|
مهلا سادة ليبيا الأغبياء الجدد!!
محمد عبعوب
الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 16:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مهلا يا من تعتقدون أنكم سادة ليبيا الجدد.. مهلا يا من تسمون أنفسكم بفجر ليبيا، وبالكرامة، ومن تتكئون على لافتات حزبية باهتة لا أنصار لها على الأرض، ويا من تتخندقون وراء مليشيات وعصابات عرقية ومناطقية وقبلية وجهوية ، ويا من تتخذون الدين ستارا لممارسة عقدكم التسلطية على المواطن.. مهلا من فضلكم، أوقفوا جشعكم وتهوركم ونزواتكم المقيتة التي تمارسونها بكل تهور وإجرام ضد ليبيا والليبيين.. فليبيا أيها السادة الحقراء أصبحت فعلا في مهب الريح ، وأنها اليوم وبفعل ممارساتكم الغبية والمقيتة قد دخلت مرحلة التفتت الفعلي كجغرافيا وكنسيج اجتماعي وكبنية تحتية وكموارد بشرية.. لقد جربتم أيها الأغبياء الحقراء على مدى خمس سنوات من تولي أمركم بأنفسكم بعد إطاحة راعيكم الذي كان يتقن إدارتكم ويلجم نزقكم وتهوركم، جربتم كل وسائل التدمير والقتل والتهجير والنهب والتبذير والعمالة والارتباط بكل أنواع وأشكال أجهزة المخابرات وأحطها وأقذرها، فهل حققت لكم هذه العمالة ساعة من الأمن والاستقرار في حياتكم المشحونة بالخوف والرعب والفوضى؟ هل استطعتم في ظل هذه السنوات الخمس من ارتهانكم الى قوى خارجية، تحقيق ذرة من التقدم على طريق إعادة البناء، بل هل استطعتم حتى المحافظة على الوضع الذي ترككم عليه راعيكم السابق؟ هل استطعتم تحقيق ساعة من التعايش السلمي فيما بينكم؟ أيها السادة الأغبياء أو المتغابين، وبعد ما اقترفتموه من جرائم في حق وطنكم وحق أهلكم البسطاء وأبنائكم من ضحايا عقود التجهيل والتخريب العقلي ، بعد كل هذا أقول لكم مهلا من فضلكم فليبيا أصبحت اليوم في خطر حقيقي ينذر بزوالها الى الأبد، وأنكم ستصبحون مهما نهبتم من موارد وصادرتم من ممتلكات وسطوتم على أرصدة مالية ومنقولة في ليبيا وخارجها ، ستصبحون لاجئين في مخيمات البؤس والفقر والازدراء على حدود دول الجوار، ستجدون أنفسكم كأسراب النمل الجائع تهيمون في الصحاري على حدود جيرانكم، تطاردكم دوريات حدودهم وتعبث بحياتكم وبشرفكم، وستتصدر صور بؤسكم وعاركم الذي صنعتموه بأيديكم القنوات الفضائية العربية والأجنبية وتكونون فرجة تبعث الذهول والقرف في نفوس المشاهد حيثما كان في هذا الكوكب ويتساءل: كيف و لماذا تحول شعب بهذه التركيبة السكانية المنسجة، وبهذه الموارد والخيرات التي تفيض بها أرضه وبهذه المساحة والموقع لوطنه، لماذا يلجأ إلى الانتحار الجماعي ويضحي بزهرة شبابه في هكذا حروب عبثية؟ وكيف تحول من تبقى منه الى شعب من اللاجئين .. أيها السادة الحقراء من قادة وزعماء ومافيات حزبية وعسكرية وعرقية ودينية وجهوية .. نشاهدكم اليوم على الشاشات الفضية منتفخة أوداجكم بأفكار بالية وأيديولوجيات باهتة وأحلام ساذجة وتطلعات تجاوزها الزمن، تمارسون دعارة سياسية في عواصم غربية وشرقية وتعرضون شرفكم وشرف وطنكم في أحط أسواق النخاسة وعلى حثالة البشرية .. ثقوا أيها الموبؤون بالعهر والنجاسة تماما أن من يصنعون منكم اليوم دمى وأدوات لتخريب وطنكم، سيتحولون غدا بعد أن تنجزوا لهم مهمة تدمير ليبيا ، سيتحولون الى جلادين يطاردونكم ويقاضونكم في محاكم دولية، ولن يكون مصيركم احسن من الكثير من العملاء الذين باعوا ضميرهم لشيطان الطمع و وضعوا أنفسهم في خدمة هذه القوى الاستعمارية العالمية التي لا تعترف بالعميل مهما أوتي من حذق و ولاء لها إلا كعميل يجب رميه في سلة المهملات بعد انتهاء مهمته.. ايها السادة المغفلون اللاهثون وراء سراب الطمع وأوهام السيطرة وظلام الايدولوجيا، لن يفيكم لا برناندينو ليون، ولا الأمم المتحدة ، ولا أمريكا ، ولا فرنسا ولا الاتحاد الاوروبي ولا روسيا ولا مصر ولا تركيا