أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - أسئلة إلى كل شابة وشاب في العراق















المزيد.....

أسئلة إلى كل شابة وشاب في العراق


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4964 - 2015 / 10 / 23 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اللحظة التي تتحرك شبيبتنا المدنية الواعية والتنقل بين البيوت والساحات تدعو الشعب للتوجه إلى ساحة التحرير، يستقبلها آلاف مؤلفة من رجال الوطن بالترحاب فيما تدعو الأمهات لهم بالتوفيق والنصر في مهمة التطهير والتغيير.. لكنّ تلك الشبيبة تتطلع للمشاركة الفعلية من زميلاتهم وزملائهم ممن يقعد معتكفاً في بيته أو في شوارع الضاحية أو الحي يتسكعون بلا هدف أو غاية...
ألم تحن اللحظة ليسأل كل شاب نفسه: أليس متظاهرو ساحة التحرير يخرجون منذ شهرين لأجل الإصلاح والتغيير؟ أليس الإصلاح والتغيير هو ما سيصنع لنا عالمنا الجديد الذي نريد؟
لماذا نقعد نتحسر على أصدقائنا الذين فقدناهم إلى الأبد لأنّ بحار الجريمة التهمتهم بلا رحمة!؟ لماذا نقعد ونحن ندري أنّ قعودنا سيؤدي بنا لمزيد متاعب ومساوئ وهموم بل حتى الذهاب غيلة بأسلحة التناحر الطائفي؟؟
أليس الأجدى بنا، أن نصنع بيتنا بايدينا؟ أن نختار حياة حرة كريمة؟ ألا نستحق الحياة الإنسانية البهية مثلما كل شعوب العالم؟
إذن، لماذا نستسهل اللهاث وراء شخوص ندري أنهم يقودونا إلى حروب عبثية للتناحر بينهم وهم يقتسموننا وما نملك، غنيمة لهم ولخاصتهم! من اين جاءتهم مليارات الدولارات واليوروات والدنانير وقد كانوا حفاة قبل 2003 ليصبروا مليارديرات اليوم!؟ أليس ذلك من نهب ثرواتنا وسرقة وجودنا!؟
ألا نتفكر ونتدبر وندرك أن من يتحكم برقابنا ويسوقنا إلى معارك الموت، هم ينفذون بجلودهم مستمتعين بمشاهد دمائنا متفاخرين بها وقد صارت أنهارا وسيولا مهيبة!!؟
ألا يهمنا ما يدور حولنا في مدننا وقرانا من خراب ودمار وسوء في كل معالم وجودنا؛ فلا شوارع ولا بيوت ولا ماء صالح للشرب ولا صرف صحي ولا هواء نقي حيث التلوث وصل مراحل تجاوزت منطقة الخطر وبتنا نحيا في بلاد ستصيبنا وعدد من الأجيال التالية بالسرطانات!؟
لا صناعة ولا زراعة والبطالة الحقيقية والمقنعة تضرب أطنابها فتعطل طاقات البناء فينا! والفقر يمتد أفقيا ليصيب ملايين جديدة وعموديا ليزداد الفرق بين من هم في خط الفقر ومن يصيبهم الفقر المدقع وبينهما وبين من يغتني من نهب ثروات البلاد والعباد!
الفساد يضرب فينا جميعا ويسوقنا كرها إلى سوقه الأقذر في تاريخ الإنسان وفي تاريخنا نحن العراقيين الذين ساهمنا في التأسيس للتمدن والتحضر ولأخلاقهما وقيمهما السامية النبيلة النبيلة.. والفساد بات وباءً يتفشى بيننا وهو لا يستحي من بيعنا في سوق نخاسته علنا جهارا نهارا وبأشكال مبرقعة بالزيف والدجل والتضليل متسترا بالدين والمذهب وقشمريات فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان!!!
لا تخجلي ايتها الشابة ولا تخجل أيها الشاب ولا تجبنا عن فضح ما جرى ويجري لكما من ابتزاز واستغلال وتشويه حيواتكما إذ كل تلك المآسي من نفر من المفدسين المرتدين عباءات التستر وهم سبب البلاء والوباء...
اخرجوا لتنسم هواء نظيف لا تجدونه إلا في ساحة التحرير
اخرجوا لتهدروا ضد الظلم والضيم .. ضد نهبكم وسرقتكم وابتزازكم وسوقكم إلى ميليشيات الاقتتال بينكم وهو اقتتال مفتعل مصطنع بينكم ولن يؤدي إلا إلى مصالح ومآرب وغايات دنيئة للمفسدين لا غير...
إن وجود كل شابة وشاب في ساحة التحرير سيكون أول القرار بتحقيق التغيير الذي تصنعونه بسواعدكم السمر وبإراداتكم القوية وبعزائمكم المتينة وبقراركم في الانتفاض من أجل إصلاح الحال من راس هرم دولتكم حتى كل مفاصلها التي اصابها الخراب.. ضعوا طاقاتكم الكبيرة لا في مصيعة وبلطجة تخدم السيد الفاسد ولكن ضعوها في أعمال البناء وإشادة جنائن عيشكم الأبهى والأسعد والأجمل..
قعودكم يعني مزيد نكبات ومزيد ويلات ستطالكم واحدا واحدا
قعودكم لا يعني إفلاتكم من نير اسواق النخاسة يفعل بكم المفسدون ما تفرضه مآربهم الدنيئة
قعودكم لا يعني سوى خنوعكم لأوامر فلان وعلان من المفسدين
قعودكم يعني النحاقكم بقطيع أحد المفسدين الذي يسميه حزبا أو ميليشيا وهما ليسا سوى أداة لسوقكم لحربه الدموية ونوازعه الشريرة
ألا ترون ما حل ويحل بالعراق وأنتم الأوعى والأكثر حيوية في التفكير وفي التوصل لصحيح القرار

كيف تتركون الأمور سبهللة تفتك بكم يوميا بالمتفجرات والاغتيالات والاختطافات والاغتصابات وكل أشكال الابتزاز والجريمة!؟

لا تترددوا عن حسم أمركم ايتها الشابات ايها الشباب
لا يتلفوا عقولكم بسخيف القول ولا بمدبجه مما يزوقونه بالآيات والأحاديث المقدسة أو بإسناده للأئمة فذلك ليس سوى عباءة التخفي والتضليل
إذ السؤال الحقيقي الأكثر صوابا هو: من ينهب المليارات أهو أنتِ أم أنتَ.. وأنتما العاطلان عن العمل قسرا وكرها وأنتما البسيطان الفقيران المستلبان كل حقوقكما!!!؟
تفكرا وتدبرا وتأكدا أن القرار اليوم بين ايديكما
ليتحقق الانتصار وليجري تلبية مطالبكما.. إذ لن يأتي التحرر والانعتاق من جنود تاتينا من القمر

الشعب العراقي أنتِ وأنتَ فإن لم تؤكدا أنكما متساويان في الدفاع عن وجودكما ومصالحكما وإن لم تخرجا معا وسويا وإن ضاق التفكير عندكما أو عند أحدكما وانحصر في مفاهيم وقيم وسلوكيات وتصرفات أفشاها بينكم ذاك المتخلف الفاسق الفاجر الذي يحكم باسم الدين ويسرقكما بالتسويق لوجوده بعباءة يرتديها وباسم عائلة ينتسب لها .. إذا حصرتما الأمور بذاك التفكير وقعدتما، كل يقول لماذا أنا؛ فسيأتي الدور عليكما كليكما لتذبحا في قطيع الضحايا اليومي.. لا تتصورا خلاف ذلك!

كونا الشابة والشاب الأوعى اللذين يصنعان الحياة
شعاركما
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

أنتما من يحول وجودكما إلى وجود واحد اسمه الشعب
وأنتما من يقرر ألا تبقيا أفرادا في قطيع المفدسين ينتظرون تقديمهم قرابين للمجرمين الفاسدين

كلكم يعرف كيف يعيش العالم بسلام ورفاه ومسيرة حياة حرة كريمة
فلماذا يقبل أحدكم الخنوع لما يجري في البلاد!!!؟

