييس اسمح لى ان انحنى امام عظمتك وجلالك وانا من قبل لم انحنى لاحد لاتؤاخنا ايها الملك العظيم لما فعله السفهاء منا عندما اتجهوا الى ثقافة بدو الصحراء واهملوا تاريخ اجددادهم العظماء وانا بالاصالة عن نفسى وبالنيابة عن كل المصريين الاصلاء اعتذر اليك اعتذر اليك وانا ارى الحشود من ارجاء العالم تاتيك لتشاهد عظمتك ، ولا ارى الا قلة من المصريين الذين اتجه اغلبهم ياصاحب الجلالة شرقا ولكنى ياصاحب الجلالة اتجهت جنوبا لاشاهد عظمتك واعتذر لك عن السفهاء من قومى واعاهدك ياصاحب الجلالة اننى ساظل مابقى لى من العمر اشيد وافخر بهذه الحضارة العظيمة واحارب الثقافة البدوية الدخيلة على شعبك الذى اتجه شرقا ربما يعود يوما الى وعيه ويعرف ان حضارته هى الممتدة على جانبى وادى النيل من الاسكندرية شمالا الى النوبة جنوبا اسمح لى ياصحاب الجلالة بالانصراف
اقمنا فى موتيل صغير لاتزيد الغرف فيه عن عشرة ولكن يستقبل يوميا وعلى مدار العام زوار المعبد من الاجانب القادمين من اسوان والعودة فى نفس اليوم ليقدم لهم وجبه الغذائ انه بيت التراث النوبى – اسكالبية هذا اسم الموتيل الذى اقمنا فيه واسكالبية هنا تعنى الساقية باللغة النوبية، صاحبة الاستاذ فكرى كاشف ، مصرى نوبى , جاب العالم الغربى من اليونان شرقا حتى سويسرا غربا وحصل على دبلومة من معهد الفنادق فى لوزان بسويسرا ، ومن عمل او يعمل فى مجال الفنادق والسياحة يعرف معنى معهد او كلية الفنادق فى لوزان ـ وفى النهاية يعود الى ابوسمبل ليحى التراث النوبى فى هذا الموتيل الصغير انه كما وصفة الصديق العزيز الدكتور هانى عنان ( حارس البوابة الجنوبية وملك النوبه الغير متوج ) المبنى كلة على الطراز النوبى ... يقدم وجبات الغذاء يوميا للقادمين من اسوان الى ابوسمبل فى رجلة اليوم الواجد وفى المساء يلتقى المقيمين بالموتيل مع بعض اصدقاء فكرى الكاشف من اهل ابوسمبل وبعض المغتربين المقيمين فيها فكرى الكاشف يستقبل الضيوف بابتسامة طبيعية بعيدة عن التكلف الدبلوماسى ، زوجته مشرفة على المطبخ وتقديم اجمل واشهى الوجبات الشرقية والغربية على مستوى لايقل ابدا عن فنادق الخمس نجوم طاقم الخدمه كله من النوبيين ... الابتسامة المشرقة والادب الجم وتلبية الطلبات فى منتهى السرعه وفى المساء ياتى فكرى الكاشف بالعود وزوجته بجواره بالدف لنستمع الى اجمل الاغانى والالحان النوبية فى تراس كبير ممتد على جانبى الموتيل وامامه الطبيعه البكر ومن بعيد ترى بحيرة ناصر المراة المصرية بكل ماتحملة هذه الكلمة من معانى تمارس العمل مع زوجها وتمارس معه الغناء وترحب بالضيوف انها اربعه ايام فى حضن مصر الحقيقية قبل الغزو البدوى والى اللقاء فى مقال قادم
#هشام_حتاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البغاء المقدس
-
كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم
-
المرأة فى الاسلام ( 3- اخير )
-
نيرون العرب يحرق اليمن
-
الاسلام مع المرأة (2)
-
المرأة فى الاسلام
-
رحلة المراة من التقديس الى التبخيس
-
قدم النبى محمد واسطورة خالد بن سنان
-
عودة الروح : مصرترقص وتغنى
-
الولدان المخلدون
-
البدو فى الريفيرا
-
الارهاب الاسلامى فى الغرب ( قراءه نقدية )
-
بيوت الله وبيوت المسنين
-
صائمون ... عابدون - خربشات شعرية
-
ارتباط الديانات السماوية بالشرق الادنى
-
العلاقة بين الزمن المتطاول والتقديس
-
قراءة فى حيثيات الحكم على اسلام بحيرى
-
المثقفون وقضية التنوير
-
سيد القمنى ومرحلة الافول
-
الحزب العلمانى المصرى : الحلم على ارض الواقع
المزيد.....
-
-حزب الله ما زال موجودا-.. محلل سياسي يعلق لـCNN عن وقف إطلا
...
-
روسيا تجهّز صاروخ -سويوز- لإطلاق قمر Condor-FKA
-
عائدون إلى جنوب لبنان: -نريد أن نشمّ رائحة الأرض-
-
كشف المزيد من -الأثر الأوكراني- في المقابر الأمريكية (صور)
-
زوكربيرغ يتقرب من ترامب
-
ثعبان ضخم يبتلع رجلا بالكامل في إندونيسيا (صور)
-
الجيش الروسي يعبر نهر أوسكول ويخترق الدفاعات الأوكرانية قرب
...
-
-هآرتس-: شركات الطيران الأجنبية لن تعود إلى إسرائيل حتى عام
...
-
Xiaomi تطلق أجهزة تلفاز مدعومة بالذكاء الاصطناعي
-
مخبأة بطريقة احترافية.. الجهات الأمنية في اليمن تضبط شحنة مخ
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|