أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - -حزب الله- عاريًا !















المزيد.....

-حزب الله- عاريًا !


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 20:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاء في القاموس العربي في معنى -المقاومة- أنها رفض الخضوع لإرادة الغير , وفي معنى -جيوب المقاومة- أنها بقايا القوّات المدافعة عن بلادها بعد احتلال الجيش الغازي لهذه البلاد . والمعنى الشائع لمصطلح -المقاومة- هو العنف المسلح ضد كل أشكال الإحتلال والقمع . وهو مصطلح علماني بحت , أي أنه ليس مصطلحا دينيا كالجهاد , فالمقاومة ردة فعل ضد المحتل تمارسها كل الشعوب والجماعات المضطهدة دفاعا عن نفسها وعن أرضها .

فهل حزب الله حزب مقاوم كما يزعم؟ أم أنه حركة دينية متطرفة لا تعنى بغير الشأن العقائدي ولا تجد حرجا في ممارسة الإعتداء الخارجي إنتصارا لمعتقدها الديني ؟


في عصر الإنحطاط حيث الأيديولوجيا الدينية في أوج فترات إزدهارها , لا يجد اليساريون العرب حرجا في الدفاع عن جماعة مسلحة تعمل بعيدا عن السلطة الحكومية والقانونية موازية للجيش النظامي . ولا يجد هؤلاء اليساريون حرجا في الدفاع عن جماعة مسلحة لها من السلاح والتنظيم العسكري ما يفوق الجيش النظامي نفسه . وهذه النقطة الأولى ضد الحزب , بوجوده لن تكون الدولة اللبنانية دولة بالمعنى القانوني والمؤسساتي للدولة . وأن تبقى هذه الجماعة المسلحة قائمة , فذلك معناه حق كل الجماعات الإثنية في إنشاء جماعاتها وجيوشها الخاصة . ورفض هذا الحق يتحول مباشرة إلى تمييز طائفي صريح .


يسوغ الحزب وجوده مستندا إلى الوجود الإسرائيلي والقضية الفلسطينية . والأمين العام للحزب لا يفوت فرص ظهوره الإعلامي للتشديد على معاداة الكيان الصهيوني والدفاع عن أرض فلسطين والشعب الفلسطيني . وكما درجت الفاشية على التركيز في نسقها الدعائي على عنصر التهديد الخارجي لحشد الأمة وترهيبها وتبرير القمع السياسي , فكذلك يفعل الحزب بإستحضاره للقضية الفلسطينية لتبرير وجوده ولوجود ترسانته العسكرية ولتبرير تدخله في الصراع السوري . فهو إذا دافع عن ترسانته العسكرية فعل ذلك بتعلة التهديد الإسرائيلي . وإذا تدخل في الشأن السوري ليقاتل على مختلف الجبهات فهو يبرر ذلك بتعلة التهديد الإسرائيلي وليضيف إليه تهديدا جديدا وهو الإرهاب الديني ! ومنذ تأسيس الحزب حتى هذا اليوم فقد نجح نجاحا ساحقا ومبهرا في المجال الدعائي وقد تجلى هذا النجاح في مصطلح رنان واحد: " المقاومة " . لقد أصبح أول ما يحيل عليه هذا اللفظ هو "حزب الله" ومواجهات الحزب مع إسرائيل . وقد نجح هذا التنظيم في تضخيم وجوده المعنوي عبر لفظ "المقاومة" . بل تجاوز نجاح الحزب كل لذلك إلى درجة توجيه أصابع الإتهام (من قبل الجماهير) صوب كل من عارض سياسات الحزب بتهمة الخيانة والعمالة !

لقد تمكن الحزب بالتخويف والكذب والترويع والدعاية الضخمة من إستمالة الشعب اللبناني والجماهير العربية حتى أصبح هذا الحزب رمزا للمقاومة العربية ضد إسرائيل ورمزا للعزة والكرامة العربية . وفي أعقاب تورطه في الصراع السوري وأثناء رد الجماعات السنية بضربها لمعقل الحزب بالضاحية الجنوبية فقد نجحت الجماعة في شرعنة وجودها بحجة أخرى على غرار الوجود الإسرائيلي وهي حجة التصدي للإرهاب السلفي السعودي المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل !!


ومن يطلع على بيانات الحزب والأسلوب الخطابي لأمينه العام "حسن نصر الله" يتخيل لوهلة أنه أمام حركة يسارية مسلحة نصيرة للتيار العلماني ومعادية للرجعي !

