الازهر والاسماعيليون بين الحقيقة والتاريخ المزيف

أميرعبدالمطلب
كاتب وباحث مصرى
(Amir Abd Elmotaleb)

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 12:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حكم علي اسلام بحيرى بالسجن 5سنوات والغرامة المالية لانه كشف حقيقة الازهر وزيف التراث الاسلامى السلفي بقوله ان الازهر بناه الفاطميون الاسماعيلية واسموه الازهر ثم بعد سقوط الفاطميون وتحول الازهر لمؤسسة سنية اضاف اليه شيوخ السنة اسم الشريف ليصبغوا علي المنهج السلفي المتعصب صبغة قدسية وقامت الدنيا ولم تقعد لقول اسلام بحيرى واتهموه بالكفر والضلال .
وبالبحث فى المراجع التاريخية للمقريزى والمسعودى وغيرهم ينكشف لنا المزيد من الحقائق
فالمذهب الاسماعيلي نشأ في ظل الاضطهادالعباسي للمذهب الشيعى ووفاة الامام جعفر الصادق وانقسام الشيعة بين اثنى عشرية (يؤمنون بامامة موسي الكاظم بن جعفر الصادق) والاسماعيلية ( مؤمنون بامامة اسماعيل بن جعفرالصادق) وبعدها بفترة توفي اسماعيل وخلفه في الامامة الاسماعيلية ابنه محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق وبعده ابنه الوفي احمدبن محمدبن اسماعيل الذى وضع اسس المذهب وجمع كل افكار المذهب وفلسفته الروحية في كتاب رسائل اخوان الصفا وخلان الوفا حيث لزم مصياف (مدينه سورية) ومعه دعاه وفلاسفه المذهب واختفوا عن اعين العباسيين وكون ومعه اتباعه جماعه اخوان الصفا واهتموا بالفلسفه الروحية وجمعواالفلسفه الهرمسية القديمةوفلسفه ارسطو وافلاطون ولكن في سرية تامة بعيدا عن الاضطهاد العباسى وسموا بالباطنيين لتركيزهم علي الجانب الباطنى والروحانى للوجود واهتمامهم بالفلك والنجوم وبنوا اسس المذهب الاسماعيلي على منهج ولاية علي بن ابي طالب الروحانية وتعنى ان علي باب الدين وحامل للقران وسر النبي محمد
وتوالي الائمة في المذهب الاسماعيلي القائم علي اسس المنهج الباطنى الروحانى حتى عهد الدوله الفاطمية وقيام المعز لدين الله الفاطمى (احد الائمة الاسماعيلية) بدخول مصر ومعه كبار علماء وفلاسفة المذهب وسمى عاصمته القاهرة بناء علي اسم نجم القاهر حسب مشورة علماء الفلك في دولته .
وبعده جاءالامام الاسماعيلي العزيز بالله واسس الازهر تيمنا باسم السيدة فاطمة الزهراء التى ترمز النفس الكامله في المذهب الاسماعيلي
وكانت مدرسة فلسفية كبرى تجمع العلوم اليونانية وعلوم الفلك والطب والهندسة والجغرافيا وجمعت العلوم الهرمسية المصرية القديمة ومتون الاهرام في وقت كان العباسيون السلفية يضطهدون فلاسفه الاسماعيلية (ابن سينا والفارابي وغيرهم)
ثم جاء الحاكم بامر الله(اشهر الائمة الاسماعيليون) وانشأ دار الحكمة ونقل اليه الاف الكتب من قصره ليكون اكبر مكتبة فلسفية بعدمكتبة الاسكندرية التى بناها اليونان ويقال انها جمعت بعض الكتب التى هربها العلماءفي عهدغزو عمرو ابن العاص لمصر و حرقه مكتبة الاسكندرية
واستمر الازهر منارة للعلوم الفلسفية وليس الدينية فقط .
وتعرض الحاكم لظلم تارخى حيث اتهمه مؤرخى العباسيين بانه مجنون وظالم وخارج عن العقيدة وفي ذلك يقول الدكتور طه حسين فى احد مناظراته ان الحاكم كان معروف بزهده وحبه للعلوم واصدر في عصره امرا بزيادة الضرائب علي الاغنياء من اجل اصلاح الدوله وكان محبوبا من المصريين وساوى بين الشيعة والسنة والمسيحيين واليهود في الحقوق ومنع عادة السجود بين يدى الخليفة (عادة معروفه قديما)
واستمر الامر حتى تآمر العباسيون ومعهم السلاجقة المتشددون علي الفاطميون ورجلهم يوسف بن ايوب (صلاح الدين الايوبي) لاسقاط الدولة الفاطميون ويذكر التاريخ ان صلاح الدين قتل معظم امراء الدولة الفاطمية ونهب قصورهم وحرق دار الحكمة وامر جنوده برمى كتب الازهر الفلسفية في النيل وازال كسوة الاهرام ودمر بعض المعابد الفرعونية واعلن انه حامى السنة والاسلام وطارد الامراء الفاطميون وفر بعضهم الي سوريا واليمن ونجا البعض الاخر منهم لدمياط.
وتحول الازهر من منارة علمية فلسفية كبرى الى مؤسسة سلفية متشددة ومع مرور الوقت اصبحت اصبح الازهر يحارب فلسفة ابن سينا واخوان الصفا وغيرهم بحجة انها فلسفة اسماعيلية تخالف الاسلام .
واصبح الازهر مدرسة لتخريج المتشددون والمتطرفين بعد ان كان منارة علمية فلسفية روحية كبرى .
واصبح مجرد بناء تراثى يخلو من العلم والروحانية والحكمة .

المراجع: -
-اتعاظ الحنفا باخبار الائمة الفاطميون الخلفا -للمقريزى

-فاطمة الزهراء والفاطميون -عباس محمود العقاد

-تاريخ الاسماعيلية-عارف تامر

-الاراجوزة المختارة-القاضى النعمان

كنزالولد-القاضى النعمان

-راحة العقل-الكرمانى

-المجالس المؤيدية- للمؤيدبالله هبة الله الشيرازى

#أميرعبدالمطلب (هاشتاغ)       Amir_Abd_Elmotaleb#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات