|
بس يا سيدي ونزل الدين الجديد
ميلاد سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 00:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في مكان نوراني أعلى السماوات، جلس الإله على عرشه العظيم، والتفت من حوله جموع الملائكة، ثم أمر بسرعة احضار قائد الملائكة جبرييل للمثول بين يديه، وحينما دخل عليه الملاك جبرييل حدث بينهما الحوار الآتي: الإله: تفتكر العيب فيا ولا في البشرية يا جبرييل!!؟ جبرييل (محتار ومتوتر): جلّ جلالتك مطلق الصواب والحق والخير وكل المُثل العظيمة ... لا عيب فيك. الإله (يغضب ويشوّح بايديه): آمال ليه البشر ولاد الويسخه دووول كل اما ابعت لهم نبي يبهدولوه معاهم...ناقص انزلهم بنفسي يعني!!؟. *تتراجع صفوف الملائكة في صمت خطوة للوراء، بينما يظل جبرييل واقفًا مكانه بشموخ* جبريل: سبحانك ... هو امتى دا حصل... ما كله بيحصل بإرداتك ومشيئتك العليا... وكل حاجة بتحصل بيكون لك حكمة فيها!؟. الإله (ينظر في عيني جبرييل مباشرة): حكمة اييه... هاا... يعني شعب بني إسرائيل بهدلوني معاهم... رغم اني كنت مظبطهم وخرجتهم من مصر عايمين على وش المياه... وخليتهم شعبي المختار.. وفي التيه انزلت عليهم المن والسلوى من السما ليل نهار...ونزلت الوصايا على الجبل.. ومعاهم موسى وهارون واختهما مريم ومش نافع.. اعمل اييه تاني.!!... دا كان ناقص انزل لهم صافيناز ترقص لهم في الصحراء.. *نرى اهتزاز في صفوف الملائكة ويعلوا الضحك تدريجيًا فينظر لهم الاله بحدة ويصرخ* الصوت يا علء منك له... مكانتش دي كلمة يعني... *يكمل الاله كلامه* ومصيبتي في المسيحية اكبر واكبر...ااادي يسوع اتصلب وامه اتبهدلت في دُور المسنين من بعده.. وتلاميذه كل واحد راح يقضي مصلحة في بلد شكل... والدين معادش دين زي الاول... *جبريل مقاطعًا برفع احد جناحيه لاعلى* سبحانك ايها الجالس على العرش...بس المسيحية مكانتش دين اصلاً... ولا نظام اجتماعي ولا سياسي.. هي صورة وشمعة وكم ذكرى يصبروا بيهم على بكرااا... على رأي الأستاذ محمد مُحيي!!؟ *يكتم ضحكة* الإله: اظن سبق واتناقشنا في الموضوع دا... ومش كل مرة هنعيده... انا دلوقتي بفكر في انزل الدين الخاتم وهختار مكان ميخطرش على بال حد... حذر فذر فين فين فين..... شبه الجزيرة العربية... جبريل (باستنكار): دين خاتم ازاي بس يا جلالتك... اظنه قرار متسرع غير حكيم ومحتاج دراسة جدوى ... مش شايف عظمتك ان لسّه بدري على الكلام دا... احنا لسّه في القرن السادس الميلادي!!؟ الإله (يخبط بيديه على العرش فتهتز السماوات): ايااااااااااااك تنسى نفسك في الكلام معايا... بلاش حجج فارغه.. انت شكلك كبرت وخرفت... اييه عجزت ومكسل تنزل للبشر تاني برسالات جديدة.. جرااا اييه يا جبرييل... عاوز تزيّت اجنحتك.. صحصح معايا.... اااه... انا بتاع "كن فيكون" وزي ما عملتك ملاك.. ممكن اقلبك كلب البحر دلوقتي حالا... ومحدش يقدر يعترض.... أنا الواحد الأحد وعندي وجهة نظر.... جبريل (يمسح عرقه بطرف أجنحته ويتلعثم في الكلام): قدوس قدوس