|
هل يقدم النظام الشعب السوري أضحية لينقذ أزلامه؟!!
فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يأتي تقرير ميليتس ليضع سورية الوطن ..على مفترق طرق ، أهونها شرا في نتائجه مايضيق الخناق على المواطن ويجعله يقف حائراً أمام مصيدة تنتظره ومصير يتربص به وبوطنه، الذي مورس عليه الاقصاء والالغاء عقوداً، ويطلب اليه اليوم أن يكون ضحية لنظامه، ومنقذاً لأزلام النظام المشاركين في جريمة لم تكن الأولى في سجله... وهنا يشحذ النظام همته ويسخر اعلانه الرنان وأقلامه المأجورة، وحناجره المنحوتة للاشادة والتلميع تارة بدوره الفعال في بناء الوطن ــ أو تدميره ــ والاستنكار والاستهجان، بل والاتهام وكيل التلفيق والتسييس لتقرير ميليتس!! ، والذي لم يكن مفاجئاً للشعب السوري على الاطلاق ...ويستمر بعملية التضليل التي جرى عليها في استخدامه للمواطن كخروف العيد ( حين يحتاج لضحية) ( وكخروف حين يحتاج لرعية) لحماية النظام السيد ...فيأمر المواطنين بالخروج الى الساحات والشوارع ( طلابا وعمالا وموظفين) ويدعي في اعلامه أنها مسيرات ـ بضم الميم وفتح السين ـ عفوية طبعاً !! لاعلان الولاء لأسياده والدعم المطلق لنظام يزج بأزلامه لحصد الأرواح البريئة، وعلى خراف الوطن أن تدفع الثمن!!! كما دفعته عن جرائمه السابقة.... في وقت تقف فيه كل القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا لتطالب هذا النظام بالرضوخ، وتسليم المسؤولين عن الجريمة...والا.... وهذه ال الا.... سيتحملها على الدوام الشعب السوري، والذي لم يستشر حين قامت أصابع القتل في ارتكاب واقتراف جرائم بحقه أولاً، وعلى مدى عقود... وحق أبناء الشعب اللبناني الشقيق ثانيا، وفلسطين أيضاً، وهاهي لحظة الحقيقة قد زفت ..حسب ارادة القوى العظمى ...ولأول مرة...ومهما كانت الدوافع والأسباب...لكن الحقيقة يجب أن تظهر للعيان ، ولو كان النظام .يملك شيئاً من الشفافية ويتعامل بها مع الشعب لما وصلت أموره وانفصاله التام عن الشعب وفقدانه للمصداقية عنده على الأقل باطلاعه ومشاركته بمجريات الأحداث والتعامل معه كشعب كمواطنين لا كرعية ...لكن !!!!! هذا حلم لم ولن يتحقق في نظام يفتقد المصداقية والشفافية... وهاهو يزج بالوطن والمواطن مستخدما اياه كبشاً للفداء بعد أن مارس الابعاد والاقصاء للشعب عن الحياة السياسية والشؤون العامة وهموم الوطن ، وعندما يحاول بعض المواطنين أن يخالفوا أمر السيادة يتم مقاضاتهم وتخوينهم ويحاكموا بالحديد والنار وبالقوانين الرادعة المانعة( كقانون الطواريء سيء الذكر ) والتي تحرم على المواطن مخالفة القوانين الاستثنائية كي يستمر ــ الاستقرار الوطني ــ ويدفع الناشط حياته أو جزءا يسيرا منها ثمن رؤياه واقتحامه العمل السياسي. الآن وللمرة الأولى يواجه النظام نفسه ويقف أمام مرآة الحقيقة ...أمام العالم..عارياً وأمام الشعب أيضاً، بعد أن حاول زرع الخوف والظلم والارهاب بل التفرقة ونشر الذعر في البيوت ، والفساد في كل دائرة من دوائر الدولة ...هاهو يواجه حكماً مصيرياً وعليه أن يختار:ــ اما التضحية بالوطن من أجل أشخاص قلة ...