أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي















المزيد.....

غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 368 - 2003 / 1 / 14 - 04:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

السيدة غريتا دوينسبرغ زوجة رئيس البنك المركزي الأوروبي ،السيد فيم دوينسبرغ ،لا تخفي تأييدها للحقوق الشرعية والوطنية العادلة للشعب الفلسطيني، كما تؤكد إدانتها للممارسات الإسرائيلية التي لا تنم للإنسانية بصلة. وقد عبرت عن مواقفها تلك من خلال مشاركتها في التظاهرات والتجمعات التي عمت هولندا احتجاجا على التجاوزات والممارسات العنيفة التي اتبعتها ولازالت تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.

وكانت غريتا دوينسبرغ استجابت لنداء لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني في هولندا، ورفعت علم فلسطين على شرفة منزلها، تعبيرا منها عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في معاناته اليومية بفعل سياسة القمع والتنكيل التي يتبعها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد قامت حينها قيامة اللوبي اليهودي في هولندا وأوروبا وسرعان ما انضمت الى جوقة المحتجين، الفرقة المركزية اليهودية الأمريكية، ممثلة باللوبي اليهودي الأمريكي، طويل الذراع والباع في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية ونكبة اليهود فيها، التي أوصلتهم في نهاية المطاف إلى إقامة وطنهم القومي في فلسطين، بناء على مخططات الحركة الصهيونية ووعد بلفور وزير خارجية البلاط الملكي البريطاني.

رغم تلك الحملة الشعواء التي تريد كسر إرادة السيدة القوية، وبالرغم من الضغوطات الهائلة التي تمارس عليها وعلى زوجها، الذي بدوره قد يخسر مركزه ووظيفته في الاتحاد الأوروبي، ألا أن السيدة غريتا لازالت متمسكة بموقفها. وهي تواصل التعبير عن رأيها وموقفها مما يجري في فلسطين بكل جرأة وموضوعية. فالسيدة غريتا تعبر عن قناعتها بضرورة التنديد بالسياسة القمعية والممارسات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة، ذلك من أجل السلام الذي لن يكتمل بالقوة ولن يتحقق بالإكراه. لأنه لا يمكن لشعب يقبع تحت الاحتلال وتمارس بحقه كافة أشكال القمع والتفرقة العنصرية والسياسات التعذيبية والتنكيلية، أن يبقى بلا حرية وبلا إنصاف وعدل ومساواة، كما لا يمكن للاحتلال أن يدوم ويستمر بلا محاسبة في عالمنا اليوم..

السيدة غريتا أرادت عبر تمسكها بمواقفها الشجاعة، والإنسانية بالدرجة الأولى، أن تقول للعالم أننا نحن الذين بقينا طوال 60 عاما نتبنى المسألة اليهودية، ونحاول التكفير عما حل باليهود من عذاب ومذابح ومعاناة على أيدي النازية، مطالبون الآن أن نحدد موقفنا بوضوح مما يجري من ويلات ومذابح ومآسي في المناطق الفلسطينية، من الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، ومن سياسة الاحتلال الإسرائيلي العنصري.

أرادت أن تقول من أوروبا ما عجزت عن قوله قيادات القارة الأوروبية، فالحقيقة واحدة وواضحة كما وجوهنا في المرآة، والوضوح الذي أمامنا في قضية فلسطين لا يحتمل المجاملة والتجميل. هناك احتلال وهناك بشر تحت الاحتلال، فأما أن نكون مع الاحتلال وأما نقول الحقيقة، مع علمنا مدى صعوبة قول الحقيقة والمجاهرة بها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، التي صورت للأوروبيين على أساس أنها جزيرة مسالمة في محيط معادٍ وسادي.

لكن السيدة غريتا تجاهر بموقفها وتفرد قناعتها عصية على الريح وصخرة إنسانية قوية تقف بوجه الهجمة الصهيونية، غير آبهة بالإرهاب الفكري الذي تقوده اللوبيات اليهودية في العالمين الأوروبي والأمريكي، لأنها واثقة الخطى وواثقة الهدف، إنسانية في مواقفها وشجاعة في قناعتها ومبدئية بانحيازها لمعسكر الضحية ورفضها منطق معسكر الجلاد. أن ما تبوح به علنا وجهرا غريتا دوينسبرغ، يصعب قوله في بلاد تخضع لرقابة صارمة من قبل اللوبي اليهودي. لكن الحق يدق مضاجع الحقانيين في عالم اليوم، والسيدة غريتا من أصحاب الضمائر الحية والمواقف الحقيقية. لذا ستكون معركة اللوبي اليهودي معها معركة معقدة وصعبة، إذ لا يمكن للشر أن ينتصر على الخير والظلم على الحق في قضية حق وخير وعدالة تدافع عنها السيدة غريتا ومعها ملايين الأحرار والشرفاء في العالم.

أن الحملة المنظمة على الذين يعارضون سياسة إسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية، تدعونا للتوقف عندها قليلا، فمركز "سيمون فيزنتال" الصهيوني، دعا الحكومة الهولندية لإلغاء جواز السفر الدبلوماسي الذي تحمله السيدة دوينسبرغ بعد قولها لأحدى الصحف الهولندية "إن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أسوأ من الاحتلال النازي لهولندا". هذا المركز يتصرف كمحاكم التفتيش الأوروبية المعهودة سابقا.. يتصرف وكأنه وزارة عدل في أي بلد أوروبي، ويقف بالمرصاد لكل من يؤشر على تجاوزات إسرائيل وعنصرية حكامها وجنودها ومستوطنيها..

بعد هذا التصريح الجريئ الذي يعبر عن حقيقة واقعة وواقعية، لا نستغرب أن تثور الجمعيات والمنظمات اليهودية للهجوم على غريتا وزوجها ،المرشح ليكون ضحية جديدة من ضحايا التدخلات الصهيونية في الحياة الخاصة والعامة للشخصيات العالمية. فالسيدة غريتا وضعت إصبعها على الجرح وحددت بوضوح طبيعة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته.

وهي لم تهن ذاكرة ضحايا النازيين كما قال الحاخام اليهودي مارفين هير، مؤسس مركز" فيزنتال"، لكنها ذكرت العالم واليهود بأن الشعب الفلسطيني يعيش في هولوكوست جديد وأن للنازية أشباها وأشباحا بهيئة بشر، لا يزالون يسيطرون على أراضي الغير بالقوة ويمارسون السياسات المغايرة وغير الأخلاقية أو الإنسانية في تلك الأراضي. هي أحيت ذكرى وماضي وحاضر ضحايا البشاعة الإسرائيلية في فلسطين، ومستقبل تلك البلاد وسكانها الأصليين.

والسيدة غريتا عندما تضع النقاط على الحروف وتؤشر بإبهامها نحو المسئول عن الجريمة اليومية التي تحدث في الأراضي الفلسطينية، لا تعادي اليهود ولا تجاري الفلسطينيين، بل تقول الحقيقة وتطالب بإنقاذ الضمير العالمي من رجس الأحتلالات والسياسات العنصرية والقمعية، وتطالب بعدم التأقلم والانسجام والاعتياد على سياسة هدم البيوت التي تتبعها السلطات الإسرائيلية، والتي أصبحت أمرا عاديا، وهو بحسب قولها ما لم يصل إليه النازيون إثناء احتلال بلدها هولندا.

 

*نشرت كاملة يوم 12/1/2003  في موقع المشهد الإسرائيلي



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر
- السلطة الفلسطينية تحت المجهر
- لقطات من يوميات العنصرية الصهيونية
- إسرائيل تحت المجهر في أوروبا
- هشام البستاني وردة في بستان الحرية
- القاتل ينتحل شكل الضحية
- عن الانتخابات الاسرائيلية تجربة تعكس تقريبا حقيقة الواقع
- النرويج خطوة إلى الوراء


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي