فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 17:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو أجرينا تقييما للتدخل الايراني في المنطقة عموما و في سوريا خصوصا، لوجدنا إن المرحلة الحالية لهذا التدخل تعتبر أسوء مرحلة لها حيث نشهد فيها تراجعا و إنکسارا و إندحارا واضحا له، حيث إنه ومنذ عام 2011، أي بداية الاحداث و التطورات المتعلقة بسوريا، کانت طهران تسعى للإيحاء دائما بإنها تمسك الامور هناك بقبضة حديدية، لکن الاحداث و التطورات الاخيرة التي تميزت بهزائم عسکرية کبيرة لدمشق من جانب، ومقتل قادة إيرانيين بارزين في الحرس الثوري، أعطت و تعطي إنطباعا بإن طهران لم يعد بإمکانها أبدا أن تمسك الملف السوري کما کان الحال معها خلال الاعوام الماضية.
نظام الجمهوريـة الاسلامية الايرانية الذي کان يرفض في البداية أي دور خارجي في سوريا و يعتبره تدخلا مرفوضا، لکنه و بعد أن تقطعت به السبل و قلت حيلته و کثرت هزائمه و تراجعاته، فإنه صار يبحث في التدخلات الخارجية على أمل أن تساهم في الحيلولة دون سقوط النظام السوري من جهة و في إستمرار المواجهة و الاوضاع الدامية في سوريا.
بعد سيناريو التدخل الروسي الاخير في سوريا، فإن الخطوة اللاحقة التي ستتجلى في عقد إجتماع"مٶ-;-تمر ميونخ الامني" في طهران في 17 أکتوبر الحالي، يبين بمنتهى الوضوح کيف إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يبذل مختلف مساعيه من أجل الخروج من المستنقع السوري آمنا ناهيك عن محاولاته بنفس الاتجاه لضمان بقاء و استمرار نظام الدکتاتور السوري بشار الاسد، لکن الغريب و الملفت للنظر أن تقوم دول أوربا(وبالاخص ألمانيا) بإرتکاب الخطأ الروسي الشنيع و السعي للعب دور لايخدم أحدا کما يخدم طهران.
المجتمع الدولي الذي و بدلا من أن يتعظ و يأخذ العبر من أخطائه السابقة بشأن الملف الايراني، فإنه يقوم بإرتکاب خطأ کبير آخر عندما تبادر الى إرسال وزرائها و مسٶ-;-وليها الى طهران و تتصرف مع نظام له دور أکثر من مشبوه على صعيد المنطقة خصوصا و العالم عموما، بل وإن عقد إجتماع ل"مٶ-;-تمر ميونخ الامني" في طهران يعتبر قمة هذه الاخطاء ذلك إن هذا الاجتماع وکما أکدت لجنة الشٶ-;-ون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في بيان خاص لها بهذا الصدد، يعتبر بمثابة خطوة سلبية ضد قضية حقوق الانسان في إيران و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، وإن هذه الخطوة ستساهم في إستمرار تدخل طهران في الازمة السورية بما يٶ-;-دي الى تعميق و توسيع الازمة و منحها أبعادا أخطر من السابق، من هنا، فإن هذه الزيارة بالاضافة الى إنها خطوة غير موفقة و في وقت و مکان غير مناسبين، فإنها تزيد الطين بلة ولذلك فإنه من الافضل إلغائها و الاهم من ذلك عدم تکرار مثل هذا الخطأ مستقبلا من جانب دول أخرى نظير ألمانيا.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