أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - قانون الاحزاب والموقف من الميشليات!














المزيد.....

قانون الاحزاب والموقف من الميشليات!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 01:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


[email protected]
ما اريد التاكيد عليه في هذه المقالة المتعلقة بقانون الاحزاب وموقفه من " التنظيمات العسكرية" هو اولا: ان قانون الاحزاب وضع من التطيمنات في الفقرات المتعلقة بالاحزاب السياسية والتنظيمات العسكرية ما فيه الكفاية، بحيث بامكان احزاب الاسلام السياسي ان تواصل عملها العسكري وكأن شيئا لم يكن، وكأت قانون لم يصدر. السبب وراء ذلك هو انه جرت وبشكل منظم، وعلى الاخص بعد عام 2014، مأسسة وجود الميلشيات وتثبيت دورها ومكانتها في العراق، كجزء لا يتجزء من الة الهيمنة والقمع للطبقة الاسلامية الراسمالية الحاكمة في العراق بوجه الجماهير من جهة، وجزء لا يتجزء لتثبيت توازن القوى بين اطراف الاسلام السياسي الشيعي، وكذلك السني، بوجه بعضها البعض، من جهة اخرى.

في العراق لم تؤسس الاحزاب السياسية الاسلامية ميلشياتها مثلما فعل المجلس الاعلى والتيار الصدري وغيره ، بل هنالك عصابات مسلحة تحولت الى فرق سياسية، مثل عصائب اهل الحق التي انشقت عن جيش المهدي عام 2007 واصبح لها الان وجودا سياسيا .ان دخول داعش الى العراق اعطي فرصة ذهبية للعديد من الميلشيات للظهور، ولتحرز مكانة سياسية في الدولة، ويكون لها حصة في السلطة والثروة تتقاسمها مع بقية الاحزاب والميلشيات. السؤال هو: هل بامكان قانون الاحزاب، ان يعمل اي شيء للحد من وجود احزاب لديها ميلشيات؟ ماذا يعني "قانون للاحزاب" في بلد تحكمه احزاب سياسية معززة بميلشيات العسكرية، لديها مقاعد برلمانية، وهي تشكل الحكومة ذاتها؟

ان هذا العلاقة بين الاحزاب الاسلامية وألميلشيات تفسر لماذا تطرق القانون مرة واحدة فقط الى هذه الصلة. وفي هذه المرة الواحدة لم يذكر حتى عقوبة المخالفة لهذه الفقرة. فالفقرة الثالثة من المادة 8 من ألفصل الثالث من احكام التأسيس تنص على" أن لا يكون تأسيس الحزب او التنظيم السياسي وعمله متخذاً شكل التنظيمات العسكرية أو شبه العسكرية، كما لا يجوز الارتباط بأية قوة مسلحة". اذن مشكلة القانون هو "شكل" تنظيم الحزب السياسي. علما انه ماكان على كتبة القانون القلق على موضوعة "الشكل"، حيث انه في فقرات اخرى، قد اكد على الية عمل الحزب وعمله الداخلي, وهي كفيلة بضمان ان لا يكون شكل الحزب"متخذا" شكل عسكري. أن استخدام كتاب القانون لغة غامضة جدا وملتوية لوصف الميلشيات وارتباطها بالقوى السياسية، لهو للتهرب من التبعات " القانونية" ان كانت هنالك تبعات اساسا!

اضافة الى هذا، لم يطلعنا القانون على ماهي العقوبة لمن يخالف هذه المادة؟ هل هي السجن، الغرامة؟ حل الحزب؟ تنزيل المعاقبين درجات وظائفية؟ ان القانون كان واضحا في عقوباته لقضايا اخرى، لكن حين تعلق الامر بالتنظيمات العسكرية، اكتفى فقط بذكر ان هنالك "عقوبة بالسجن" دون ان يتطرق لاية فترة زمنية، ستة اشهر، او 10 سنوات؟

كذلك تنص المادة 47 بالعقوبة بالسجن على كل من أقام داخل الحزب او التنظيم السياسي تنظيماً عسكرياً أو ربط الحزب او التنظيم السياسي بمثل هذا التنظيم، ويُحل الحزب او التنظيم السياسي اذا ثبت علم الحزب او التنظيم السياسي بوجود التنظيم العسكري القانون.

