أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - الحركة الشيوعية الماوية -تونس - - اشكال النضال والتنظيم















المزيد.....


اشكال النضال والتنظيم


الحركة الشيوعية الماوية -تونس -

الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 14:28
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


أشكال النضال والتنظيم
(عودة لقضايا الاستراتيجيا والتكتيك.)
الجزء الثاني
مقدمة
تمثل أشكال النضال و التنظيم الجزء الأساسي من التكتيك او الخطة الى جانب المحتوى السياسي الذي يدافع عن مطالب جزئية معينة مدرجة في التوجهات العامة للبرنامج تفرزها ظروف معينة حسب واقع الصراع الطبقي ولا يقتصر التكتيك على رفع شعارات محددة يفرضها واقع الحركة الشعبية بل يطرح أيضا كيفية تحقيقها او التقدم في تجنيد الكادحين حولها بهدف ان تصبح هذه الشعارات او المطالب متبناة من قبل الجماهير اذ لابد ان تدرك الجماهير بفضل تجربتها الخاصة أهمية هذه المطالب وتنخرط فعليا في النضال من اجلها . وقد ورد في خاتمة البرنامج ما يلي : " إن وجود برنامج لا يعني البتة حصول الثورة الوطنية الديمقراطية بعصا سحرية أو بصفة آلية و عفوية . فالمطلوب هو تجسيد البرنامج عمليا في خضم الصراع اليومي و تحويل أبسط المطالب إلى معركة من أجل المطالب العامة. إن التقدم في تطبيق البرنامج يعني أولا وقبل كل شيء تحول حزب الطبقة العاملة إلى حزب محكم التنظيم ومرتبط متين الارتباط بالحركة الشعبية وخاصة بالطبقة العاملة و جماهير الفلاحين . و هو يعني كذلك إيجاد التكتيكات المناسبة من أجل التقدم في تجسيد البرنامج وتوسيع الجبهة المناهضة للأعداء الثلاثة : الامبريالية والصهيونية و الرجعية العربية ، والارتقاء بدرجة النضال الوطني الديمقراطي إلى مستوى مواجهة الأعداء على درب التحرر ."
لذلك طالما لم يصبح البرنامج اداة عمل يومية عبر تكتيكات مناسبة وغير متناقضة مع جوهر التوجهات فانه لا يمكن الحديث عن تكتيك ثوري و لاعن أشكال تنظيم تساعد الشغالين والشباب المهمش على الارتقاء بوعيهم وتجربتهم في مواجهة سياسة الاستعمار الجديد .
لا يمكن تناول أشكال النضال بصورة مطلقة وإصدار الأحكام المطلقة أو الخروج باستنتاجات تقنن هذا الشكل أو ذاك وتجعل منه وصفة صالحة لكل زمان و مكان . لذلك لا يمكن القول إن هذا الشكل أفضل من الآخر أو إن هذا الشكل إصلاحي مطلقا والآخر ثوري مطلقا فالنعوت المطلقة تنم في الغالب عن فهم جامد ومثالي لأشكال النضال والتنظيم. فالسرية مثلا لا تعني بالضرورة شكلا ثوريا فالأحزاب الرجعية في ظروف معينة تجبر على النشاط في السرية في مجالات معينة (اجهزة المخابرات والاستعلامات مثلا)حتى وإن كانت هذه الأحزاب في موقع قوة أو في السلطة ، كما أن الكفاح المسلح ، أرقى أشكال الصراع الطبقي ، لا يعني بالضرورة انه شكل ثوري بغض النظر عن من يخوض هذا الكفاح وبمعزل عن الأهداف والمضمون فطالبان في أفغانستان مثلا يمارسون الكفاح المسلح بمنطلقات رجعية وكذلك داعش وفق برامج تهدف إلى إبقاء الشعب متخلفا يرزح تحت النير الامبريالي والاستغلال الإقطاعي . وفي المقابل ليس كل من يختار القانونية بالضرورة إصلاحيا ، فقد التجأت الحركات الثورية في ظروف معينة إلى استغلال القانون الرجعي في حدود معينة بهدف دفع الحركة الشعبية إلى الأمام على طريق التحرر لا على أساس تربية الجماهير على أن تظل سجينة القانون في انتظار تطويره كما تقول التيارات الانتهازية .