فهل الحزب كما يزعم حركة مقاومة ضد الوجود الإسرائيلي ولأجل اللبنانيين والفلسطينيين؟ وهل هو حزب رافض للإرهاب الديني العالمي ؟

في سنة 1988 كان الكاتب الهندي "سلمان رشدي" قد نشر روايته المثيرة للجدل "ايات شيطانية" , في عام 1989 أصدر قائد الثورة الايرانية "الخميني" فتوى إهدار دم الكاتب معلنا معاداته للإسلام وضرورة تصفيته جسديا .

وفي نفس ذلك العام تحركت الة الارهاب الإيرانية متمثلة في "حزب الله" معلنة الحرب ضد الكلمة بالرصاص , ليقوم أحد مقاتلي الحزب المدعو "مصطفى مازح" بتمرير طرد مفخخ إنفجر قبل الاوان ما أدى إلى مقتله وتدمير طابقين من فندق "بادينغتون" .

فالحزب إذا أفصح عن نواياه وعن أسسه العقائدية بشكل مبكر , فهو جماعة شيعية أصولية تدين بالولاء للفقيه متمثلا في "الخميني" , والحزب لا يتردد في ضرب أمن المملكة البريطانية , لا يتردد في ضرب أمن مملكة لها الباع الإمبريالي الإحتلالي الكبير ولا يتردد في توفير سبب وجيه للمملكة البريطانية في قصف اللبنانيين وإحتلالهم . فالحزب جماعة عقائدية لا تدين بمفهوم الوطن ولا يعنيها الوطن اللبناني في شيء مهما إتخذت منه ستارا ولهذا نرى الحزب لا يمانع في فتح حرب مع المملكة البريطانية . وكان في إمكان المملكة أن ترد بقصف شامل ضد الحزب ومعقله الشعبي . بل كان للمملكة خيار أن تدعو الدولة اللبنانية إلى حل هذا الحزب الإرهابي واذا ما رفضت الدولة اللبنانية ذلك او عجزت عنه فهي شريكة في الإرهاب وجاز للبريطانيين إستهداف لبنان مباشرة .

وكما تعرض الأحداث , فالحزب هنا يطلق الته الحربية ليس ضد إسرائيل ولا لأجل الفلسطينيين , بل يطلقها في الطرف الاخر من العالم متجاوزا ما أقام عليه شرعية وجوده أي الصراع العربي الإسرائيلي ليستهدف كاتبا بالقتل . وهذا الحدث قد أقام الدليل وأطاح بدعاية الحزب برمتها . فها هو يتورط في صراع لا شأن له بالقضية الفلسطينية وها هو يعرض الشعب اللبناني لخطر محدق في سبيل فتوى رجل دين ايراني . وإلى ذلك الفقيه ينتسب هذا الحزب الارهابي .

يعلن الامين العام للحزب "حسن نصر الله" عن أهداف الحزب في كلمة ألقاها بشكل صريح :


"علينا أن نزيح الحالة الاستعمارية والاسرائيلية .. وحينئذ يمكن أن ينفذ مشروع ومشروعنا الذي لا خيار لنا غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الاسلامية وحكم الاسلام وان يكون لبنان جزءا من الجمهورية الاسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ووليه بالحق الامام الخميني ..."

فهكذا اذا يعلن الحزب عن نواياه بشكل صريح : أنه جماعة دينية عقائدية هي يد الفقيه الايراني وهي لا تدين بالولاء للدولة اللبنانية ولا تعترف بمفهوم الوطن اللبناني .

ان الامين العام للحزب يحكم اذا بمشروعه هذا على ملايين اللبنانيين بالموت . فالجمهورية الاسلامية الايرانية تسير وفق نسق شرعي صارم يقوض بشكل هائل النمط اللبناني . وهو يحكم بالاعدام على مئات الالاف من اللبنانيين اليساريين ومن ذوي الفكر العلماني والسني واللباس والنمط الحياتي في غير شكله الذي تفرضه السلطة الايرانية .

وكما لم يجد الحزب حرجا في التدخل في الشأن السوري لجر الصراع إلى عمق لبنان وكما لا يجد حرجا في توجيه ضربة عنيفة ضد المملكة البريطانية فهو كذلك لا يجد حرجا في المجاهرة بإنتمائه لولاية الفقيه والتملص من الهوية اللبنانية ولا حرجا في الحكم على اللبنانيين بالموت , مرة بضرب المملكة البريطانية ومرة أخرى بالعمل لأجل ضم لبنان تحت لواء دولة الاسلام .