القرار قراركم في أن تبقوا أعضاء في أحزاب وميليشيات التدمير والتخريب
أو
تنعتقوا وتكسروا قيود الضلال وتُنهوا خدمة عناصر الفساد وتنزلوا إلى شوارع الحرية وساحاتها
القرار بأيديكم
ونثق بنزولكم إلى ساحة التحرير
إلى ميادين الحرية
لتنسم أنفاس النزاهة والطهر والتخلص من أدران الفساد وكنسها في الخطوة اللاحقة
إذا بدأتِ أنتِ وإذا بدأتَ أنتَ
ولم يقل أحدكما لماذا أنا أبدأ فسنكون بجموعٍ بالملايين متحررين من خزعبلات المفسدين ونتحرر من تضليلهم ونستعيد الكرامة والحرية ومسيرة السلام والتقدم
هذه الرسالة تريد كل شابة وشاب أن يتحدث مباشرة مع نفسه مع محيطه معي ومع من تختاره للتحدث عن البديل عن القرار الذي تريد اتخاذه باستقلالية وحرية وليس بتبعية لآخر.. هنا بهذه الرسالة التي تنتظر حوارا جديا مسؤولا نتطلع إلى توزيع ونشر وإيصال لها إلى أبعد وجود لنا... فهلا ساهمنا بمهمة التحرير والتغيير .. تحرير أنفسنا وتغييرها كي نغير عالمنا ونبني بيتنا.. ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
لا يضللونكم ولا يخدعونكم بالتعكز على الأئمة وطقوس يصطنعونها لمشاغلتكم .. الأئمة خرجوا إلى ميادين صنع الحرية بأنفسهم ودافعوا عن القيم السامية ورفضوا الخنوع للفساد ولم ينشغلوا ببكائيات على دين أو مذهب بل قالوا العمل ثم العمل والتضحية من أجل التغيير.. الأئمة لا يريدون منا بكاء بل يريدون منا متابعة رسالة للتغيير ودحر الفساد واستتباب وجودنا الإنساني
أنتِ حرة وأنتَ حرٌ فلماذا تمدا أيديكما لقيود الفاسدين
أنتما طاقات بلا حدود
طاقات إبداع
طاقات بناء
طاقات حماية السلام
طاقات صنع التقدم
لستما أقل من شبيبة بلدان العالم
بلادنا جنة يحلم بها ويزارتها ملايين من عالم اليوم
فلنعيد بناء جنائننا
كفى اقتتالا.. كفى انقساما
كفى استسلاما
لنكن الأحرار الذين يفعلون ويبنون ويتقدمون
أأحسن أن تتقاتل مع أخيك أم تتقاسما مهام البناء وصنع عالمكما الجديد؟؟؟؟؟؟
أأحسن أن تخدم المفسدين وتتمسك بزعامات صنّعوها لاستغلالك بل لاغتيالك واغتيال روحك أم تخدم نفسك وعائلتك وشعبك؟؟؟
أسئلة أنتما تستسطيعان الإجابة عنها.. أنتما فقط باستقلالية وحرية لا بتبعية لتقولات سقط المتاع الذين أفسدوا في العراق حتى بات خرابة لا تطاق
أنتما الحرية وأنتما التغيير وأنتما الخير والسلام والتسامح والإخاء .. أنتما العراق ايتها الشابة ، ايها الشاب يا كرام العراق والعالم



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا الفساد مجددا
- قضايا الفساد بين الصوت الشعبي ومطالبه وإجراءات الحكومة الاتح ...
- نداء بشأن مجريات الأوضاع في جنوب كوردستان
- حول أهمية التحالف الاستراتيجي العربي الكوردي وضرورة تفعيله ش ...
- لا عودة عن التظاهر وأسياف الفساد فوق رقاب الناس تهدد بقطعها
- من أجل حماية الحقوق والحريات العامة والخاصة ودحر قوى الظلام ...
- نداء من أجل أوسع مشاركة في مسيرة احتفالية 14 تموز ببغداد
- قسوة مضاعفة على النسوة الأرامل، تتطلب حلولا استراتيجية ومعال ...
- ما دور المواطن في تغيير موقع البلاد بمؤشر السلام العالمي؟
- في اليوم العالمي للاجئين: مطلوب رعاية وطنية للاجئ العراقي
- النظام الاستبدادي للطاغية المهزوم والنظام الكليبتوقراطي الطا ...
- السيادة وقرارات المساعدة من دول أجنبية
- نازحو الأنبار ومخاطر سياسة التمييز الطائفي: نداء من أجل معال ...
- العراق وشرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية كافة
- الأمن الغذائي والرعاية الصحية التامة الكاملة واجب مجتمعي رسم ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2015
- عراقياً، ماذا قالت مؤشرات الفساد لعام 2014!؟
- أوهامٌ وتأثّراتٌ طائفية!؟
- حقوق العراقيات في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت في مهب الريح ...
- متحف نينوى: جريمة التخريب والدلالة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - أسئلة إلى كل شابة وشاب في العراق