ولا السودان ولا الجزائر ولا المغرب ولا تونس ولا مشيخات الزيت في خليج العهر.. لن يفيدكم أحد و لن يخرجكم أي طرف دولي او حزبي أممي او أيديولوجي أو عرقي مما أوقعتم أنفسكم و وطنكم فيه.. أنتم فقط دون غيركم من يهمه أمر ليبيا إذا كنتم تؤمنون بها كوطن لكم جميعا، أنتم وحدكم أيها الليبيون المغرورون والسائرون وراء وهم ما يعرف بالمساعي الدولية لحل أزمة ليبيا ، أنتم وحدكم من يملك قرار حل هذه الأزمة وإعادة بناء ليبيا على أسس سليمة وقوية تضمن إعادة رتق وإصلاح كل الشروخ التي أنتجها زلزال فبراير وتضع الأسس القوية لانطلاق بناء ليبيا بشريا واقتصاديا وعمرانيا . أيها السادرون في غيكم ، استيقظوا وراجعوا مسيرة حياتكم الحافلة بالخطايا والجرائم المميتة، وجربوا الخروج ولو لمدة محدودة عن خطط التآمر الدولي التي يقودها ليون والقوى الإقليمية والدولية التي تتربص بكم وتنفخ في رماد خلافاتكم لتأجيجها وإشعالها كلما خبا لهيبها، جربوا الجلوس مع بعضكم تحت سقف واحد فوق أرضكم وبعيدا عن نظر وسمع أدوات التآمر الدولي، جربوا خوض معارككم السياسية بأدواتها المتعارف عليها دوليا بالحوار والتفاوض فوق أرضكم، وأعطوا لأنفسكم الوقت الكافي والضروري للوصول بهذه المعارك السلمية الى نهايات ترضي الجميع واقفلوا الى الأبد أبواب الاقتتال والدمار الذي جلل سيرتكم بالعار.. أعطوا لأبنائكم فرصة لتأمل الحياة، للتخلص من ضوضاء السلاح والقتل والدمار، مكنوهم من تجريب التنافس في مجال البناء والإعمار والتحصيل المعرفي والتنافس الشريف على قيادة ليبيا والخروج بها الى بر الأمان.. فكوا كل ارتباطاتكم بالخارج ولو لسنة من الزمن وجربوا الحوار فيما بينكم ، من المؤكد أنكم ستكتشفون كم أنتم أغبياء وأشقياء ومجرمين في حق أنفسكم وحق وطنكم بارتباطكم بأطراف خارجية دولية وإقليمية وتنظيمات أممية و ايديولوجية تعمل على تدمير وطنكم ومستقبل أبنائكم .. ايها السادة الليبيون يا من تتولون إدارة جريمة تفكيك وتدمير ليبيا إن بوعي أو بدون وعي منكم ، أتوجه لكم بكل أطيافكم وانتماءاتكم مناشدا إياكم الانتباه الى أن ليبيا في خطر .. ليبيا في خطر.. وإذا لم توقفوا مهازلكم وعبثكم وتهوركم في أسرع وقت، واليوم قبل غد ، فإن هذا الوطن سيكون في خبر كان، و أن سيلا من الهجرات من كل الأصقاع ستجتاح أرضكم وتتحولون من مواطنين الى لاجئين في كل بلدان الدنيا وحتى في وطنكم، أفيقوا يرحمكم الله فمستقبل أبنائكم في خطر .. في خطر حقيقي يتجسد أمامكم وتتعامون عليه اليوم لكنه سيبتلعكم غدا وستندمون عندما لا ينفع الندم..
#محمد_عبعوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يتحول ضحايا الأزمة الليبية إلى وقود يزيد من أوارها؟
-
متى تغادر النخبة الليبية أبراجها وتخوض معركتها الواجبة ؟
-
ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟
-
(34808) ماذا يعني هذا الرقم؟؟
-
دون كيخوتا نائبا في البرلمان الليبي!!
-
سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير
-
-اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..
-
التفكير الجانبي*!!
-
العشق من أول نظرة.. قصة عاشق الكتاب
-
-الديموكتاتورية- كأسلوب للانتحار الجماعي..
-
الديمقراصهيونية المخادعة..
-
خواطر عابرة (5) قوة الفوضى..
-
خواطر عابرة (4) الواقع يخذل العقل!!
-
رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب
-
المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.
-
خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
-
خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
-
خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
-
خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..
-
وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|