هبه المفتي
الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 17:38
المحور:
حقوق الانسان
تضم هيئة المصنفات البشرية الحديثة -وهي هيئة تشكلت قديماً منذ أول استعباد لأول حر- مجموعة جديدة من التصنيفات، وتندرج تحت هذه القائمة أسماء وعناوين ومواصفات، أما الأسم اليوم فهو (هـ) والعنوان هو (أ) والمواصفات هي (م)، وعلى من لديه الشهية لألعاب فك الرموز، الإبحار معنا سطحاً في هذا البحر الذي (اله اول وماله تالي) حيث الدخول في العمق يغرقنا ولا ينجينا.
والتصنيف اليوم هو حول موضوع طالبة انتقلت قسراً من محافظتها لتلتحق في إحدى الجامعات الأهلية بمحافظة أخرى من محافظات العراق الجديد (وأشدد على كلمة الجديد)، وهي طالبة متفوقة ومجتهدة، ذات مهارة وذكاء عال نسبياً فيما تدرسه من اختصاص، أكملت عامين من اختلاطها مع أهل بلدها من محافظة (أ) بالحسنى وتوخت معهم الحكمة وسارت على نهج إخوتنا في مصر (إمشي عدل يحتار...) وهكذا اتمت عامين كانت فيهما الأولى على جميع شعب مرحلتها الصباحية والمسائية، حتى دنت من عامها الثالث في الجامعة، ولأسباب "غيرة" مغلفة بالـ"عرقية" كما يقال أو لعلّه العكس، تم الاشتكاء من قبل عدد من طلاب شعبتها -إلاّ من رحم ربي ممن لا يؤمنون بالتصنيفات- حول كونها الطالبة الأولى لعامين متتاليين وبرأيهم أن هذا الأمر لا يجوز، مبررين ذلك بأن سبب تفوقها هو ليس تدني مستواهم العلمي دونها، بل السبب فيه كونها عرقياً (ع) وأغلب أساتذة القسم هم (ع). ولمّا لم يستمع رئيس الجامعة لندائاتهم الساخطة مارسوا عليه القوة من منصب أعلى، فمارسها على الأساتذة وأعطاهم الأوامر بإنقاص درجاتها ومنعها من أن تحرز لقب الطالب الأول لهذا العام. وبفطنة المغلوب على أمره وحكمة من لا ظهر له قررت تلك المظلومة أن تتحول إلى شعبة أخرى تفادياً لخسائر لاحقة لكن الضغوط الممارسة على أساتذتها حالت دون ذلك رغم حقها فيه.
اليوم تقبع طالبتنا تحت ظل بلد لا تعرف أيؤويها أم يذويها، وتحت طائلة حمل إثني ليس لها جريرة في خط صحائفه الأولى. وللأسف، التصنيف لغة هنا أنها (ع) تعيش ضمن محيط (ك). أما التصنيف في لهجتنا العراقية فهو (من هلمال حمّل جمال).
#هبه_المفتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