إن المحدد في أشكال النضال هو مدى مساهمتها في دفع الحركة الشعبية والارتقاء بوعيها وبتجربتها خدمة للأهداف الثورية . فإن كان الشكل يقرّب ساعة الخلاص ويتماشى مع الأهداف التكتيكية والإستراتيجية المحددة ويراعي استعدادات الجماهير بعد تحليل مادي جدلي للأوضاع فهو شكل ثوري . ويعكس الشكل الثوري بالضرورة موازين قوى معينة تحكم فى فترة محددة واقع الحركة الشعبية وواقع القوى الشيوعية والوطنية الديمقراطية من جهة ومدى تماسك الطبقات الحاكمة من جهة اخرى . و في هذا الإطار تمثل العريضة الشكل الأدنى مقابل الكفاح المسلح الشكل الأرقى كما يمكن اعتبار بعض الأشكال أشكالا دفاعية بالأساس ،على غرار إضراب الجوع ،وأخرى هجومية علما وأن الكفاح المسلح نفسه فى حرب الشعب طويلة الأمد مثلا يمر بمرحلة دفاعية في البداية وهجومية في المرحلة الأخيرة التالية لمرحلة التوازن الإستراتيجي .
وقبل تناول الوضع وما يتطلبه من أشكال نضال وتنظيم ، لا بد من التأكيد على ضرورة تجاوز المعادلات الميكانيكية والأفكار المسبقة وترديد قوالب جامدة مثل السرية تعني الانعزال عن الجماهير والقانونية تضمن الارتباط بالجماهير الخ...كما أنه لا بد من التذكير بأن طبيعة المرحلة والوضع فى كل فترة معينة يطرح دوما شكلا أساسيا وأشكالا ثانوية لدفع عجلة التاريخ إلى الأمام وتظل أشكال النضال دوما مترابطة ومتشابكة تخضع في غالب الأحيان إلى إحكام المزج بينها أو حتى اعتماد العديد من الأشكال في نفس الوقت دون اهمال الشكل الاساسي المدرج في البرنامج بل ان كل الاشكال تخدم الشكل الاساسي وتعمل على تطويره.
فما هو الشكل الاساسي في اشباه المستعمرات ؟
علاوة على التحديدات الاستراتيجية يقع ضبط الاسلوب الاساسي للتحرر اولا حسب طبيعة السلطة وثانيا وفق شكلها الذي قد يعرف بعض التغييرات طوال مرحلة التحرر ويتم ذلك في علاقة بموازين القوى.
إن السلطة في اشباه المستعمرات عامة سلطة لاوطنية مرتبطة عضويا بالنظام الامبريالي العالمي وهي تخدم أساسا مصالحه وتطبق سياساته التي يقع التخطيط لها من قبل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي اللذان يسهران على رعاية مصالح الاحتكارات أولا وقبل كل شيء. وفى مرحلة العولمة الرأسمالية /الإمبريالية أصبحت المؤسسات الإمبريالية تتمتع بكل الامتيازات بما فيها التواجد ماديا على عين المكان حتى في شكل قواعد عسكرية إن تطلب الأمر ذلك.ومن أجل فرض سياسات العولمة تلجأ الطبقات الحاكمة المحلية من كمبرادور وإقطاع إلى اعتماد العسكرة و البولسة كشكل أساسي في مواجهة تحركات الشعب وتطلعاته. وبإيعاز من أسيادها الامبرياليين وتطبيقا لنصائحهم في مواجهة الاحتجاجات تحاول تغطية ذلك بقناع احترام دعائم " المجتمع المدني " والظهور بمظهر دولة القانون والمؤسسات من اجل المغالطة وتمييع عملية الصراع الطبقي وبلوغ الوفاق الاجتماعي و الاستقرار السياسي خدمة لمصالح الامبرياليين وحلفائهم المحليين . فتنظم الانتخابات "الشفافة والديمقراطية " والتي هي في الحقيقة انتخابات المال السياسي الفاسد وذلك لإضفاء بعض الشرعية على الحكم وتطلق الحريات العامة وفق قوانين محددة تخدم مصالحها بالأساس وذلك من اجل ترويض بعض المعارضات وكسبها لجانبها بهدف عزل المعارضة الجذرية .
