|
الكلوخوز والسوفخوز
زاهر نصرت
الحوار المتمدن-العدد: 4964 - 2015 / 10 / 23 - 22:19
المحور:
الصناعة والزراعة
(( الكولخوز )) هو الاسم الروسي للمزرعة الجماعية في الاتحاد السوفييتي . والمزرعة الجماعية هي مزرعة تتكون من مجموع حيازات الفلاحين المقيمين في قرية واحدة ، او في منطقة زراعية واحدة . وهم يقومون على زراعتها بشكل جماعي ، وبالاستعانة بأحدث الوسائل العلمية والتكنيكية ، ويحصل كل واحد منهم على نصيبه من عائد المزرعة وفقا ً لعمله . وتضم كل مزرعة جماعية في المتوسط نحو 400 حيازة ، وتبلغ مساحتها في المتوسط نحو 6 الاف هكتار (( نحو 24 الف دونم عراقي )) . ويعمل بها نحو 35 جرارا ً اليا ً . وكانت نسبة المزارعين الجماعيين ربع مجموع سكان الاتحاد السوفييتي البالغ نحو 232 مليون نسمة . ويحصل اعضاء المزارع الجماعية – كحد ادنى – على تعليم متوسط ، ويعاونهم في زراعة اراضيهم زراعة علمية 223 الف عالم زراعي وعالم بيطري وفني وغيرهم من الاخصائيين ، وثلثا مديري المزارع الجماعية من الحاصلين على تعليم عال . وتحكم المزارع الجماعية لائحة صادرة عام 1930 . ولكن هذه اللائحة في سبيل التعديل تعديلا ً جذريا ً يتماشى مع التطور الهائل الذي تحقق ، سواء من الناحية الاقتصادية والعلمية والتكنيكية بالنسبة للمزارع ، او من الناحية التعليمية والاجتماعية بالنسبة لاعضاء المزارع الجماعية . وكانت هناك ثلاث قضايا تتعلق بالمزارع الجماعية هي : 1 – وجود الديمقراطية في ادارة المزرعة . 2 – زيادة الاستغلال الاقتصادي للمزرعة . 3 – اعادة النظر دورياً في نظام توزيع حصص المزارعين من عائد المزرعة . وفيما يتعلق بالمسألة الاولى ، وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر بل وتناقضها احيانا ً ، فأن الاتجاه العام يهدف الى اشراك اكبر عدد ممكن من المزارعين في ادارة المزرعة ، وفي حل مشاكل اقتصادهم الجماعي ، حتى يشعر المزارع بأنه حقيقة سيد مزرعته . وفيما يتعلق بالمسألة الثانية فأن الاتجاه العام يهدف الى تحرير المزرعة من الاوامر العلوية ، واعطاع المزارعين الجماعيين حق تقرير كل ما يتعلق بأقتصاديات مزرعتهم ، سواء فيما يتصل بما يزرع وكيف يزرع ، او فيما يتصل بالفرع الذي ينبغي تنميته ، او فيما يتعلق بتطوير الصناعات الحرفية المحلية . اما فيما يتعلق بالمسألة الثالثة ، فأن الاتجاه العام يهدف الى ضرورة تحسين حصة العمل ، واعادة تحديد نسب حصص اوجه النشاط الاخرى . والمعروف ان المزارعين يوزعون فيما بينهم ذلك الجزء المتبقي من دخل المزرعة بعد خصم المبالغ اللازمة لزيادة رصيد البذور والتقاوي ، واعمال البناء ، وتسديد نفقات الانتاج . وقد لوحظ فيما مضى انه كثيرا ً ما اغفلت مصلحة المزارع بخفض حصته لحساب حصص الاوجه الاخرى . ويرى البعض ان تخصص نسبة من 20 الى 25 في المائة من دخل المزرعة الجماعية للحاجات الانتاجية ، و 40 في المائة للمصاريف الادارية ، ومن اثنين الى ثلاثة في المائة للمساعدات والحاجات الثقافية ، ومن 8 الى 10 في المائة للمكافآت التشجيعية .