ان هذا الانتماء العقائدي للحزب كان الدافع وراء ضرب الأمن البريطاني , فالحزب جماعة عقائدية مسلحة تعمل لصالح العقيدة الشيعية متمثلة في وليها الأكبر الفقيه الايراني "الخميني" يليه "الخامنئي" .

لقد نجح الحزب بشكل بارع في الترويج لنفسه كحركة مقاومة تعنى بالشأن العربي الاسرائيلي وكذلك نجح مجددا في الترويج لنفسه على أنه نقيض للارهاب السني متمثلا في القاعدة وبناتها . والحقيقة أن الحزب هو من أقصى اليمين الديني . وهو يجيد التعامل مع الخصوصية اللبنانية ومع العملية السياسية بلبنان ولا يصطدم (عقائديا) مباشرة مع مختلف الطوائف والخصوم السياسيين والا لسقطت منظومته الدعائية خاوية على عروشها .

لكن , ومهما كان الحزب بارعا في ممارسة التقية فالظروف قد أجبرته لأكثر من مرة على الإفصاح عن جوهره العقائدي , على أنه حركة دينية إرهابية مسلحة رجعية كالقاعدة وبناتها والفرق هو النجاعة الدعائية .

وكما رأينا في الأسطر الأولى على أن المقاومة هي دفاع عن الأرض والوطن والنفس فالحزب يتورط في صراعات خارجية ليس لها أي شأن بالقضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي ليطيح بالهالة التي أحاط بها نفسه ألا وهي هالة "المقاومة" . فالحزب "مقاوم" -كما يزعم- ضد الوجود الاسرائيلي , وهو إمبريالي إحتلالي في سوريا , وإرهابي في المملكة البريطانية .

بعد أن وجهت الة الارهاب الديني ضربتها ضد صحيفة "شارلي" , خرج الامين العام للحزب ليعلن أن الارهاب قد أساء الى الإسلام أكثر مما فعلت الرسوم الكاريكاتورية . وقد أطل "سلمان رشدي" مستغربا متسائلا عما اذا كان الحزب قد تخلى عن ميوله العقائدية الارهابية بالفعل !

فهل ربما قد تخلى عنها الحزب ؟

كلا ... فالحزب بسبب إنتمائه العقائدي ليس له الحق في إعلان خطيئة فتوى الامام الخميني . والحزب لم يعتذر عن عمله الارهابي وهو يتعامل مع الارهابي "مصطفى مازح" كشهيد أخذ على عاتقه "شرف" تنفيذ الإرادة الخمينية . فالحزب اذا لازال على إنتمائه العقائدي الإرهابي وما إتهامه للعمل المسلح ضد صحيفة "شارلي" إلا لذر الرماد في العيون والتملص من تهمة الإرهاب وتقديم نفسه للبنانيين والعرب على أنه نقيض للإرهاب السلفي في شكله السني وليحافظ على الخرافة التي يقيم عليها مبررا لوجوده : خرافة المقاومة .



حسن نصر الله والولاء لإيران : https://www.youtube.com/watch?v=sAaTxgrldZo



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتحول الدين إلى شر ؟ -2-
- المسلمون الجدد- : حُجَجٌ ضِدَّهُمْ (2)
- الإسلام المنحطّ
- -الصّدفة- في الجَدَلِ بين الدّين والإلحاد
- توضيح إلى القرّاء المتابعين
- الإسلام مهدّدًا أوروبا !
- الإسلام تَمَثُّلاً للاَّعقلانية في حدودها القصوى
- -المسلمون الجدد- : حُجَجٌ ضِدَّهُمْ (1)
- العالم العربي والإسلامي نَمُوذَجًا للفصام !
- النزعة العدوانية لليهودية !
- العقل العربي والجنس : رافائيل باتاي
- العقل العربي والمثلية الجنسية
- المجتمعات العربية والإسلامية نحو الهاوية
- البروباغندا الدينية وآثارها
- القول الفصل بين الدين والإلحاد : العنف والقتل
- محاولات طفل لفهم الله
- المسلمون والإرهاب - تعليقا على الحادثة الأخيرة بأمريكا
- شبهات ضد الإلحاد والمادية : القتل
- معضلة المقدس : كيف يحول المتدينون كوكبنا إلى جحيم
- سلسلة -كيف يتحول الدين إلى شر ؟- : مقدمة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - -حزب الله- عاريًا !