جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 12:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مسامير جاسم المطير 1030
ربما يستغرب القارئ الكريم وهو يرى عنوان المقالة الغريبة إذ جمعت فيها بين نقيضين ، الدين والديمقراطية ، بمصطلح واحد فجاءت الكلمة ( الدينوقراطية ) . والحقيقة أن هذه الكلمة هي شكل من أشكال الصراع المرير بين ( بعض ) الديمقراطيين و ( بعض ) المتدينين .. أنا هنا اعني كلمة ( بعض ) أي القليل القليل ..
ما جرى في بلادنا ، من أعمال ومن أقوال ومن أحداث ، منذ التاسع من ابريل / نيسان 200 وحتى هذه الساعة كانت محصلتها أن بعض المتدينين من أعضاء الأحزاب والكتل الدينية يقولون أو يدّعون أنهم ديمقراطيون ..!
كما نجد ونسمع ونرى بعض الديمقراطيين يقولون أو يدّعون أنهم متدينون ..!
من هنا جاءتني فكرة مصطلح ( الدينوقراطية ) وهي محاولة في علم الازدواج اللغوي الذي يسمونه ( دياجلوسيا ) التي هي في جوهرها الضياع بين دمج العامية بالفصحى ، أو هي دمج كلمتين أو مفهومين بمصطلح واحد .
مثلا كلمة ( حزب ) هي في العصر الحديث متعلقة بالديمقراطية .
بينما لفظ الجلالة ( الله ) ارتبط منذ القديم بالدين .
وكلمة ( ثأر) تتعلق بالثقافة القبلية .
و( الله ) هو كل قيمة عظيمة في الوجود الإنساني .
وقد انطلق بعض الديمقراطيين المتدينين من نظرية ( الدياجلوسيا ) في تأسيس حزب اسمه ( حزب الله ) كما أسس آخرون حزبا آخر باسم ( ثأر الله ) ..! ولا أدري ولا أحد غيري يدري هل حصل هؤلاء على أذن خاص من ( الله ) سبحانه وتعالى لاستخدام اسمه في الحياة السياسية التي هي نوع من الحياة لا تخلو من استخدام الكذب والشر والزيف وربما السكاكين والكلاشنكوف أيضا ، كما تبين من البيان الذي صدر اليوم من محافظة البصرة عما فعله حزب ( ثار الله ) في البصرة من جرائم وفضائح متسترة خداعا وكذا وتمويها وراء لفظ الجلالة ووراء الدين الذي وضعوا ، هم وغيرهم ، غلايات كبيرة على النار ليحرقوا بها وجه الديمقراطية الحقيقية ووجوه الديمقراطيين العراقيين .
نعم حصل تطور مهم خلال العامين الماضيين تطور ايجابي في ميدان الديمقراطية .
كما حدثت نقلة نوعية في واقع الدين وقيمه .
غير أن البعض وجد في طبعه إغواء وإغراء لجمع الجوهرين معا ، جوهر الدين وجوهر الديمقراطية ، لكن هذا البعض لم يتقن ــ لا من قبل ولا من بعد ــ لا حروف هجاء الديمقراطية ولا ألفباء الدين ، فوقع شاء أم أبى في متاهة الدياجلوسيا التي أنا غير معجب بها وأنني اعتبرها مرضا غير معروفة آثاره المدمرة للرقبة والآذان والعيون والقلوب ..!
أيها البعض : فكوا ارتباط حبال عربة ( الدينوقراطية ) حتى نخلص شعبنا من الاضطراب ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 25 – 10 - 2005
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