أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - ابراهيم الجندي - المجاري .. كالطائرات














المزيد.....

المجاري .. كالطائرات


ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)


الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 13:15
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


طرحت مشكلة السيول التى غرقت فيها الاسكندرية .. قضية الصرف الصحي واهميتها ، ليس الاسكندرية وحدها التى تواجه تلك المشكلة ، بل معظم محافظات مصر وعلى رأسها القاهرة خصوصا وسط البلد على سبيل المثال ، لم تتغير أو تتجدد مواسير الصرف الصحي بها منذ قرن من الزمان ، واكدت الدراسات المتخصصة انها متهالكة تماما وتتسرب منها مياه الصرف لتختلط بالمياه الجوفية التى تجد طريقها بسهولة الى مياه النيل التى نستعملها فى الرى والشرب !!

بعيدا عن تعامل الدولة مع الازمة ، وتعاطى الاعلام معها ايضا .. السؤال المطروح الان .. كيف نحل هذه الازمة وهى فى حاجة الى مليارات الدولارات فى وقت تشهد فيه البلاد ازمة طاحنة وأولويات عاجلة ؟
من وجهة نظرى المتواضعة لا حل سوى خصخصة قطاع المياه والصرف الصحي بالكامل ، وبيعهم للقطاع الخاص فورا ، والتوقف تماما عن ادعاء ان البيع يهدد الامن القومي ، فالتهديد الاول للامن القومى هو الجهل والافتراء

عندما يتم خصخصة هذا القطاع سوف نضرب عشرة عصافير بحجر واحد ، اولها ان ميزانية الدولة سوف تتخلص من هذا العبء الى الابد ، ثانيها ان القطاع الخاص سيسارع الى الاستثمار في هذا القطاع الحيوى المربح ، ثالثها توفير فرص عمل دائمة للالاف من الفنيين والحرفيين فى هذا القطاع ، رابعها أن القطاع الخاص سيبيع هذه الخدمة بثمنها مع تحقيق هامش ربح معقول حتى يستمر فى التجديد والصيانة والتطوير وخلافه ، وبالتالى سوف يتوقف المواطن العادي عن الاسراف فى استخدام المياه خصوصا اننا على أعتاب ازمة كبيرة فى السنوات القليلة القادمة بعد اكتمال بناء سد النهضة الاثيوبي !!

الارقام تؤكد ان المهدر من المياه أكثر من المستهلك ، وانه كلما تزايد استهلاك المياه .. كلما زاد الضغط على شبكة الصرف الصحى وقلّل من عمرها الافتراضي ، اختراع الصرف الصحى يوازي اختراع الطائرات حسب معلوماتي ، لأن تلك المواسير الضخمة المدفونة فى الارض يجب ان يكون لها ميل وانحدار بالمليمتر حتى تنساب فيها مياه الصرف بسرعة محسوبة بالثانية ، لأنها لو كانت بطيئة فسوف تتراكم وتسد المواسير ، وان سارت بمعدل أسرع من المحدد علميا سوف تنحر المواسير خصوصا انها مياه مالحة وبها مواد كيمائية كاوية كالصابون وغيره

نصف مساكن مصر بلا صرف صحى اساسا ، وتعتمد على الابيار ، وتلك مصيبة ما بعدها مصيبة ، لأن هذه المياه السامة تنساب وتتسرب الى المياه الجوفية مباشرة ومنها الى مياه النيل ، وتترجم الى فشل كبدي وكلوى وسرطان !! ان أحدا لم يسأل نفسه أين يتم تصريف مجارى الاسكندرية بالاساس ؟ هل الى البحر المتوسط الذي تقع عليه المدينة ، وبالتالى يتغذى عليه السمك ليعوم فى بطون المصريين لاحقا فى صورة أمراض لا علاج لها ؟

أين يتم تصريف مجارى القاهرة ايضا ؟ هل من طريقة لاعادة تدوير هذه المياه مرة اخرى لاستخدامها فى زراعة الصحراء بالاشجار، والاستفادة بها فى تصدير الاخشاب وتوفير عملة صعبة للبلاد ؟

لقد ساقتنى الصدفة لأرى بعيني كيف يتم التعامل مع مياه الصرف الصحي فى ولاية نيفادا الامريكية ، انهم يستفيدون منها اعلى استفادة بعد معالجتها بطرق علمية ، يتم استخدامها كسماد فعال للزراعة ، ورى الاشجار بالمياه والاستفادة بالاخشاب وتصديرها الى الخارج بالملايين ، بل وفى الشرب للانسان والحيوان .

يجب تحديد قطر ماسورة الصرف على اساس انه يستوعب الزيادة السكانية لمدة 100 عام على الاقل ، بمعنى أنه يجب حساب عدد سكان المدينة التى يتم انشائها بدقة ، وحساب الزيادة السنوية ايضا لمدة قرن ، وبناء عليه يتم تحديد حجم الماسورة ، وكمثال لو قررنا بناء مدينة تستوعب مبدئيا 100 انسان ، ومعدل الزيادة السنوية 10 أفراد سنويا ، يجب بداية تركيب مواسير تستوعب 1000 انسان ، بحاصل ضرب 10 أفراد زيادة سنوية x 100 سنة = 1000 انسان ، كما يجب عمل خريطة للصرف الصحى فى المدينة ، وتفتيش يسمح للمختص باصلاح العيوب ، بالاضافة الى تجهيز العمال بالسيارات والاجهزة الحديثة لهذا القطاع الحيوى الذى يهدد حياة الملايين .

لو عرفنا كم قرية ومدينة ومصنع تصرف مجاريها وعوادمها مباشرة فى نهر النيل على مدار النصف قرن الاخير ، لتأكد لنا أن العالم كله لو تآمر على مصر .. فلن يدمرها كما يفعل اهلها الان .



#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)       Ibrahim_Elgendy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية المستحيلة
- سقوط نظرية الامن القومي
- كيف نقضى على الفساد ؟
- الدعوة والتبشير !!
- نهر النيل .. مقبرة المصريين
- وسائل الاعلام..الازمة والحل
- في ذكرى فرج فودة
- تطوير العشوائيات .. وهم !
- المصالحة مع الاخوان
- تناقضات خطاب الاسلام السياسي
- الفضائيات .. تخون مصر!!
- العلمانية فى افغانستان!!
- هل القضاء نزيه وشامخ؟
- توحيد مناهج التعليم .. هو الحل!!
- الاعلاميون يخرقون الدستور !!
- رائف بدوي ..والالحاد فى السعودية
- قبل سقوط مصر!!
- الحوار المتمدن .. وقواعد الكتابة
- ثورة لتطوير التعليم .. مجانا !!
- اعدام ملحد سعودي !!


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - ابراهيم الجندي - المجاري .. كالطائرات