اما (( السوفخوز )) فهو اسم المزرعة التي تملكها الدولة في الاتحاد السوفييتي . وقد تكونت اول مزارع دولة في الاتحاد السوفييتي عقب ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917 وكانت لمزرعة الدولة حينذاك مهمتان ، مهمة عاجلة هي تزويد القوات المسلحة والمدن بالمنتجات الزراعية الرخيصة الثمن ، ومهمة بعيدة المدى هي ضرب المثل على التقدم الزراعي حتى تصبح نموذجا ً يقنع الفلاحين بمزايا الزراعة الكبيرة الجماعية . وليس من اهداف مزارع الدولة منافسة المزارعين المستقلين وانما الامر على عكس ذلك ، اذ هي تساعدهم على رفع مستوى الانتاج في مزارعهم ، وعلى تحسين اشكال تنظيم المزارع المملوكة ملكية جماعية والمعروفة بأسم (( كولخوز )) . وبصفة عامة ، كانت تقدم مزارع الدولة للمزارعين النموذج الافضل لتنظيم المزارع ، والاستفادة الافضل من الارض والالات ، والوسائل العلمية الرشيدة للحصول على افضل محصول من ناحيتي الكم والنوع ، وتحقيق اكبر عائد من الاستثمارات الزراعية . ويبلغ عدد مزارع الدولة في الاتحاد السوفييتي في حينه نحو عشرة الاف مزرعة . ويبلغ متوسط مساحة كل مزرعة نحو 30 الف هكتار ( 120 الف دونم عراقي ) . ويمثل محصول مزارع الدولة نسبة ملموسة من اجمالي المحصول الزراعي السوفييتي ، حيث يبلغ نسبة 40% في الحبوب ، و 18% في القطن ، و 30% في الخضراوات ، و 26% في اللحوم ، و 21% في الالبان . وتملك كل مزرعة دولة نحو 10 الاف رأس ماشية ، و 125 جرارا ً ، وعددا ً كبيرا ً من الالات الزراعية الاخرى . وجميع العمال والمشتغلين في مزارع الدولة يحصلون على اجور ، كما يحصلون على علاوات اذا ما تجاوزوا المعدلات المقررة في الخطة في انتاج المحاصيل الزراعية او تربية الماشية . وهم ينتمون الى منظمات نقابية ، ويتمتعون بجميع حقوق عمال الصناعة ، فلهم اجازات مدفوعة الاجر ، ولهم تأمينات اجتماعية وتأمينات ضد العجز ، وضد الشيخوخة ، يتقاضونها من الدولة .
زاهر نصرت
#زاهر_نصرت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرة تاريخية للنظام الاشتراكي
-
حصار وغزو وطائفية وهجرة
-
مفاهيم زراعية ... الانتاج الزراعي
-
مفاهيم زراعية ... الزراعة
-
روسيا انجبت دوستويفسكي
-
الحظ ... من فيض الخاطر للكاتب احمد امين
-
اسم لم يمت
-
العرب والحضارة
-
المعرفة والحياة
-
اولكا بطلة ستالينكراد
-
نحو فلسفة بحث علمي معاصر
-
تراثنا في ذمة التاريخ
-
مأزقنا الحضاري وازمتنا الفكرية
-
ماضينا الحافل لن يعود
-
البؤساء واوليفر تويست ... من جديد
-
التجسس والهيمنة الحضارية
-
ديمقراطية الفتنة
-
اختراع الاعداء
-
في ذكرى عيد الجيش العراقي ... جيش المآثر والبطولات
-
هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو
...
/ سناء عبد القادر مصطفى
-
مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس)
/ صديق عبد الهادي
-
الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي.
/ فخرالدين القاسمي
-
التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل
...
/ فخرالدين القاسمي
-
الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا
...
/ محمد مدحت مصطفى
-
الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال
...
/ محمد مدحت مصطفى
-
مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق
/ منتصر الحسناوي
-
حتمية التصنيع في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام
...
/ عبدالله بنسعد
-
تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا
...
/ احمد موكرياني
المزيد.....
|