واذن العقوبة تطبق على الحزب الذي يقيم تنظيما عسكريا "داخل" الحزب. فاذا كان التنظيم العسكري"خارج" صفوف الحزب، مستقلا عن الحزب، هو امر لا غبار عليه؟ السؤال هو كيف ستعرف هيئة شؤون الاحزاب السياسية، وهي الهيئة المسؤولة عن تسجيل الاحزاب، الحدود بين "داخل" الحزب و" خارجه" ؟ ان رئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم هو رئيس سرايا عاشوراء هي " داخل" المجلس الاعلى او "خارجه" وهكذا الامر بالنسبة للميلشيات والاحزاب الاسلامية الاخرى فهل تقوم بسجن عمار الحكيم مثلا، واعضاء مجلسه، وفقا للقانون. ان " الربط" والعلم" بهذه الصلة بين أحزاب الاسلام السباسي والميليشيا معلومة للقاصي والداني في العراق، فهل سيزجون الجميع في السجون اذا لم" يكيفوا" انفسهم، ويفصلوا الحزب عن الميلشيا؟

ان الميلشيات في العراق في ازدياد، والاحزاب التي كان لديها ميلشيات قديمة، أسست ميشليات جديدة. الميلشيات اصبح لها دور حاسم في صياغة السياسة والقوانين في العراق . ان دور الميلشيات بالغ الاهمية بالنسبة لايران، فالاخيرة تواصل تدخلها في العراق عبر دعمها ميلشياتها. فكل ميلشيا هي جهاز عسكري لجهة سياسية. ليست هنالك ميلشيات تعمل لنفسها. ان الميلشيات ليست فرق كرة قدم. انها اجنحة عسكرية لجهات سياسية متدخلة وبشكل فعال، بل باعلى اشكال التدخل السياسي: اي العسكري. ان الحرب امتداد للسياسة، كما قيل من قبل، والعمل العسكري هو امتداد للعمل السياسي.

لقد جرى ويجري تنظيم ومأسسة دور الميشليات في ادارة الدولة والمجتمع في العراق وجعلها جزء من الدولة، واحتلال هذه الميلشيات مكانا سياسيا في الدولة، ينقل الوضع في العراق من دولة جرى تنظيمها على اساس المحاصصة الطائفية وتقاسم الثروة والسلطة على اساس دينية- قومية، الى دولة تديرها وتحكمها احزاب ميلشياتية. ان وزير الداخلية نفسه يصر على ان الميلشيات اصبحت جزء من نسيج" المجتمع العراقي".

فهل تبقى اية قيمة واهمية للفقرة الثالثة من المادة 8 للفصل الثالث؟ ان الاحزاب التي وقعت على اصدار هذا القانون، هي الاحزاب التي تمتلك ميلشيات فعن اي قانون، وعن اي منع لاحزاب مرتبطة بالميلشيات يجري الحديث؟

ان حملتنا التي اعلنا عنها يوم 19 تشرين الاول/اكتوبر، هي لانهاء هذا القانون المداهن والكاذب والذي يريد ذر الرماد في العيون، القانون الذي يرمي الى تثبيت حكم الطبقة الراسمالية الاسلامية الحاكمة في العراق، واحزابها الميلشياتية. ندعو كل من يدافع عن حق الافراد بتشكيل الاحزاب، بوجود قانون حقيقي وجاد ينص على انهاء دور الميلشيات في المجتمع قولا وفعلا، بكل الاساليب والاشكال الممكنة.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الاحزاب في العراق لمصلحة من؟ وضد من؟
- مقترحان عمليان لممثل اليعقوبي حول التظاهرات الجارية في العرا ...
- كلمة في بدء العام الدراسي الجديد
- الكوليرا والماء النقي وحلول الحكومة الشيعية
- لا شيعية ولا سنية.. دولة.. دولة مدنية
- حول العفوية والتنظيم
- دخول الميلشيات الشيعية الى ساحات الاحتجاجات ينقل التظاهرات ا ...
- من الربيع العربي الى الصيف العراقي، وايصال الجماهير الى تحقي ...
- وثيقة رمضان: واسطورة السلم المجتمعي
- نادية محمود - عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- بمناسبة مرور عام على احتلال داعش: لنصعد النضال ضد كلا طرفي ا ...
- العلمانية ام الحرب الطائفية؟
- نضال عمال شركات الأسمنت في العراق ضد شركة لافارج
- عمال شركة سمنت كربلاء جبهة من صف عالمي!
- التظاهرات العمالية الاخيرة في العراق: حماية الصناعة الوطنية ...
- حجاب الاطفال الاجباري و-الخطاب الالهي- للمجاميع الشيعية
- الحرب في اليمن: دروس جديدة، قديمة!
- لحماية حياة النساء وحقوق المرأة يجب فصل الدين عن الدولة
- هجوم باريس.... وحرية التعبير بدون أي قيد وشرط!
- كلمة حول الزيارة الاربعينية: طقس ديني ام عمل سياسي صرف؟ (3)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - قانون الاحزاب والموقف من الميشليات!