|
الفنان علي الشريف والأمام الحسين
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 17:34
المحور:
سيرة ذاتية
الذي نعرفه عن الفنان المصري علي الشريف اجادته لأدوار القوة والشر وصوته الخشن الممييز ،غير اننا لانعرف عنه امور كثيرة أخرى ، وماكان لنا ان نعرف عنه ذلك لولا وفاته العجيبة التي نقلت تفاصيلها الدقيقة وسائل الأعلام عن عائلته ، وهي تحمل نوع من الأيمان العميق والغرابة . ولد الفنان عام 1934م ، وتخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1965م ،وقد فرض اطلالته المميزة في السينما المصرية وأبدع في أول عمل احترافي له رغم انه لم يدخل معاهد التمثيل بعد ! وقد مثل بعد ذلك في عشرات الأفلام والمسلسلات المصرية . زواجه : السيدة خضرة محمد إمام زوجة الراحل تحدثت في البداية عن قصة زواجهما فقالت : تعرفت على الراحل علي الشريف حين كنا جيران في نفس المنطقة وكنا تقريبا على صلة قرابة مما جعل هناك ودا ً ومعرفه ثم بدء يذاكر لي في الثانوية العامة لأنه كان يكبرني بكثير فقد تزوجنا وكان عمري 18 عاما وهو في سن 36 أي ضعف عمري .
لقد رأيته إنسانا ً طيبا ً ذو خلق محترم فوافقت رغم رفض أسرتي في البداية خوفا من ميوله السياسية التي كانت سببا في اعتقاله ست سنوات قبل زواجنا لكني صممت على الموافقة بشروط من أهلي وهي أن يكون موظفا ً فلم يهتموا بكونه ممثلا ً وبالفعل توظف في أحد البنوك لأنه كان خريج تجارة بعد أن كان طالبا في الهندسة وسبب تحوله هو الرغبة في التفرغ للعمل السياسي الذي تسبب في اعتقاله بتهمه قلب نظام الحكم . بعد خروجه من السجن تزوجنا وقد أنجبنا 3 أولاد و 3 بنات هم كل من (حسين ، زينب ، حسن ، علي زين العابدين ، فاطمة الزهراء ، اسماء (.
ورغم ادوار الشر إلا أنه كان زوجا هادئ الطبع ،طيب القلب ،يحب بيته وعائلته وقالت: بمجرد أن ينتهي من عمله يعود لبيته و كان حنونا على اولاده، وكانوا يسمعون كلامه ويحبونه كثيرا ًوهم حسن فؤاد علي الشريف ممثل والوحيد اللي طلع لأبوه في الشكل والطباع والفن .
أما الثاني فهو حسين الشريف مهندس يعيش بأمريكا وزينب الشريف بكالوريوس تجارة وعلي زين العابدين علي الشريف بكالوريوس تربية رياضية وبطل مصر في الجودو وسماه بهذا الاسم أسوة بسيدنا علي لأن علي الشريف كان من الأشراف وهو من نسل الإمام الحسين، ثم فاطمة الزهراء مهندسة وأسماء مهندسة أيضا .
