أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - اللادينيون العرب! من هم_ وأين موقعهم بالفعل في الهرم الاجتماعي؟















المزيد.....

اللادينيون العرب! من هم_ وأين موقعهم بالفعل في الهرم الاجتماعي؟


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 13:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إلى الأستاذة روزا
الموقف الديني_ السعي والمسار الانساني, الفردي أو المشترك, للعثور على صلات وروابط حقيقية بين الفرد والمطلق الكوني, مع العمل الدوري للحفاظ عليها وتحديثها باستمرار.
.......
الفصل بين الموقع والشخص
هذا الفصل ضرورة_ بل هو شرط لازم لتوضيح أي ظاهرة اجتماعية أو نفسية وعقلية.
في بلادنا وثقافتنا المشتركة تتضاعف الضرورة واللزوم أيضا, الشخص والموقع يكونان مزيج, مثل مزيج الماء بين الأوكسجين والهيدروجين_ يتعذر فصلهما.
القصد هنا الموقع والموقف الديني_ المطلق والمتعالي بالضرورة (بالقوة وبالفعل) على النزاعات حول الحصص والمصالح المادية المباشرة( سلطة وأملاك).
وتهمل هذه المحاورة قصدا تجار الدكاكين في بلادنا_ بأشكالها وأشكالهم المتنوعة( طوائف وأديان وأحزاب...).
* * *
كيف يمكن تحديد الموقف الديني وتمييزه بوضوح عن الموقف اللاديني؟
فهمي وموقفي الحالي_ الذي سيتوضح خلال هذا النص, يعتمد على إريك فروم بترجماته المختلفة, خصوصا لجهة تمييزه بدقة ووضوح بين دين إنساني ودين تسلطي, وبين ضمير إنساني وضمير تسلطي, وبين إيمان عقلاني وإيمان لا عقلاني.
والأهم اعتباره أن لدى الانسان_ كل إنسان حاجة حيوية لاطار توجيه وموضوع إخلاص أو عبادة, هما بتعبيرنا اليومي النظرية والتطبيق أو الفكر والسلوك. حاجة قاهرة لمعرفة اين يتجه وكيف, وحاجة ملازمة لها بأية أدوات ومعايير, ليعيش وفقها وبانسجام معها حياته الفعلية _اليومية الآن_هنا.
_ الموقف الديني فكريا ونظريا, منطلقه (وغايته أيضا) المطلق. ما وراء الوصف والادراك, بل ما وراء العقل بالدرجة الأولى. ويتم اللجوء إليه عبر كل سلوك حدي أو متعثر أو جديد.
_على النقيض الموقف اللاديني, منطلقه (وغايته ايضا) الملموس والمباشر....السلطة والمال والجاه والنفوذ والمتع, بالمختصر يشمل مختلف عناصر اليومي أو الآن_هنا.
وفي الدرجة الثانية والثانوية أيضا يتجلى كلا الموقفين:
_ يتجلى الموقف الديني عبر السلوك والتعامل اليومي مع النغس والآخر,
_ بوضوح مماثل يبرز الموقف اللاديني عبر السلوك والتعامل مع النفس والآخر.
* * *
بتعبير موازي أيضا
يتصمن كل سلوك ثلاث مسافات أو مستويات: الأدوات والوسائل, الطريثق أو النهج, الغاية والمنى. ويمكن التمييز بين الأفراد حسب درجة تركيزهم بالعادة, وعند أي مستوى ( تتوافق مع درجة النضج المعرفي والأخلاقي أيضا).
التركيز على الأدوات, يقابل الأديان في الوثنية, ايضا الفيتشية بالانحرافات النفسية و الجنسية.
يتعلق الأطفال والجماعات البدائية والمرضى العقليون بالأدوات, بشكل مبالغ فيه. ويهملون الغاية أو الطريق, او بالعكس, يكون التركيز بشدة غلى درجة الهوس على الغاية والمستقبل, كما حدث في القرن العشرين (الغاية تبرر الوسيلة!). تنتج الكوارث في الحلتين, عند غياب التوازن بين المسافات الثلاثة.
يتكرر هذا الموقف_ الهوس, سلوك قهري ينوس بين القطبين فقط: ادوات أو غاية- ابيض أو أسود.
* * *
أعتقد أن التمييز والتحديد الأهم في قضية "الموقف الديني" الايمان كفكرة وسلوك.
الايمان العقلاني نعرفه ونخبره جميعا, ونعيش به ومن خلاله في علاقاتنا الاجتماعية ومصالحنا المباشرة, غالبا. نحن نؤمن أن هذا الطفل أو الطفلة سيكونان باحتمال راجح, بعد عدد من السنين, رجلا أو امرأة. ( الانتقال من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل) أو سيرورة حياة الكائن الحي. فقط في حال الجمادات والموجودات غير الحية يتطابق الوجود بالقوة مع الوجود بالفعل.
وهذا نعرفة ونخبره في حياتنا بكل شؤونها الكبيرة أو الصغيرة. لكن هنا بالضبط تبرز المفارقة الكبرى والتي يعجز العقل (الفردي) عن حلها_ وعن تحملها غالبا.
الوجود بالمطلق؟
في حالة الوجود المطلق يتطابق الموجود بالقوة مع الموجود بالفعل. يتوقف الزمن. ينتهي العذاب. تنتهي المعاناة والآلام. الأبدية بلا بداية أو نهاية. التوتر صفر....نيرفانا.
التنور نهاية الألم_ يقول البوذا.
هل هذا كل شيئ عن الايمان؟
