أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ملك مصطفى - مناقشة في الوعي والثقافة - مفاهيم التقارب والإختلاف















المزيد.....

مناقشة في الوعي والثقافة - مفاهيم التقارب والإختلاف


ملك مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 16:34
المحور: المجتمع المدني
    


في مناسبات عديدة،سابقة وتالية،من رحلة التفكير الإنساني، كثيراً ما تحدثنا عن الثقافة بوصفها العنصر البارز للإشارة إلى أمة من الأمم ،حتى أصبح إطلاق صفة ثقافية بعينها إشارة تامة و تعريف مطلق لبلد ما. بل إن الكثير من الأحيان يصبح الوعي بها أهم من طرق إيصالها. فالوعي بها وبتكوينها ومدى الإهتمام بها والترويج لها، عنصر ديمومة ومحافظة ينطبق مثله على المثقف نفسه كما هو على الإنسان العادي. لأن التحيز لثقافة أمة سيكون من نصيب الجميع، حتى تصبح تلك "الكليانية" المغذية رافداً مدهشاً لتطوير الثقة بالشخصية وإندفاعها الخلاق وهو ما سيكون له صلة بمرادفاتها الأخرى.
لا أعرف لماذا كلما يجري الحديث عن ثقافة الأمم، لايخطر في بالي ساعتها سوى تلك المفردة العجيبة،بحروفها الثلاثة، والتي تشغل جزءاً يسيراً من ذهنية المثقف، بل وتكون في مرتبة متقدمة من جل تكوينه الذهني،أعني بها: الوعي؟
نحن نعلم علم اليقين بأن الوعي بالذات هو الخطوة الأولى نحو الوعي بالمحيط، ومن ثم الوعي بالتكوين الثقافي للأمة، وعليه فلا أرى أي خطأ أو تجزيء في العملية، عندما تترادف الأطراف الثلاثة، وأرى كذلك بأن المسألة رغم مرحليتها المقطعية التي تبتدئ بجزء وتنتهي بالكل، إلا أنها في معظم الأحيان تنشأ بذرتها في وقت أحسبه واحداً متطابقاً بأجزائه، هذا إذا كانت الإشارة إلى الشيء طريق أصوب للتقرب من كليانية المسألة برمتها.
فالوعي بعملية التكوين لخلية الفرد الصغيرة، سيصبح مرحلة هامة ولا غنى عنها في التشديد على أهمية الوعي بثقافة المجموع،أي ثقافة الأرض ، والأرض هنا ستصبح مفردة أكثر إتساعاً عندما نعني بها المسألة الإنسانية والثقافية للشعوب وحضاراتها بأجمعها، وهنا كذلك لانرى أي حاجز مفرق للمسألة، تلك التي تمضي بالكل الأصغر(أي حضارة مجتمع ما) نحو الكل الأجمع(أي حضارات الأرض قاطبة)، وقبلها في جزء أصغر ينتمي لثقافة الفرد نفسه. كما إن الأهتمام بصيغ تعميم الوعي بثقافات الشعوب هي ما يكون من أجوبة منطقية للإهتمام الأول المنطبق على بقعة ومجتمع وفرد بعينه.
أقمت هذه المقدمة البسيطة، والتي تكاد تكون مسلمة من المسلمات،للتعريج نحو مسألة أراها غاية في الأهمية،ألا هي مسألة إدامة الوعي بالثقافة وأهميتها، وهل إن الحديث عنها والتذكير بها كافياً لشحذ ذهنيتنا في كل لحظة؟. نعم نرى ذلك مهماً، ولكن الحث أو الشحذ والتذكير ،أو حتى الإقرار به في أكثر الأحيان قد يساعد على الإستكانة والتماهل أو التغييب في أكثر درجاته غلواً. لأن العملية ليست تحريرية صرف، بقدر ما هي عملية ديناميكية متحررة من شروط الضغط والتحجيم أو التقنين بصيغة من الصيغ. فالشحذ والمراجعة ضروريتان، ولكن أن يتما مصاحِبة لموفور طبيعي وعملي من البحث والتنشيط والمثابرة في إستخدام صيغ ومعادلات متجددة يومياً للوصول للإعتناء بالثقافة والتأكيد على الوعي بها.
فمن خلال مشاهدة ومعاينة للمشهد الثقافي العربي عموماً، نجده يفتقر في أفضل حالاته، إلى ما أسميناه " المثابرة" على الحث، أي ليس على الحث وحسب!. فالمشهد الثقافي العربي، يكاد يصبح عاجزاً في مهام كثيرة، لأن قاعدته هشة، ومستكينة، أو راضخة لإعتبارات ثابتة، بينما العملية الثقافية لا تتميز بثبوتها أو تقوقعها في حيز أو بقعة واحدة. وقد يصر أحدنا على أن هذا نابع من الظرف الإجتماسياسي لمنطقتنا،وهو كذلك،إذ تشرف على نطاق واسع لايمكن تجاهله أو نسيانه ولكنه ليس الحالة كاملة مكتملة. فالخروج من الحيز، يتطلب جذراً آخر ومتانة أخرى للحيلولة دون الوقوع في شرك "التأطر" ، والخروج إلى مجالات أخرى أكثر ديمومة ،وهو ما يكمن في ( نقطة الوعي بهذه النقطة بحد ذاتها)، ناهيك عن الإخلاص التام لها . وعليه فإن مجرد التفكير بهذه النقطة سيحيلك إلى تفكيرات أخرى منطلقة منها، وهذه تنطلق إلى فضاءات أكثر رحابة في الإستيعاب التام لمفردة الوعي، والعمل عليها ، بضرورة أجدها أغلب الأحيان أكثر أهمية من تلقين الثقافة أو التثقيف المتبعة في منطقتنا.
ويخطر على بالي هنا، مسألة جانبية أخرى تصب في المنحى ذاته، أعني بها مظاهر التجديد في مفهوم الوعي بالثقافة. فمن خلال الإقامة في أوربا(نقطة الإتصال الأولى والأساسية بالغرب) وهو ما يدركه أغلب المتواجدين في بلدان غربية، سنصل إلى أكثر من مفهوم لمعنى التجديدية في (الوعي بالثقافة). فالملاحظ إن الغرب يعني عناء كبيراً بإيجاد سبل أكثر وأكبر لتطوير خطط الوصول إلى شحذ ظاهر العملية، حتى يصبح داخلها أكثر رحابة لمقاربات تكوينية منفتحة بشكل أكبر. ولا يخطر ببال أحدنا بأن أغلب هذه السبل لها علاقة بالمقدرة الغربية الكبيرة وحسب، وهو مما لاشك فيه، ولكن في الواقع يكمن كذلك في وجود تقليد متبع ،هذا إلى جانب عدم وجود تقليد متبع؟! ولا أقول هذا كلغز، بل كحقيقة،وإن بدت في ظاهرها محيرة أو مبهرة.
فالواقع قد أثبت إن التقليد وعراقته متبع في الهيكلية الثابتة لصرح الثقافة بشكله الرئيسي، كما يضم مساحة مفتوحة لتقاليد أخرى وأخرى، وهو ما أرى بأن اغلبنا له فكرة معاكسة عنه. فالحديث عن وجود تقليد متبع يكون في العملية الإشرافية لمفهوم الثقافة، ولكن تحريك شيوع الثقافة والغرف منها والإستزادة ومن ثم الزيادة عليها وبعثها مجدداً بصيغ و مظاهر ومفردات أكثر يعود إلى جهة اللاتحديد الأخرى. أقصد بذلك( مساحتها القابلة لأكثر من تقليد ومنبع).
