جريمة تهدد حياة الكثيرين

بشرى العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 00:36
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

من ابشع الجرائم التي ترتكب بحق الناس والتي يذهب ضحيتها الكثير هي جريمة السحر, ففي الآونة الاخيرة زاد اعداد السحارين والمشعوذين وكثر اقبال الناس عليهم ومن كل المستويات في المجتمع, اذ ان السحر عبارة عن اعمال يقوم بها الساحر وكلا حسب طريقته لتنفيذ طلبات الناس ويغير احوالهم وان هذه الاعمال قد تضرهم ويصل بالبعض الى خسارة حياته ويهدد مستقبل البعض الاخر ويخرب كل العلاقات الاجتماعية ويسبب مشاكل كبيرة لا يمكن لاحد ان يوقفها او يسيطر عليها.
يلجا الناس الى السحر لعدة اسباب منها ضعف الوازع الديني وابتعادهم عن القران فقد ذكر الله سبحانه السحر في كتابه الكريم وبين كيف يفرق بين المرء وزوجه في الآية 102 من سورة البقرة حيث قال سبحانه {{ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه }} ، وتعليمه كفر كما توضح نفس الآية من نفس السورة ، {{ وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}} وقد اوصانا سبحانه بعدم الاعتماد على غيره وان لا نجعل له شركاء حيث قال في الآية : 22 من سورة البقرة :{{ فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون }}.
ومن اسباب لجوء اكثر الناس الى المشعوذين هو الابتعاد عن قراءة سنة رسول الله او يتناسى البعض ما ذكره النبي محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام حيث نهى عن إتيان الكهان والعرافين ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (( من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد )) ، وقد روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، (( من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لا تقبل صلاته أربعين يوما )).
ومن الاسباب الاخرى منها اسباب نفسية فقد يصاب الشخص بهاجس يظن انه مسحور او مصاب بالعين او قد يكون مصاب بمرض وياس من مراجعة الاطباء ولم يشفى فيعتقد ان علاجه على يد السحارين ومن الاسباب ايضا الانتقام من العدو او لجذب الحبيب ومحبة الناس او بسبب تأخر الزواج عند الفتيات وغيرها من الاسباب .
ان الظروف التي مر بها الناس قد تدفعه الى مراجعة المشعوذين والاخير يستغل تلك الظروف ويستخدم عدة طرق واساليب لإنجاح عمله فمنهم من يستخدم عظام الميت ونحن نسمع كثيرا ان هناك نساء يذهبن الى المقابر ليلا لنبش قبر الميت واخذ عظامه وكل ما يحتجنها في اكمال اعمالهن المشعوذة وهناك البعض من السحارين يقلبون الآيات القرآنية بالعكس وهذا اكبر حرام لكنهم لا يهتمون لعقاب الله سبحانه واخرين يستخدمون أجنحة الدجاجة السوداء، والبيضة صفراء اللون واستحضار قوى غير مرئية لتساعد في حدوث تغييرات يتمناها شخص ما وان المساعد الرئيسي لهؤلاء السحرة هم بعض الجن حيث يساعدون السحرة على نجاح اعمالهم وتتم عملية الشعوذة عادة في طقوس خاصة.
ان السحر يسلب ارادة الانسان وقد يفقده عقلة فبعض الناس يلجأون الى السحرة لعمل سحر يؤذي شخصا ويحطم حياته من اجل الانتقام منه فكم من مسحور تحطمت حياته وفقد عقله وكم من شخص توفى بسبب السحر وهناك من عاش معلولا يتمنى الموت وكم من فتاة ضحك عليها الدجالين وغير ذلك من الحالات التي تشيب الراس لسماعها كله بسبب السحر و المشعوذين الذين يستحقون اشد العقاب لكن للأسف ان تستر الناس عليهم شجعهم على الاستمرار بشعوذتهم وايذاء الاخرين مقابل المال بالرغم من انه ليس هناك قانون صريح يعاقب السحرة والمشعوذين فقد هناك مواد اعتبرت السحر والشعوذة من جرائم النصب والاحتيال ويعاقب الساحر والمشعوذ حسب المادة ( 456 ) من قانون العقوبات العراقي المعدل لسنة 1969 بالحبس لذا نحتاج الى قانون يحد من هذه الظاهرة المخيفة والخطيرة التي هي في تزايد كبير في ظل غياب الوعي وعدم تطبيق القانون فعلى الناس ابلاغ الجهات المختصة عن مكان النصابين والمحتالين الذين يلعبون بالعقول من اجل كسب المال وعلى الجميع التمسك بالدين والابتعاد عن ما حرمه الله ومن كان به سحر عليه التخلص منه بأسرع وقت لان كلما طالت المدة زادت الخطورة عليه وان يستعين بالرقية الشرعية التي تكون بالقرآن و الأدعية حيث يقول الله تعالى في الآية : 82 من سورة الإسراء ، {{ و ننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا }} . وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عليكم بالشفاءين العسل و القرآن )) ومراجعة الاشخاص الذين يستخدمون الرقية الشرعية ولا ينصبون على الناس فهناك فعلا اناس مختصين بعلاج السحر ...لعنة الله على كل السحرة والمشعوذين الذين يؤذون الناس بسحرهم وابعدنا الله واياكم عن شرهم .

#بشرى_العزاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات