أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جهاد علاونه - أمريكيا هي السبب














المزيد.....

أمريكيا هي السبب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 20:09
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


سألني الكثير من الأصدقاء لماذا توقفت عن الكتابة فجأة أو لماذا قلّ حجم ما كنت تنشره من ناحية النوع والكم؟, والحق أقوله لكم أنني يئست وشعرتُ بأني أحرث في البحر وأزرع في الرمل ومحبوس في عنق الزجاجة وأرجلي في قاع القمقم وليس هنالك من سبيل إلى الخلاص, أنا رجل واحد ناضلت وكافحت ما يقرب من ربع قرن وأنا أحاول تنوير العقول وغيري يدفع بالملايين من الدولارات من أجل العودة إلى الحضيض والمحافظة على التخلف وأنا رجل يئست كثيرا لأنني جعت كثيرا وتعبت كثيرا ولم أعد أملك في جيبي ثمن الخبز والكل يدعو لي بالتوفيق ولكن لا أحد يمد لي يد العون ولم يتبق مني غير أن أجلس على الطرقات وأمد يدي الناعمة أمام المساجد والكنائس فرضوان الله عليهم أولاد الحلال لاحقوني وحاصروني في كل بقعة ضوء أقف عليها.

وكذلك أنادي بالسلام وأصرخ بصوت السلام والدبابات تمخر الشوارع وتبحر في دماء المساكين في سوريا وتونس والعراق ولا أحد يستمع إلينا معشر الكُتاب, وإذا نادينا بالحرية الكل يهبُ بوجهنا هبة رجل واحد ويتهموننا بالخلاعة وبالدعارة, أنا يئست من هذا العالم, أنا قدمت زهرة شبابي وأنا أقاوم وأناضل وخسرت حيويتي وشبابي وأنا أنادي بضرورة أن يعم السلام معظم المدن العربية ولكن لا أحد يستمع لي, فمثلا هل سيقرئ رئيس حكومة أو زعيم عصابة مسلحة مقالتي عن السلام ويتوقف عن إطلاق النار؟ على العكس إنهم حين يقرؤونها يطلقون النار عليّ وعلى آل بيتي.
يئست من صلاتي في النور وأنا لا أملك في جيبي دولارا واحدا وغيري يملك ملايين الدولارات ويدفع بالناس إلى ظلام القرون الوسطى, ثم أن لي عتب على أمريكيا والتي من المفترض بها أن تكون راعية للحرية, ولكنها تدعم كل الأنظمة الاستبدادية التي تقهر الشعوب العربية وتذل بها, فمعظم الأجهزة الأمنية التي تضطهدنا انحن الكتاب تتلقى دعمها المالي واللوجستي من الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الأجهزة تلاحق المثقفين وتعطل مصالحهم التجارية وتضر بهم وتحاول تشويه سمعتهم الأخلاقية, فبدل أن تدعمنا أمريكيا كونها تدعي أنها تدعو إلى الحرية والديمقراطية نجدها تساند الأنظمة الاستبدادية وترعاها هنا وهناك وتدافع عنها في كل مكان.

فماذا يبقى لنا نحن المثقفون في هذا الزمن غير أن نعيش فقراء وتعساء في الظلام, ماذا يتبقى لنا غير الديون والفقر وملاحقة الناس لنا في الشوارع والأزقة, يئست من الكتابة وتعبت منها لأنني لم أجد يوما أي تقدير من أي جهة سواء أكانت حكومية أو خاصة, لم أجد التشجيع من المؤسسات الأوروبية التي ترعى الحقوق المدنية للمضطهدين, وها نحن أصبحنا في الشوارع شبه متسولين من أجل أن نأكل لقمة الخبز وغيرنا يتلقى الدعم بالملايين من أجل أن يحافظ على النفاق والدجل والشعوذة ويعيد إنتاج الأساطير بوسائل حديثة جدا.

إن أمريكيا تقود عالمنا العربي إلى الهلاك, الحرب على الأبواب وداعش تتقدم ولا تستطيع روسيا إيقافها ذلك أن داعش ليست جماعة إرهابية وحسب وإنما هي عقلية متواجدة في أجهزة المخابرات والجيش ووزارات التربية والتعليم والزراعة والصحة والجمارك والمخابرات وكافة الأجهزة الأمنية, وأنا أين أفر وأين أهرب من كل أولئك؟ أنا رجل لا حول لي ولا قوة وأريد أن أربي أولادي الآن هم تقدموا في العمر وبعد أربع أو خمس سنوات سيتوجهون إلى الجامعات وأنا رجل مفلس وتحيط بي عصابات داعشية إرهابية في كل مكان أذهب إليه, حاصروني ولم أعد قادرا على العمل كسابق عهدي, أين أذهب هذا اليوم بوجهي من بطش المستقبل؟ أين أذهب بكتبي ومقالاتي من بطش العصابات الإرهابية؟ ماذا سينفعني التنوير وما الذي فعلته لي الكتابة إلا أنها جلبت لي الفقر والعازة وجعلتني أخسر عملي أكثر من عشرين مرة, التيار أقوى مني وأنا شعرت بأنني لم ولن أقدم أي شيء طالما أمريكيا ترعى الجماعات الإسلامية المتطرفة, تلك الإمبراطورية التي عولت عليها وراهنت عليها بأن تحفظ لي حياة كريمة وإذ بها تقدم الدعم للعصابات الإرهابية الخارجة على القانون وتقدم الدعم أيضا للعصابات الحكومية المرخصة قانونيا لكي تضطهد المثقفين أمثالي من البؤساء والتعساء في الأرض وفي السماء, أنا راهنت على ورقة خاسرة, أمريكيا ورقة خاسرة لأنها تدعم الإرهاب وتدعم الحكام المتسلطين على رقاب الناس.

ثم أنه لا أحد يستجيب لصلوات المثقفين, ولا لنداءات المثقفين, الكل يستهزئ بنا, الكل يتمصخر علينا ويتندرون علينا في الأمسيات والندوات, لا أحد يستجيب لسحر الكلمة ولا أحد يستسلم لجمال لوحة فنية مرسومة بالزيت أو بالفحم والرصاص, إننا لا نُعجبُ أحدا من الناس ولا حتى أبناءنا وأنا توصلت إلى نتيجة فحواها: لماذا نكتب ؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام ونادين البدير بخير
- اغلاق مضيق هرمز وخطورته والبحث عن بديل
- المرأة الثرية المُعنفة والفقيرة المُعنفة
- يعيرونني بيسوع
- تعال وتجلى في حياتنا يا يسوع
- التعايش الديني
- الحب الذي بيني وبين يسوع
- ذكرى11 -9-
- اصنعوا السلام
- أحترم الإسلام وكل الأديان
- شكرا لك يا سيد
- ما حدى بعرف يكمل سولافته
- اللي خربوا البلد
- الشخصية المبادرة
- الإسلام يثير أعصابي
- الرجل في الإسلام ناقص عقل
- معنى الخلاص الأبدي
- لي يا يسوع في هذا العالم ضيق شديد
- إذا كان الدين الإسلامي دين العدل والمساواة
- أخي في الإنسانية


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جهاد علاونه - أمريكيا هي السبب