أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 12:33
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
استمعت يوم السبت الماضي الموافق 22/10/2005 بتأثر لبيان الأستاذ سعد الحريري في تليفزيون المستقبل الذي نقلته إذاعة الشرق مشكورة. ومما جاء في هذا البيان الهام مناشدته العالم العربي والعالم الغربي بعدم المساومة مع النظام السوري على حساب الشهيد رفيق الحريري وغيره من شهداء لبنان الذين امتدت لهم يد غدر النظام السوري . ذكرتني هذه الفقرة من بيان الأستاذ سعد الحريري بما أعلنته الصحافة في الأيام الأخيرة من أن أحمد أبوالغيط وزير خارجية مصر يتوسط لدى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لمصالحتهما مع النظام السوري على حساب دم شهداء لبنان وفي مقدمتهم الشهيد رفيق الحريري.
أقول لك يا سيادة الوزير بصفتي مواطن مصري مهاجر في فرنسا ويعمل في مطعم بيتزا أمام فرن درجة حرارته 350 درجة ، أتمني أن ينقذني منه د. محمد عبد المطلب الهوني الذي وعدني بدفع 600 يورو كل شهر لكي أستطيع مواصلة إتقان اللغة الفرنسية في السربون عسى أن أكون جاهزاً العام القادم للتسجيل في الدكتوراه، أقول لك يا وزيري رجاءً لا تورط مصر العزيزة والعظيمة في مثل هذه الصفقة الإجرامية. اعتقد – والله أعلم – أن ضمير كل مصري لم يلوثه التأسلم هو ضد نظام دمشق الذي حول سوريا إلى سجن كبير وإلى مقبرة يقتل من يشاء ويعذب من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وهو فيها على شر قدير. جرائمه الوحشية لم تقتصر على سوريا بل امتدت أيضاً إلى وطن الأرز، إلى وطن فيروز وجبران وعبد الله العلائلي ورفيق الحريري وجميع الشهداء الأبرار الذين سفكت المخابرات السوية دمائهم، لا يرضي بأن تدخل مصر سمساراً بين فرنسا وأمريكا لمصالحتهما مع النظام السوري الذي تقيأه شعبه وباتت أيامه معدودة خاصة بعد تقرير ميليس الذي أكد فيه على تورط النظام السوري من قمته إلى قاعدته المخابراتيه في اغتيال الشهيد الحريري . مصلحة مصر الحيوية هي أن يعم السلام القائم بينها وبين إسرائيل جميع الدول العربية . وأنت المستامن على مصلحة مصر الخارجية تعرف أن السلام لن ينعقد مع النظام السوري القائم المعزول سورياً وعربياً وإقليمياً وعالمياً. لكن إذا سقط هذا النظام لحساب الدكتور رفعت الأسد فإن أمريكا وأوربا سترغم إسرائيل على عقد سلام مشرف معه بإعادة الجولان إليه لإعطائه مكسباً يبرر به حكمه أمام الشعب السوري ، كما أنه سيتعهد لأوربا وأمريكا بإقامة التعددية الحزبية بما في ذلك حزب الإخوان المسلمين. وهذا سيكون انتصاراً كبيراً لمصر التي كانت رائدة السلام العربي الإسرائيلي وأول من شن عليها الهجوم من الجامعة العربية هم سوريا البعثيه والعراق البعثيه والسعودية الوهابية.
يا سيادة الوزير رفقاً بمصر التي أذلها إرهاب المتأسلمين وتريد أنت أن تزيد الطين بلة بالتوسط لإنقاذ نظام إرهابي بشع. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