أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - جار الله عمر














المزيد.....

جار الله عمر


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 367 - 2003 / 1 / 13 - 02:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
كانت الحركات والتيارات القومية العربية من أبرز الحركات والتيارات السياسية العربية التي ظلت ومازالت تعاني من آلام مخاض محاولة التحرر من العقلية الشمولية أو في أحسن الأحوال محاولة الانعتاق من بقايا رواسبها في ظل رفعها شعارات التعددية السياسية والحزبية والنظام الدستوري واحترام الرأي والرأي الآخر وصيانة الحريات العامة وحقوق الانسان وتأكيد مبدأ المواطنة وفصل السلطات... الخ.

واذا كانت أزمة الأحزاب الشيوعية تتمثل في عدم قدرتها على الانتقال من تشخيص الأمراض التي تعاني منها الى العلاج الناجع فان الأحزاب القومية وحركات الإسلام السياسي مازالت غير قادرة حتى على الاعتراف بوجود أزمة أصلا تعاني منها بل مازالت أسيرة إما عبادة نماذجها الشمولية المتبقية، وإما عبادة بعض نماذجها الشمولية التي تهاوت برحيل زعامتها الكارزماتية بصرف النظر عما قدمته من أدوار ومكتسبات تاريخية إبان حكمها. ولعل نظرة مقارنة سريعة بين مواقف وممارسات معظم رموز وقيادات التيارات والحركات القومية وبين ما ترفعه من شعارات تنادي بالتعددية وحقوق الانسان واحترام الرأي والرأي الآخر لكفيلة بأن ترينا البون الشاسع بين الأقوال والأفعال. بيد أن ثمة قلة من هذه الكوادر والقيادات استطاعت منذ وقت مبكر أن تتخلص من أسر العقلية الشمولية وان تجدد وتصوغ وعيها وثقافتها القومية والدينية على نحو خلاّق بمضامين ديمقراطية وانسانية رحبة بل حتى اشتراكية في ذات الوقت.

من هؤلاء الرموز القلة على سبيل المثال لا الحصر القائد السياسي والمفكر الفلسطيني عزمي بشارة الذي سبق أن تناولنا بالعرض والتحليل جانبا من اسهاماته النظرية والسياسية التجديدية وكذلك السياسي والنائب الكويتي السابق أحمد الخطيب أحد رمور حركة القوميين العرب البارزين في منطقة الخليج العربي. ويعد القائد السياسي اليمني الشهيد جارالله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني الذي راح مؤخرا ضحية لرصاصات غادرة انتجتها وأطلقتها ثقافة العنف الاستئصالية نموذجاً فذاً من النماذج القليلة التي تمكنت من اعادة صياغة وعيها القومي بأبعاده ومضامينه الديمقراطية والاشتراكية والدينية على نحو خلاّق توفيقي دون تصادم أو تناقض فيما بين عناصر هذه التوليفة وذلك منذ وقت مبكر من تحول القوميين العرب الى الفكر الاشتراكي العلمي، وهنا بالضبط مكمن الخسارة الكبيرة التي مني بها الشعب اليمني في وفاته مثلما مني به حزبه والمعارضة والحركة السياسية اليمنية، اذ فقدت هذه الحركة فيه قائدا سياسيا محنكا ورجلا مفكرا وسياسيا اجتمعت فيه كل العناصر والمقومات المطلوب صهرها في مشروع التجديد القومي بأبعاده الديمقراطية والاشتراكية والدينية التي بدونها مجتمعة مؤتلفة في صياغة عصرية لا قيام لأي مشروع قومي عربي جديد.

لقد كان حزبه "الحزب الاشتراكي" من أكثر التجارب الناجحة التي جاءت حصيلة هذا الانصهار القومي - الاشتراكي حتى اتخذ توجهه المعروف على نحو بديع خلاّق في تبني الفكر الاشتراكي العلمي رغم ما مر به من منعطفات تاريخية خطيرة من الأخطاء والصراعات الداخلية، استطاع أن يتخطاها ويجدد من مسيرته بنجاح. من المفارقات الساخرة ان جارالله عمر الذي كان أبرز المساهمين لرص صفوف المعارضة على اختلاف تياراتها وأطيافها وبضمنها تلك التي ربت كوادرها على تكفير ومقت حزبه واستئصاله، ان الكلمة التي القاها قبل استشهاده تحض على نبذ ثقافة العنف التي راح ضحية رصاصاتها الطائشة هو الذي لم يجعل حسابات الماضي عقبة في طريق اللقاء مع غريمه "التجمع الوطني للإصلاح" وبذل كل ما في وسعه لرص صفوف كل قوى المعارضة بعيدا عن سياسة المحاور الانقسامية داخلها وذلك لتتفرغ قوية متحدة لمواجهة استبداد وفساد السلطة، جنبا إلى جنب مع المحافظة على الخط السياسي والأيديولوجي المستقل لحزبه حيث كان من أبرز الرافضين لدمجه مع حزب المؤتمر العام عام 1992، فالعمل الجبهوي عنده لا يتعارض مع حفاظ الحزب على هويته السياسية المميزة. ولئن يكن ثمة عزاء لرحيله الفاجع، ففي تلك الحشود الجماهيرية من مئات الألوف من أبناء شعبه في تشييعه التي هتفت "لا إله إلا الله، جارالله حبيب الله". وهذا أكبر رد على مكفريه فضلا عن احباط مخطط المتربصين لشق تقارب كل قوى المعارضة.


 
 



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري
- المشاركة والمقاطعة
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة
- عيد العمال
- ندوة طهران
- تاريخ الحركة النقابية في البحرين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - جار الله عمر