إن ما يجب التنبّه إليه هو أن شكل السلطة مهما تغيّر من نظام استبدادي مفضوح الى "جمهورية ثانية " أُجبَرت على تقديم بعض التنازلات من جراء الانتفاضات الشعبية فان طبيعة السلطة تظل بوليسية عسكرية بالأساس في زيّ مدني. ويكفي النظر الى كيفية تصرف هذه السلطة ازاء الاحتجاجات و الاضرابات المتفق عليها مسبقا في اطار القانون وتصرفها ازاء الاضرابات "الوحشية"كما تسميها والاحتجاجات الشعبية التي تعتبرها خارجة عن القانون .
ان السلطة تفرض على الجميع اختيار نهج انتخابات المال السياسي الفاسد وشراء الضمائر وحصر التنافس والتناحر على الكرسي بين الاطراف الرجعية و الاصلاحية وتسمي ذلك تغييرا "ثوريا و نوعيا " وهو في الواقع تغيير يقتصر على تغيير الوجوه مع بقاء نفس النظام رغم تغيّر شكل السلطة أحيانا . ولضمان استمرارها تعقد المواثيق الاجتماعية وتمضي عقود السلم الاجتماعي وتحاول فرض الاستقرار من خلال ندوات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية الخ من التسميات لكبت النضال الوطني والتحركات الشعبية .
ان نهج البرلمانية والتحول السلمي قد وقع دحضه من قبل الحركة الشيوعية منذ افلاس الاممية الثانية و اثبتت كل الثورات ذلك لكن احفاد كاوتسكي يتمسكون بمبدأ الوفاق الطبقي ويتآمرون في البرلمانات على مصالح الشعب اما الحركة الشيوعية في العالم فقد اختارت نهج الصراع الطبقي-حجر الزاوية في الماركسية- وحاولت باستمرار دفع الصراع الى ارقى اشكاله في مواجهة العنف الرجعي وبرمجت كل انشطتها باتجاه دعم هذا التوجه من خلال تربية الكوادر تربية ثورية كفاحية وتدريب الجماهير على المواجهة دفاعا عن الارض والحرية والكرامة الوطنية .
ان الحزب الشيوعي مبني على اساس الصراع الطبقي ويخضع كل تحركاته لهذا المبدأ الاساسي الذي لا مجال للتخلي عنه والقبول بالقانون الرجعي الذي يعتبر هذا المبدأ تحريضا على الكراهية وعلى العنف ويلزم الاطراف السياسية بنهج التحول السلمي والمشاركة في الانتخابات التي تتحكم فيها السلطة عبر القانون الانتخابي المفصّل على قياسها فضلا عن اشرافها المباشر على العملية من تحديد القوائم الى فرز الاصوات والاعلان عن النتائج .


لذلك يظل الشكل الاساسي للقيام بالثورة هو مواجهة العنف الرجعي بالعنف الجماهيري المنظم كما اثبتت كل الثورات ذلك ولن يعرف الشعب السلطة الديمقراطية الشعبية دون المرور بهذه المرحلة وهي مرحلة طويلة المدى لان تركيز الديمقراطية الشعبية يتم بصفة تدريجية في نقاط ضعف النظام ويتوسع الى ان يفرز حكومة ثورية مؤقتة . غير ان الاقرار بالخط العام الذي اتبعته كل الثورات لا يعني البتة اهمال الاشكال الاخرى بل لا بد من استغلال كل الاشكال المتاحة بما في ذلك القانونية طبعا.
-1- الموقف من القانونية (تونس)
نذكّر كل من يتهم الشيوعيين بالانعزالية و الدغمائية ان الشيوعي لا يرفض القانونية في المطلق طالما كانت تمكنه من التحرك بحرية ولا تجبره على التخلي عن مبادئه وتوجهاته العامة.
ان الشيوعي يقبل القانونية وفق مبدأ أن كل شكل نضالي يخدم الحركة الثورية والشعبية عموما ويضعف الائتلاف الحاكم هو شكل ناجع لا يجب التفريط فيه بل استغلاله قدر الامكان رغم سلبياته . فلا يقبل الشيوعي الاصلاح من اجل انقاذ النظام وفسخ الثورة بل يقبل الاصلاح بهدف الارتقاء بتجربة الجماهير ودعم المكاسب .