حاورت هذا السؤال في نصوص سابقة, ,اذكر بخلاصته,....الايمان كموقف فكري وأخلاقي وسلوكي (اقصد بالتحديد الايمان العقلاني_الديني أو العلمي), هو ختام سيرورة وليس بدايتها أبدا, تمر عبر أربعة أطوار على الأقل, يتعذر عبورها سوى خطوة بعد خطوة.
1_ طور الرغبة, الزمن دائري وحياة الفرد بمجملها عادات وحلقات إدمانية لاواعية غالبا. وتتميز بالانفعالات الشديدة والأهواء المتقلبة بسرعة , وعبر حركة دورية بين الحماس الانفجاري أوالضجر الاكتئابي.
2_طور المقدرة, يتجلى عبر الاهتمام الفعلي بالعالم. ميزتها الحرية الداخلية وماهيتها أيضا. يتميز الفرد بهذا المستوى بالوعي والارادة_ يقول ما يفعل والعكس. يتحقق الانسجام والتطابق بين النظري والعملي.
3_طور الثقة, ميزتها خبرة الاتصال بالعالم الداخلي(اللاشعوري غالبا), يدرك الفرد قواه النفسية اللامحدودة وأنه (مثل غيره) يمثل الانسانية بأسرها.
4_طور الايمان بالفعل_ هذا الكون! إنه حي.....إنه يتنفس, يقول إينشتاين وكل مؤمن بالفعل.
_الموقف الديني يرفع الوجود اليومي والعابر باتجاه المطلق. او غلى درجة أعلى في القيم والأخلاق والمعرفة. والأهم عبر التعامل الانساني_ احترام النفس واحترام الآخر.
_الموقف اللاديني ينزل المطلق ويخفضه غلى النسبي (السلطة والمال). او إلى الأسفل عبر النكوص في القيم وفي السلوك غلى فترات سابقة_ في التاريخ الفردي أو المشترك.
* * *
من يقامر بحياته أو حياة غيره, ويدمرها بفعله أو عبر رغباته وأفكاره....
أين هم بالفعل من الايمان_ او الموقف الديني أو اللاديني؟
* * *
حسب خبرتي وثقافتي_خلال نصف قرن_ اللادينيون العرب ثلاث فئات ودرجات:
1_رجال الدين والسلطة. حيث يكون الدين وسيلة إلى غاية. الدين في خدمة السلطة والمال.
2_الأطفال والمرضى العقليون. اللعب المستمر والدوري بين الغايات والأدوات_ بلا تمييز.
3_العصابيون ومن هم في المنطقة الوسطى بين الدين والسلطة (حملة الشعارات من الجانبين). لا يحتملون الانفصال عن الأدوات والابتعاد عنها_ ويرغبون بشوق عارم إلى الابداع...والفرح والسعادة.
الموقف الديني: السلطة والمال والوقت والجهد في خدمة الانسان والمعرفة والأخلاق.
اليوم أفضل من الأمس, وغدا_ حتى اليوم الأخير هو الأفضل والأجمل (يقترب من السعادة والخلاص).
الموقف اللاديني: الدين والانسان والقيم والمعرفة _وسائل وادوات للوصول إلى السلطة والتملك, والتشبث بها..
اليوم أسوا من الأمس, وغدا أسوا من الاثنين (الخوف الدائم من الموت).
* * *
هوامش
_ الوضوح قيمة أخلاقية في الفلسفة والموروث( تفضيل الصدق على الخداع).
_فرويد اعتبر الوضوح قيمة معرفية أيضا. انتقل بمفهوم الصدق إلى مدار وعمق جديدين.
_ قصيدة النثر_ انتقلت بالوضوح غلى قيمة جمالية أيضا.
*
سيرورة الحياة: من الوجود بالقوة غلى الوجود بالفعل. من مستوى 1 إلى مستوى 2.
وبتعبير التحليل النفسي: الخروج من دائرة الأمان والراحة (عقدة اوديب غير المحلولة), او الانتقال من الروابط الأولية إلى الروابط الثانوية. الانتقال من مستوى الأهواء والمشاعر الانفعالية الواعية إلى العلاقات الواضحة والمتوازنة, القائمة على الفهم والاحترام المتبادلين. من الأهواء والعواطف اللاعقلانية إلى المنطق والوعي والحب.
*
ماهية الدكاكين وعنوانها ايضا: التكفير أو التخوين. المتاجرة بالدين او بالوطن.
وغالبا ما يتاجر العدميون بالاثنين معا.
*
النهج والطريق_ المسار والوضح بين الأودات والغايات.
أفضل ما يقابلها ويماثلها في الحياة لعبة الشطرنج....
كل نقلة تتضمن بنفس الدرجة البداية والنهاية والخيرة. توازن ثلاثي دائم وتام_ ايضا متحرك بممورنة (وتماسك) أو توقف ( وتفكك) في حالة الوجود بالقوة فقط.
*
موقف شخصي
أعتقد ان الحقيقة (الحقائق) يمكن مقاربتها عبر الملموس والمباشر (تجريب واختبار)_ بنفس الدرجة ونسبة التحقق يمكن مقاربتها عبر المطلق (تأمل عقلاني).
وحده الله موجود بالقوة وبالفعل. داخل وخارج الكون. داخل وخارج الزمن.
شبهه وصورته_ انت وأنا
.....
تذكير بالموقف الثلاثي للمتصوفة على اختلاف الأديان والمذاهب والثقافات
1_ الايمان فعل وسلوك وممارسة, وفي درجة ثانوية طقوس وشعائرز
2_لا حاجة لوسائط بين الله والانسان, سوى العقلز
3_الانسان على صورة الله, وهو وديعته الولى في الحياة. كل كائن حي يتضمن المقدس ويشير غليه, ,اي انتقاص من كرامة كائن حي_ تطاول على حدود الذات الالهية.
واختتم مع محي الدين ابن عربي
_ اتحسب أنك جرم صغير, وفيك انطوى العالم الأكبر
_ مكان لا يؤنث لا يعول عليه



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت نصف المشهد
- بعد مرور عشر سنوات
- التركيز والتأمل ضد الفكرة الثابتة_ الصحة العقلية تاج يتلألأ
- الضمير المذنب _عطب العالم الداخلي (العجز عن الحب)
- نصف+ نصف = لا نهاية
- هل ينتصر العلم بالفعل ...؟
- عدم التعلق_ خبرة الابتعاد عن ما نحب أيضا
- من مغالطاتنا المنطقية والأخلاقية
- حين نفضل الصمت_ بل الخرس والصمم على الكلام( نموذج الحفرة الس ...
- كتاب السر_ المغالطة المنطقية والأخلاقية
- لماذا يسحرنا المزيف؟
- الطبيعة البشرية_ الكرامة الانسانية ضمنا
- زيارة الطبيب النفسي_علامة صحة أم مرض؟
- اليوم التالي_ اليوم الذي يلي....
- هل توجد حروب نظيفة؟
- القراءة التالية
- تفسير الألم
- تكافؤالضدين_ وجها عملة واحدة؟
- صناعة الأعداء
- لا يوجد الحب ولا النجاح في مقبرة_ حول سراديب العقل, وظلماته


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - اللادينيون العرب! من هم_ وأين موقعهم بالفعل في الهرم الاجتماعي؟