أما عن صداقاته مع الفنانين فقالت كان الأقرب إليه علي بدرخان وسعاد حسنى وعادل إمام وسعيد صالح وعزت العلايلي وأبوبكر عزت اعتقاله : الرجل سجن 6 سنوات في زمن الرئيس جمال عبدالناصر بسبب مواقفة السياسية المناهظة لنظام الحكم انذاك واتهامة بمحاولة قلب نظام الحكم، كل هذا قبل دخولة عالم الفن، وقد زامل في المعتقل عدد من المفكرين والأدباء المصريين الكبار. وقد ظل يمارس السياسة حتى بعد الزواج مشيرة إلى أنه كان مهموما دائما بمشاكل الشعب وبفكرة الوحدة العربية وكان هذا سببا في منعه من ممارسه حقوقه السياسية من قبل السلطة فلم يستطع أن ينتخب أو أن ينتمي لأحزاب وظل هذا في عصر جمال والسادات. اول عمل كان مصادفة : السيدة خضرة تروي الفترة التي قضاها علي الشريف في المعتقل فتقول : قضى ست سنوات لم يكن ممثلا بعد وأثناء وجوده بالمعتقل لم تكن هناك وسائل ترفيه فبدء المعتقلون بعمل مسرحيات يسلون أنفسهم بها وقد تزامن وجود عدد من المفكرين والأدباء المصريين الكبار في المعتقل ، وبالفعل قاموا بعمل مسرحية لصلاح عبد الصبور مثل فيها علي احد الأدوار ، وكان هناك معهم بالمعتقل فنان الكاريكاتير والسيناريست حسن فؤاد ورأى علي وهو يمثل ،بعدها كتب حسن فؤاد سيناريو فيلم الأرض وبعد خروجهم من المعتقل وفيما كان في زيارة لأحد الأشخاص وتصادف وجود يوسف شاهين الذي ما ان راه حتى صرخ : اهلا يا دياب (اسم إحدى شخصيات فيلم الأرض) ، وأخذه ليعمل في الفيلم دون أن يعرف عن فن التمثيل شيئا، وما ان انتهى من اللقطة الأولى حتى سأله زملاءه عن سنة تخرجه من معهد التمثيل واستغربوا حين علموا أنها المرة الأولى التي يمثل فيها كمحترف، وبذلك كان فيلم الأرض أول أفلام علي وسر شهرته بعد ذلك ،حيث نال جوائز كثيرة عنه وكان عمره وقتها 34 عاما ثم توالت الأعمال عليه بعد ذلك حتى عمل مع جميع المخرجين الكبار. نسبه : وكان متديناً جداً. وقد نقل ان نسبه يرجع إلى السادة الأشراف،وبالضبط يرجع الى الأمام الحسين بن علي ، ولقب السادة الأشراف يطلق في مصر ومنذ تولي الفاطميون في مصر والى اليوم ، على ذرية الأمامين الحسن والحسين قال الحافظ ابن حجر في كتاب ( نزهة الألباب في معرفة الألقاب ) لقب بالشريف كل علوي بمصر ،لأن الفاطميين الذين حكموا مصر كانوا من ولد علي من فاطمة . وفاته : نقلت وفاته الغريبة أغلب الصحف ووسائل الأعلام ،وتنقل زوجته لحظاتها ،تقول : كان يستعد لافتتاح مسرحية علشان خاطر عيونك ،وكان آخر يوم للبروفات والذي هو يوم عرضها ،وبعد ان أنهي البروفة عاد للبيت ومعه كتاب استشهاد الإمام الحسين (علية السلام ) وجلس يقرأ فيه حتى الفجر ثم صلى وقال لي إنه متعب بسبب القولون لأنه انفعل من الكتاب ومع أحداث مقتل الحسين وبعدها بدء يزداد تعبة وعرق كثيراً فقلت له لنذهب إلى الطبيب ونحن نستعد لذلك قال لن نذهب وخلي الأولاد لا يذهبون إلى المدرسة، ولا انت تروحي إلى الشغل لأني هموت بعد شوية ، ثم تقول : أستغربت جدا وكرر هو نفس الكلام ثم أوصاني على الأولاد وطلب مني الّا أصرخ وقت وفاته وأعلمني بكل شيء ماله وما عليه ثم قام وردد الشهادتين وقال بعدها : يا حسين مدد جايلكم يا أهل البيت ،ثم رقد على السرير، وسندت رأسه وأحسيت بثقلها فقال لي : خلاص أنا في البرزخ ،ثم توفي رحمة الله عليه، وسط ذهولي ولكن طريقة موتة أذهبت عني نصف حزني .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل فشلت التظاهرات في العراق
-
روسيا تخل بالموازنات الأمريكية
-
انتهاك أجواء تركيا وانتهاك حرمة العراق
-
القتل الأمريكي الغربي حلال و الروسي حرام
-
استئناف حركة التاريخ من جديد
-
تأخر حسم معركة الفلوجة خطأ أستراتيجي
-
من يلغي من العبادي أم البرلمان ؟
-
احتلال الأقصى والتحالف العربي
-
هل يراجع العرب انفسهم ؟
-
امريكا بعد 11 سبتمبر(2)
-
امريكا بعد 11 سبتمبر(1)
-
الفاسدون يقيلون الشرفاء :
-
هل فعلا لديكم هذه الأنسانية
-
عقدة التاريخ وتدمير الأثار
-
العرب تسببوا بمأساة الشعب الليبي
-
الأصلاح من الرأس لا من الذيل
-
الترميم أفضل أم البناء
-
بيك أخطيتك
-
مستقبل التظاهرات في العراق
-
الهجرة من جنة عدن
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|