مولات بغدادة .. متنفس العائله العراقيه

رقيه الخاقاني

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 10:12
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

بغداد تزدهر .. من الحواجز الكونكريتية الى المولات
المولات .. متنفس للشاب والعائلة العراقية
فرص استثمارية تضيف جمالية لبغداد

شهدت العاصمة بغداد في الاونة الاخيرة ضهور مجموعة كبيرة من (المولات) التي اضفت الى مساء بغداد رونقا جميلا وفرصة سانحة للشباب البغداديين عامة والعوائل العراقية بصورة خاصة، وذلك لوجود كل ما تحتاجه العائلة من ملابس واحذية ومستلزمات منزلية واثاث وغيرها جميعها ممن ماركات عالمية، والتي تنفرد المولات بالحصول على وكالات خاصة بهذه الماركات. اذ بالرغم من حداثة تجربة الأسواق التجارية الكبيرة في بغداد (المولات)، والتي انتشرت في مناطق بغداد مؤخرا فإن استقبال الناس لها حمل معنى جميل، فبعد سنوات من مظاهر الخوف والدمار والكساد التي علقت بالاسواق ما بعد عام 2003. فاصبحت تجربة المجمعات التجارية (المولات) الان مؤشرا اقتصاديا ينتظره الكثيرون نحو الانفتاح على العالم الخارجي، إضافة لكونها المشروع الأكثر ربحا لأموال المستثمرين.
تجربة المولات في بغداد وجدت تشجيعا مناسبا من الحكومة العراقية، كونها مرتبطة بالاستثمار المرتقب، وحاجة المدينة لمجمعات تجارية كبيرة تضفي جمالا على وجهها، بعد أن شوهته الحروب الأخيرة، إضافة لقدرتها على استيعاب زيادة تعداد سكانها، الذي وصل إلى نحو سبعة ملايين نسمة، في الوقت الذي اندثرت فيه تجربة شركات الأسواق المركزية التي استحدثت في ثمانينات القرن الماضي، وتعرضت معظم الأسواق للدمار. بغداد اليوم بعد ان كانت تختفي خلف الكتل الكونكريتية اصبحت اليوم واجهة تجارية حالها حال مدن كردستان اذ نرى الان الاعمار والبنايات العملاقة مثل المجمعات التجارية الكبيرة (المولات) والتي تضيف بهجة لجميع فئات المجتمع.
المولات اخذت تتكاثر بسرعة قياسية وبتنافس قوي ، الامر الذي تدعمه الحكومة العراقية وذلك لزيادة فرص الاستثمار الاجنبي داخل العراق ، بعد ان كانت الاسواق تقتصر على المنتجات المحلية في ابان النظام السابق وسنوات الحصار الطويلة ، مما شجع المستثمرين للدخول بهكذا صفقات تجارية.
في اروقة احد المولات في بغداد (المنصور مول) في جانب الكرخ قال (أبو علي) احد المتبضعين في داخل المول:(عند قدومنا في المرة السابقة وجدناه يلبي جميع الاحتياجات حيث عند دخولنا وجدنا ساحة لوقوف السيارات (البارك) وشركة امنية تفتش كل الداخلين لهذا السوق مما يضيف للزائر احساسا بالامان له ولعائلته اضافة الى جمالية المكان وتنوع البضاعه داخله كما يحوي على انواع كثيرة من الماركات العالمية للالبسة والاثاث وغيرها، مما شجعنا للقدوم مرة اخرة وسنعيدها تكرارا ومرارا)، واضافت (ام فراس) التي كانت برفقة بناتها (لقد احببت المكان وذلك لوجود مطاعم وسينمات والعاب للاطفال مما يغنينا عن كثير من الامكنة الاخرى)، تقول (زهراء علي) احدى المتبضعات في (الجوهرة مول) في منطقة زيونة في بغداد: انها تواقة للذهاب الى كل مول يفتح جديدا حالها حال مجموعة كبيرة من الفتيات والشباب في وقتنا الحاضر وتقول (اذهب انا وعائلتي الى المولات مساء كل خميس لأشاهد اخر الموضات والماركات من الالبسة النسائية ومستحضرات التجميل ، كما اخي فراس هوايته متابعة اخر انواع الماركات من الساعات والنظارات العالمية، بينما اخوتي الصغار يذهبون الى اللعب في الطابق المخصص لالعاب الاطفال).

بضائع من مختلف المناشئ
اسواق بغداد (المولات) التي تزدحم بأنواع البضائع ومن مختلف المناشيء لم تعد مكانا للتسوق فحسب بل مكان اخر للفسحة حيث تمضي العوائل ولاسيما الاطفال اوقاتا ممتعة فيها بعد ان اضاف اليها اصحابها مساحة مناسبة للترفيه٬-;- اذ يخصص اصحاب المولات في الغالب طبقة او اكثر من السوق لانشاء مطاعم ومقاه (كوفي شوف) مخصصة للعوائل٬-;- فضلا عن جلب لعب متنوعة لتسلية الاطفال.
الارباح الكبيرة التي يحققها المستثمرون في مشاريع الاسواق التجارية (المولات) دفعت كبار الشركات التجارية في مجال التسوق الى البحث عن فرص الربح والنجاح التي يحققها الاستثمار ومن بين هذه الشركات شركة (ستي مول) الفرنسية التي تعتزم افتتاح مركزين تجاريين كبيرين للتسوق في بغداد احدهما في الكرخ والاخر في الرصافة٬-;- بينما تبدأ شركة بريطانية بتنفيذ اكبر مول في العالم وسط بغداد.

#رقيه_الخاقاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات