عبدالناصرالناصري
الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 11:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يفترض أن تصدر الحكومة العراقية بيانا يؤيد عملية الإنزال الأميركية التي إستهدفت الدواعش وحررت الأبرياء الذين كان يختطفهم داعش وينوي إعدامهم حتى لو كانت لاتعلم بالعملية وكذلك يفترض إن يؤيد الحشد الشعبي تلك العملية أيضا وفق المبدأ القائل إن عدو عدوي هو صديقي
المعترضون على العملية هل يريدون ان لاتتحرر الرهائن ؟ هل لايريدون قصف داعش ؟ ما هو الفرق بين ان تقصف داعش بنيران أميركية أو بنيران روسية ؟ أليس الأهم من ذلك هو قصف داعش من أجل إضعافها ودحرها من أرض العراق ؟
للأسف هنالك من يعتقد إن كل عملية قتل لداعشي لابد أن تصور وان يكون معها سيلفي يؤكد ان هذه العملية تمت بمساعدة الجهة الفلانية وإن نفذت بغير ذلك فانها مدانة وغير مقبولة !
مؤسف جدا ان يكون في العراق عدة محاور فهناك من يريد ان يكون القضاء على داعش بمساعدة روسية وهناك من يريدها ايرانية وهناك من يريدها أميركية ؛ يبدو ان الخلافات لم تفارق ساسة البلاد حتى في الظروف الحالكة التي تمس سيادة البلد وتهدد وجوده
المراهنون على التحالف الروسي يريدون جر البلاد الى الالتحاق بمشهد مشابه الى مشهد الحوثيين والسوريين ؛ ومن يريد ان يلتحق بالركب الأميركي يريد أن يجعل من العراق دولة محترمة برعاية اميركية خالصة وأعتقد إن العبادي يميل الى هذا النوع ولذلك هم يحاربوه لجره الى التحالف الرباعي بقيادة روسيا ؛ وهذا أس الخلاف الناجم بين العبادي والفصائل الأخرى
هناك من يعتقد ان كل ما يأتي من أميركا هو شر بالمطلق وكل مايأتي من روسيا وايران هو خير بالمطلق ! وهذا خلاف آخر أصبح قائما بين السياسيين ؛ فبعد أن خف الخلاف الشيعي السني نوعا ما إبتدع الساسة هذا الخلاف الجديد لأنهم يعتاشوا على الخلافات وبنهايتها ينتهي وجودهم ؛ وما أن نتخلص من خلاف حتى نصحو على خلاف جديد
أعرف لماذا إنقلب ساسة الشيعة على أميركا وهو الإنقلاب الذي سيندمون عليه في نهاية المطاف ؛ لو إن سياسيي الشيعة يحبون بلادهم لاستمروا في تحالفهم مع اميركا وجعلوها قبلتهم الوحيدة التي يتوجهون اليها عند الشدائد ؛ لكن غريزتهم الطائفية دعتهم الى ترك الاميركان الذين انقذوهم من حبال المشانق والمقابر الجماعية ليرموا انفسهم في المعسكر الإيراني الذي يبحث عن تحقيق مصالحه القومية بالنهاية .
[email protected]
#عبدالناصرالناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