عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 10:40
المحور:
الادارة و الاقتصاد
مرّة أخرى .. عن رواتب و مخصّصات الأساتذة الجامعيين
أرجو أن لا يتم فهم مقالي السابق على أنّهُ دفاعٌ عن "مكاسب" غير مشروعة ، أو غير مُنصفة ، للأساتذة الجامعيين ، مقارنة بغيرهم من شرائح الموظفين .
انّ احترامي لاختصاصي العلمي ، والمهني ، يحتّمُ عليّ الإقرار بأن أساليب تحديد الراتب القائمة حالياً ، بحاجة إلى أعادة نظر جذريّة وجادّة ، بل وحاسمة أيضاً . ولكنّني ، وقبل ذلك ، أقفُ بثبات ضدّ نمط التوظيف الحكومي البائس الذي يقايض الريع النفطي بالصوت الانتخابي . هذا النمط الذي كبّلنا بأكثر من ثلاثة ملايين موظف ، ثمانون بالمئة منهم ليس لديهم ما يفعلونه في دوائرهم ، بينما تنخفضُ انتاجية بعضهم إلى ستة عشرة دقيقة فقط خلال يوم عملٍ كامل . و انا اعرفُ طبعاً أنّ دولا كثيرةً على امتداد هذا العالم ، قد سلكتْ سلوكاً مُشابها لسلوك حكومتنا بصدد هذا الموضوع ، واستجابةً لتحديّات اقتصاديّة ، هي أقلُّ وطأةً بكثير ، مما نتعرضُ لهُ الأن . غير انّ هذا كلّه لا يسمحُ لي بالدفاع عن " العجالة " ، و العشوائية في اتخاذ القرارات . ان بناء السياسة لا يقوم على العبث والانتقائية . لا أحد يفكّر في الإنتاجية ، وربطها بالأجر . لا أحد يبحثُ في الأسباب . أصبحت كل السياسات والإجراءات والإصلاحات ، والمكرمات " دالةً " لسعر النفط في السوق . هذا ما أنا ضدّه . وبالمناسبة فان المقال السابق لا يندرجُ أبداً ضمن حملة للدفاع عن رواتب الأساتذة الجامعيين . ان هذا موضوعٌ آخر . انّ طلبتي ، وأصدقائي ، وزملائي ، وأساتذتي أيضاً .. يعرفون رأيي بصدد كفاءة الكثير من الأساتذة الجامعيين ، مقارنة برواتبهم . لذا وجبَ عليّ التأكيد على الهدف من عرض المنشور السابق ، وهو : نبذُ العشوائيّة والفوضى وانعدام الكفاءة ، والافتقار الى الرصانة والمهنيّة في اتخاذ القرارات . هذه العشوائيّة ، والإستعراضات السياسية ( المؤيدة والرافضة ) المصاحبة لها ، قد تنتهي ، ويتمّ التنكّر لها ، من قبل ذات الجهات ، التي قامت بأقرارها ، أو التحمّس لرفضها ، أو أدانتها ، بمجرد تحسّن اسعار النفط . وليس من المستغرب على الأطلاق ان تعمد القوى السياسية الحاكمة ذاتها ، وقبل ستة اشهر من الدورة الانتخابية القادمة ، إلى إصدار تعديلات جديدة وقوانين جديدة ، تعمل على أعادة ضخ " المكرمات " في سوق الناخبين ، و إعادة تدوير المنجزات . وبطبيعة الحال ستكون التبريرات جاهزة ، والمصفّقون كثيرون .. وآباء "النصر" عديدون .. وستعيد " الجماهير " الغاضبة الآن ، انتاج ذات " الطبقة " السياسية الفاسدة والفاشلة من جديد .
انّ هذا هو آخر منشورٍ يتناول موضوعات ذات صلة بالاقتصاد السياسي في العراق .
و المنشور القادمُ سيكونُ عن .. " الحُبّ " .
ولن اتراجع عن ذلك ابداً .
وسأحصدُ عدداً هائلاً .. من الأصوات العاشقة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