أقدموا على الجريمة النكراء لاعتقادهم أن النظام يحميهم كما فعل في السابق ــ حيث أن موازين القوى والتنازلات قد تغيرت ـ أو أن يحمي الوطن ويغرقهم ..أي اما أن يختار طريق صدام ... وكيف هدم العراق على رأس أهله، ومازالت عواقب اختياراته يتجرعها الشعب العراقي سمًا زعافاً، أو كأساً ليبية دفع الشعب الليبي ثمنها حصاراً استمر سنيناً ..حتى عنى للقذافي أن يختار أهون الشرين للحافظ على نظامه ويقدم مجرمي لوكربي أضحية لبقائه ...مع الفارق بأن ليبيا يمكنها أن تصمد أكثر أمام الحصار بما لديها من ذهب أسود مكنها من الصمود ..لكن الشعب السوري بوطنه المفقر واقتصاده العاري لايستطيع الصمود طويلا ــ ولو سمينا بدولة الصمود والتصدي ــ سيقول قائل ...أن الطريق بعد طويلة وهناك وقت وأمل على توجيه وكيل التهم !!! لكني وبصدق أقول ، وقد عدت منذ يومين من الوطن ...وشاهدت ولمست بأم عيني مقدار الهوة السحيقة بين أبواق النظام واعلامه وبين المواطن...من سائق التاكسي الى صاحب الحانوت ..وغارسون المقهى والمطعم...حتى ربة البيت ليس هناك مواطن صغر أم كبر يصدق ماتدعيه أجهزة الاعلام ..حتى لو قالت صدقا .!!! لماذا؟؟؟ هذا السؤال موجه للنظام وأزلامه ...انهم أشبه بالراعي الكذاب ...المواطن يدرك تماما مقدار الذراع الطويلة للنظام ورجالات مخابراته ومافياته في لبنان قبل القرار الدولي 1559 ، والذي أجبر النظام على الخروج ..ويعلم تماماً أن جريمة بحجم مقتل الحريري ...لايستطيع رجال الأمن اللبناني تنفيذها وحدهم دون أوامر من يملكون السلطة عليهم...لهذا فان مواطننا لم يفاجأ ، ويعرف تمام المعرفة مقدار البطش الذي يتمتع به رجالات من يسموا برجالات الأمن!!! لأن ممارسة الأمن هي دوما موجهة ضد صدر المواطن الأعزل..رغم أن المواطن السوري أصابه الخوف والرعب ..ممزوجا بالاحباط تارة والأمل أخرى ...منتظراً ماستسفر عنه نتائج التقرير ، وموقف السلطة حياله ...ويضع يده على قلبه هلعا من المخاطرة وزج الوطن والشعب الى زاوية ضيقة يحشر نفسه أيضا فيها ..فقط كي ينقذ حفنة من رجالاته ( ولو كانوا من المخلصين!!) لكيانه وبقائه ...
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نواح الدم
-
لعروس الليل
-
كروم
-
وجه أمي
-
حباً بالحياة ونصرا على الموت
-
رد على السيدة ماجدولين الرفاعي
-
بداية للنهاية
-
رســالة لرجــل شــرقــي
-
الى جبـــل الشـــيــخ
-
في السادس من آب ماتت هيروشيما، وعاشت هيروشيما
-
ومــا حــواء الا نـون للنـســــوة
-
وزير الاعلام السوري يحذو حذو مثيله - محمد سعيد الصحاف-
-
كــانـــت زوجـــة للقــيــصــر
-
هاأنت تمضي - مهداة الى روح الشهيد هايل أبو زيد-
-
مقتــولــة والقــاتــل بـطــل
-
العـــراق ـ نســاء ورجـــالاً ...الــى أيــن ؟؟
-
مــصــرع الــلــيــل
-
كيف يمكننا أن نتعلم ، ان لم نرتكب الهفوات والأخطاء؟ وهل تقاس
...
-
قلــت لـــه
-
علاقة المرأة العربية بجسدها من خلال النظرة المجتمعية
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|