آه يا بغداد كنت صورة مصغرة من عراق الفسيفساء ,
البغداديين بكل طوائفهم وقومياتهم تجمعهم المحبة والألفة عاداتهم
تداخلت فيما بينهم وكأنهم سمفونية تعبر عن كل حضارة العراق .
أتعود تلك الصورة الجميلة أم قطعها الزعيم
الجلاد؟
جارتنا المسيحية أم ثائر لها ولدا اعتلاه المرض
فنذرت نذرا بتوزيع ( خبز العباس) على أهل المحلة إذا شفاه
الله وكان لها ما أرادت حبا وكرامة لقلبها الصافي و الخالي من الحقد.
أيعود ذلك اليوم يكون فيه الجار عونا وسندا
بدلا من أن يكون بعثيا منافقا؟
الحاجة أم مهدي
أخذت شمعة لتشعلها في كنيسة مريم العذراء بالكرادة الشرقية لحاجة في قلبها وكان
حبها لسيدة الطاهرة جواز لدخولها الكنيسة رغم حجابها وعباءتها العراقية
.
أيعود ذالك اليوم الذي فيه طبية العراقيين
المعروف وحسن الظن بالأخريين أم مزقتها دخول الغرباء الأجانب عليهم
؟
( سيرح اليهودية ) كانت تعلم نسوان المحلة سر
مهنتها الخياطة ومن ضمنهم العلوية أم محمد وكانت تعاملها كأن إحدى بناتها مرت
الأيام وحل الحكم الطائفي المقيت وشاهدت العلوية أم محمد العجوز سيرح اليهودية
فألحت عليها أن تحل ضيفة عليها وحين علموا الطائفيين بدخول المرأة اليهودية
المسكينة عليها حتى سارعوا إلى أن يطردوها من المحلة وكأن العراق و أهلها ملكا
وعبيد لهم .
أيعود ذالك اليوم الذي فيه الرحمة والود
فيما بينهم أم حل محله قسوة الحكم الطائفي لزعيم الجلاد
الشيخ محمد مهدي البصير روى لنا عن وحدة البغداديين في
مواجهتهم للأجنبي وكيف كانت تنطلق المظاهرات من جامع الحيدرخانة وتنتهي
في صحن الأمام موسى بن جعفر (ع) .
وكيف كان يصاهر الشيعي السني والسني الشيعي وكان يجمعهم محبة أهل البيت
.
أيعود ذالك اليوم الذي فيه محبة أهل البيت شعار
للجميع أم قطعه الحقد الطائفي المقيت؟
عبد الجبار الصائغ
الصابئ كان يسهر الليل مع أولاد المحلة بتهيئة أكلة (الهريسة ) لمواكب عزاء
الحسين في يوم العاشر من محرم وكان يصر بالاشتراك هو وأولاد أعمامه عباس ويحيى في
مواكب العزاء الحسيني رغم اختلاف دينهم وعقيدتهم عنهم.
لا
أعلم هل ستكون نعمة النسيان أفضل علاج للنسيج العراقي الممزق بفعل الظلم
والجور الطائفي؟