أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - عن الانشقاق عن الطوائف














المزيد.....

عن الانشقاق عن الطوائف


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 11:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أعتقد أن الموضوع ينتهي "بإعلان الانشقاق عن الطائفة" , بغض النظر عن بتوقيت مثل هذا الإعلان الذي ارتبط تحديدا بمحاولة كنسية رسمية أرثوذوكسية روسية لإضفاء شيء من "القداسة" على حرب بوتين في سوريا , مع أن تطييف الصراع العسكري بين أمراء الحرب : "النظام" و خصومه في سوريا و من وراءهم في المنطقة و العالم كان قد أصبح حقيقة واقعة منذ وقت ليس بالقصير , و أن دعوات الحرب المقدسة المضادة لم تنل نصيبها المفترض من دعوات "الانشقاق" , لكن يبقى كل هذا مجرد تفاصيل , أما القضية الأساسية في االانشقاق عن "الطائفة" فتبقى إقلاق "الضمير" الطائفي المستقيل و تحدي سرديته التاريخية التي تتمحور حول لحظات و أحداث "تاريخية" , تلك اللحظات في التاريخ الماضي البعيد و القريب التي تشكل من جهة مصدرا لمظلومية طائفة ما تستخدمها أساسا في تبرير "ردود أفعال" مماثلة و من جهة أخرى مصدرا "لفخر" طائفة أخرى ترى فيها لحظة تحققها أو تجليها أو انتصارها .. هكذا نبقى ندور حول نفس الفعل , الذي يمارسه الجميع ضد الجميع , بنفس المبررات .. إن فضح تلك "اللحظات" التاريخية و ما شكلته "للآخر" من موت جماعي و آلام مريرة هو المدخل الوحيد على ما يبدو لإقلاق هذا "الضمير" الطائفي القومي الذي يتجاوز حدود التبرير إلى الفخر و التبجيل حتى تقديس المجازر و الحروب ضد الآخر , بعد تجريده من إنسانيته و مسخه إلى معتدي حتى عندما يكون ضحية .. ما يزال "الضمير" الجمعي المفترض لطوائفنا و قومياتنا يردد بنفس الهدوء وقائع إبادة و قمع جماعيين مورست باسم الطائفة أو القومية ضد "الآخر" "بفخر" , دون أي شعور بالذنب أو إحساس بهول المأساة على الضحايا .. ما يزال من الصعب في تركيا حتى الكلام عن إبادة مليون و نصف أرمني و غيرهم من الآشوريين و اليونانيين انتهاءا بالآكراد عدا عن القمع الطويل الدموي أحيانا للعلويين , و ما يزال رجال دين السنة و "سياسيو" الطائفة المفترضين يعتبرون تاريخ الدول السنية التي هيمنت على معظم تاريخ الشرق و مارست صنوف القمع و التهميش ضد الأقليات المذهبية الأخرى بدرجات متفاوتة من الدموية و الهمجية "مثالا على التعايش" بين الطوائف في الشرق , و ينطبق نفس الشيء على رجال الدين الشيعة عند الحديث عن الدولة الصفوية ( "دولتهم" ) و تشييعها للإيرانيين بالقمع الهمجي , و على القمع المنهجي الذي مارسته الحكومات المركزية المتعاقبة ضد الأقليات القومية : أكراد , أمازيغ , دارفوريين , أفارقة , الخ .. و في القلب من كل هذا : حروب "الردة" و "الفتوحات" الإسلامية التي تشكل اللحظة المحورية للسردية الرسمية السائدة عن العصر الذهبي للإسلام و التي يراد سلفيا "تكرارها" بأدق التفاصيل و التي كانت عبارة عن حروب احتلال و إبادة جزئية انتهت باستعباد شعوب بأسرها و استباحتها ... هذا "الضمير" الطائفي - القومي "المرتاح" جدا الذي يفتخر بالقمع و الإبادة الجماعيتين للآخر دون أية مشاعر بالذنب مقلق جدا , هو ليس فقط عاجز عن رؤية الآخر يتألم و يعاني , بل إن وظيفته في الأساس هي إنزال أشد ألم و معاناة بالآخر , إنه الجوهر الفعلي لكل المسألة الطائفية بتحويله الهوية من حالة تنوع طبيعي أو بالأصح : من نتيجة لفرض و إكراه سلطوي ماضوي إلى سلاح قاتل فتاك , لضمير صاحبه أولا قبل خصمه المفترض , و في النهاية إلى سلاح يقتل به الجميع الجميع و يقمع به الجميع ... يقلق أكثر أن قدرة القومية , و قبلها الدين أو الطوائف , على دفع الأوروبيين "المتحضرين" ليقتلوا بعضهم البعض في مجازر و حروب مليونية لم تتراجع بشكل جدي إلا بعد مجزرتين عالميتين كلفتا أرواح حوالي سبعين مليون إنسان



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فلسطين-
- تصحيح لكلمات سبارتاكوس الأخيرة لأمل دنقل
- حراك المندسين اللبنانيين و الإعلام و الزبالة
- -لكي يعمل النظام كما يجب-
- عن عبد الناصر , حوار مع سلامة كيلة و جوزيف سماحة
- قراءة في صحف صباح -العيد- , و كلمة إلى الرفيق جدا فؤاد النمر ...
- أريد رفاقا لا قطيعا - سجناء مجموعة خلايا مؤامرة ( إضرام ) ال ...
- حفلة سمر لأجل نهاد المشنوق
- عن الحراك الشبابي , في لبنان و العراق
- ذكريات غير لبنانية عن حدث لبناني
- عندما يدس لاسلطوي أنفه فيما لا يعنيه : بعض الأفكار عن الستال ...
- أزهار التحرير لإيميليا سيرغويرا
- الخطاب الذي منع رافاشول من إلقائه أمام المحكمة , مهداة للشبا ...
- عندما تفشل الثورات , محاولة لتحليل الربيع الثوري العربي
- من كتاب ميخائيل باكونين : الماركسية , الحرية , و الدولة
- الاتحاد السوفيتي ضد الاشتراكية - نعوم تشومسكي
- دروس و أهمية كرونشتادت لالكسندر بركمان
- أناركي في غرام ماو - رسائل هربرت ريد -من الصين- .. مع مجموعة ...
- مرة أخرى عن تشارلي هيبيدو : عندما يحطم الآخرون أصنامنا دون أ ...
- عن العلويين السوريين


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - عن الانشقاق عن الطوائف