قدوس انت ايها الرب.. اللي اقصده ان القرن السادس وفي شبه الجزيرة المعادلة خربانه.. يعني كان ممكن ننزل بالدين الجديد في بلاد فارس أرض السلطان والثروات.. او ننزله في بابل الحضارة الراسخة... أو ننزله في الصين أو اليونان اراضي الفلسفة والحكمة!! يعني اي مكان فيه اشعاع فكري... غير كدا هيكون خاتم ازاي.. جلالتك سبق وقلت لنا ان في المستقبل هيبقى فيه حاجات حلوة كثير... اشي كمبيوترات.. واشي اندرويد.. واشي انطرنيت سرعته 8 جيجا... واكتشاف كواكب ومجرات واجهزة طبية حديثة وادوية وحاجات مكانش حد يحلم بيها ولا يتخيليها... هنختم الاديان والسعي البشري من دلوقتي!!؟. وغير كدا.... اشمعنا يعني الجزيرة العربية!؟. الإله (يلعب في لحيته متظاهرًا بالحكمة): انا مبسوط انك سألتني السؤال دا... شبه الجزيرة.. أرض قطاع طرق... وسفاحين وقتالين.. وناس جهلاء وبدو وفقراء... هختار واحد من الناس الفقراء دوول ... وابعتك تكلمه وتبلغه انه هيكون "المصطفى" اللي اختارته ليخرج الناس من الظلمات للنور... ويكون هو النبي الأمي اللي يبهر العالم كله بُحسن البيان... لان رسالته هتوصل للعالم كله.. جبريل (يضحك بخبث): طيب يا رب... اييه اللي هيغصب الناس انها تتبعه ... ما يروحوا لليهودية ولا المسيحية حتى!!؟ الإله (يبتسم بهدوء): اليهودية والمسيحية هيكونوا موجودين بشكل او بآخر داخل الدين الجديد دا... اللي انا لسه مش عارف اختار له اسم.. ويبقى اي حد عاوز يدخل اليهودية او المسيحية هيلاقي في الدين الجديد كل حاجة هو محتاجها واكثر... والدين كمان فيه ميزة .. هينشر نفسه بنفسه!!؟. جبرييل (بسخرية): هو الدين فيه منشار يا ربونا... نه نه نه!!؟ *تهتز صفوف الملائكة من جديد ويعلوا الضحك بينهم تدريجيًا* الإله (يخبط بيديه على العرش ويصرخ): رووش انت كدا يا جبرييل!!؟... واما اقوم اقل منك دلوقتي... وانتف دين ام اجنحتك دي... واخليك شبه الفراخ المتبلة!!؟... (ثم ينظر باتجاه الملائكة).. الصوت يا علء منك له... نهدى شوية .. المفروض كبرتوا على الهطل دااا. وللحديث بقية....
#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحلل الأجساد... هل للقديسين فقط!؟
-
تمرير السلطة الكنسية
-
الحرب.. جراحها مستمرة
-
بيت الله قطاع خاص
-
يوم في البنك
-
الزواج في المسيحية
-
الغباء الاجتماعي
-
الكنيسة أمك
-
موامس الحريات
-
سيادة الملائكة
-
خليك في حالك
-
تشكيل الوعي
-
على خطى العلمانية
-
النقد الكهنوتي
-
مغالطة حرق الاحداث
-
الفاعل الأمين
-
ولكنها مريم
-
عملوها الفرنجة
-
الحكومة.. وضبط النفس
-
بالشفا يا فيلسوف
المزيد.....
-
حاخام يهودي متشدد: ندعو الله أن تتلقى مصر ضربة قوية قريبا
-
حاخام يهودي متشد: ندعوا الله أن تتلقى مصر ضربة قوية قريبا
-
قوات الاحتلال تهدم منزلاً وغرفة زراعية في سلفيت
-
تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية بجودة
...
-
خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب
...
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|