صباح محسن جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1360 - 2005 / 10 / 27 - 12:46
المحور:
المجتمع المدني
لمن يمر بتلّة أو مجموعة تلال قرب مدينته أو أثناء سفره بين مدن العراق ، غالبا ما يشاهد أنبوب دلالة مثبت فوق مرتفع لتلة مترامية وسط أرض قفر أو تلك التي غزتها نباتات السبخ والصحراء.
لم تفت هذه الملاحظة الكثيرين. وبحكم الحروب وغلبة اللون الترابي العسكري للأشياء انسحب على هذه المناطق صفة العسكرية والعسكر وصارت المواقع تلك توحي كونها مخازن عتاد وما شابه.
دامت تلك الحال عقودا طوال بل أحقاب من السنين.
وحين تنفس العراقيون وان بالحدود الدنيا بعد سقوط الصنم التمثال بدأوا يلتفتون إلى واقع حالهم وسوء وضع بلادهم وينتبهون إلى البون الشاسع بين ما هم عليه وما هو حال بقية خلق الله من الشعوب غير العاربة وغير المستعربة.
ولقد صرّح قائل مختص إن تلك التلال ما هي الآ مواقع أثرية تركت هكذا منذ عهد الياندرتال القديم وعهود تكالبت وحتى عهد الصنم التمثال – بالروح بالدم نفديك ياندرتال - !
المأساة إننا أكثر من جيل ضحية للدكتاتورية ، كثيرو الخوف والتردد والشك ، كثيرو المديح والثناء ، كثيرو الكلام ، مقلون في العمل والإنتاج والإبداع.
ولما رسا بنا المقام أن يعود من كتب له البقاء ليشهد وليعيد البناء، صرنا نلتفت بعضنا لبعض ونتداول شؤوننا على استعجال عسى وان نلحق بقطار الازدهار.
آثارنا ووثائقنا نهبت ودمرت .. ومن نهبها ودمر البقية الباقية ليس هولاكو لوحده وليس هم المغول التتار لوحدهم سيما ومن أخذ بنصيحة بطل القادسيتين ، بطل – لو مت عطشانا – حين نصح بسياسة الأرض المحروقة على حد تخيله المريض إنما لديه توصية من السماء.
نقولها مذكرين مديرية الآثار العامة ووزارة الثقافة وحتى وزارة حقوق الإنسان وبقية الوزارات ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة سيما ونحن قد انجزنا للتو دستورنا الجديد.
قد حان وقت العمل على استكشاف ما خبي من كنوز وآثار داخل تلكم الأقبية والتلال. لنبدأ هذا المشروع الوطني الإستراتيجي والشروع بتنظيم حملات عمل مكثفة وبأشراف لجان عراقية مختصة من مديرية الآثار العامة ولا ضير من مشاركة خبراء دوليين مجربين مشرفين باعتباره أرث إنساني لاستكشاف ما مخبوء فهو مشروع مفيد يكمن في استثمار حقيقي للطاقات الشبابية المعطلة عن العمل وبالتالي يصب في تعميق حب الأرض واحترام كنوزها وعشق الوطن والتصاق الإنسان بأرضه وأخيه الإنسان وإعادة جزء مهم من أمانة تستصرخ أهلها من تراث وتأريخ العراقيين .
#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