ولأضرب مثلاً بسيطاً في هذه النقطة، ما جعل الغرب ينتبهون له ويدافعون عنه، وهي مسألة التعددية الثقافية ومفهومها المقبول والذي جعل الأعتناء والإهتمام يطال كل جذر ثقافي له مفعول في فهم حضارة المنطقة ومكوناتها المختلطة. وفي إسبانيا بعد أن كانت رافضة لفترة طويلة الهيئة الأندلسية الإسلامية في شبه الجزيرة، أصبحت من أشدها حرصاً عليها، إلى جانب حرصها حتى على إظهار تأثيراتها وتأثيرات تكوينات حضارية وعِرقية أخرى لها نصيب في العملية.فبعد أن كانت العملية تغلفها إنطباعات عدوانية وتحريضية، إندرجت في بوتقة الوعي الثقافي الجمعي للكائن الإسباني.وأنا عندما أذكر ذلك لاأقصد بأن العملية أصبحت مقبولة، بل العكس فما تزال في أغلب حالاتها مستهجنة ومرفوضة، ولكن الشروع فيها والحث عليها في نفس الوقت سيتمخض عنه إستيعاب لتكوين وعي الفرد الإسباني، وقد تبتعد عن النظرة الرسمية والأكاديمية الإسبانية حول هذه المسألة والتي فسرها بعبقرية وفرادة تامة كل من أميركو كاسترو و خوان غويتسولو في أكثر من مناسبة وأكثر من كتاب.
وبعودة إلى النقطة ذاتها فنرى إن ما ينقص إتمام الوعي في منطقتنا أن يتم إضافة إلى التسجيل للوقائع والتأكيد عليها، عملية خض كبيرة لجذر المفاهيم الراكدة. فما نراه في الغرب والدول المتقدمة، هو أنها تشرف على جانبي العملية ولا تقف أزاء واحدة منها بأهمية على حساب الأخرى، فالتقليد مهم مثلما هو ديمومة العملية وتطويرها بما يستوعب التقليد والإتيان بما يرقيه ويوسعه.إن الإهتمام بالهيكلية كمرحلة أولى ستتبعها لائحة طويلة من الحروف التي نضع النقاط عليها وحسب مثل:تطوير عمليات الخلق الثقافي الإبداعي،و التفكير بالتطور الهائل في المجالات العلمية والتكنولوجية والفكرية،والإهتمام بالفنون المستقبلية مقارباً للإهتمام بالإرث الثقافي المكتوب والشفوي،هذا إذا ما رأينا عملية الغسل الرئيسية المتمثلة بإحياء العديد من التقاليد التي أصبحت مندثرة في منطقتنا، كما إن التركيز في مطالعة أمهات الكتب التراثية سنرى فيها ذلك البون الشاسع بين ما كان مستوعباً ومنفتحاً من طرز التكوين الثقافي، ولتوصلنا إلى ما يمكن له البدء بركيزة قوية، وهنا لا نفصل ما بين التراثية الحضارية الخاصة، والتراثية العالمية العامة، بل نرى إنهما متقاربتان ومتممتان لبعضهما البعض.
هذا القرن سيجعلنا في تفكير مستوعب آخر، هل أنجزنا جزئنا الأكبر من الوعي بمكوننا الثقافي، وماذا علينا أن نوضحه في خضم نزاع الوعي الكبير. نضع (نقطة) هنا لما يمكن أن أن يأتي به، الوعي بمطواعية الوعي، خطوة للإنطلاق،فالوعي يخلق ويستوعب ولم يكن في لحظة ما خطوة للتوقف.



#ملك_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُتاب دخلوا عالم الأدب من بوابة السياسة
- تفردت فريدة كاهلو بحبها وشيوعيتها
- ملك هافانا وواقعية كوبية قذرة
- مغامرات الفارس الدون كيخوتة
- خوان غويتسولو مثال التلاقح الفكري والثقافي بين الشعوب
- التقارب ما بين الشعري والصوري
- واقعية الهوية السحرية في زمن العولمة


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ملك مصطفى - مناقشة في الوعي والثقافة - مفاهيم التقارب والإختلاف