ويفرق الشيوعي بين الحزب الشيوعي القانوني في وضعنا الحالي و وفق قانون الاحزاب الصادر في 24 سبتمبر 2011 و بين نشاط اعضاء الحزب في المجالات القانونية من نقابات وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني... صحيح أن هذا القانون جاء تحت الضغط الشعبي بعيد الانتفاضة واجبر النظام على الاعتراف بكل الاحزاب التي قدمت ملفات وفق ما ورد فيه من فصول لكنه يبقى في مرتبة القرار الاداري القابل للطعن طالما لم تقع المصادقة عليه من قبل البرلمان ، كما انه لا يختلف جوهريا عن القانون القديم المؤرخ في 3 ماي 1988 بل انه وقع نقل بعض فصول القانون القديم نقلا ميكانيكيا عدا بعض التغييرات و الاضافات(35 فصلا في الجديد مقابل 27 فصلا في القديم) علما وان القانون الجديد حافظ على جوهر المحتوى القديم اذ يحصر مجال النشاط في "احترام علوية القانون ...والتداول السلمي على السلطة...و استقلال القضاء... و يحجّر الدعوة الى العنف و الكراهية ...والتمييز على أسس دينية أو فئوية ...." (الفصل 3و 4) .
فكيف يمكن لحزب شيوعي ان يقبل بعلوية القانون والمؤسسات المنتخبة مثل البرلمان الذي يسن قوانين مخلة بالسيادة الوطنية ومضرة بمصالح الشغالين عموما ؟ وكيف يمكن لحزب شيوعي التخلي عن مبدأ الصراع الطبقي وتبني التحول السلمي بحجة التداول على السلطة وفق قانون الانتخابات الرجعي او استقلالية القضاء الذي اتضح للجميع بما في ذلك الاحزاب المعارضة انه غير مستقل ؟
وبما ان الشيوعي لا يقبل المساومة بالمبادئ والتخلي عن استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية ذات البعد الاشتراكي وبما انه وفيّ لشعار الانتفاضة "الشعب يريد اسقاط النظام " فان هذا القانون لا يلزمه في شيء . لكنّ ذلك لا يعني البتة عدم الاستفادة منه بالطرق التي يضبطها الحزب او عدم احترام الاحزاب القانونية التقدمية التي لا تعادي الشيوعية بل عليه أن يعمل على ربط علاقات ودية ونضالية مع هذه الاحزاب وينخرط معها في المعارك القانونية التي يرى انها تقوي تجربة الحركة الجماهيرية وتضعف النظام .
اما فيما يخص الجمعيات فان الحزب مدعو الى تكوين الجمعيات غير الحكومية والنشاط صلب النقابات والجمعيات التقدمية عامة ومن مهامه ايجاد امتدادات قانونية عدة تساهم في نشر الفكر التقدمي ومحاربة القوانين الرجعية والفكر الخرافي والدفاع عن كل المكاسب التي حققتها نضالات ابناء الشعب .
لذلك فان اتهام الشيوعي بالتمسك بالسرية والانعزالية يهدف الى طمس نقطة الصراع بين الثوري والاصلاحي بحيث يحاول الاصلاحي تغطية انخراطه في التحول السلمي والمشاركة في الحكم عبر البرلمان مثلا الى جانب الرجعية المسيطرة و يبرّر تزكيته الضمنية للمصالحة الوطنية برمي التهم على الشيوعي الذي يرى فيه عدوا لأنه يكشف خطه السياسي ونهج الوفاق الطبقي الذي يكرسه مع الائتلاف الحاكم .
-2- العلنية والسرية
ينشط الشيوعي اساسا في العلنية لان الفكر الثوري ملك الشعب ومن المفروض ان ينشر في الاوساط الشعبية باعتماد اساليب خاصة ويجب ان يخرج الخط من بوتقة المثقفين ومن الدائرة البرجوازية الصغيرة ويصل الى مواقع العمال والفلاحين والشباب المهمش . لذلك لابد لمحتوى الدعاية الشيوعية وكيفية ايصالها ان تتأقلم مع واقع الاحياء الشعبية ووضع الجماهير عامة وان يقع مراجعة الاساليب الفوقية واعتماد الاتصال المباشر مع ضرورة التبسيط وعدم القفز على وعي الجماهير وتجربتها .
فالى جانب استغلال كل الاطر القانونية والمواقع الافتراضية لنشر الموقف من مجمل الاحداث لابد من التفكير في التعويل على الامكانيات الذاتية وتحديد البؤر الثورية التي هي في حاجة اكثر من غيرها للتسلح بالموقف الشيوعي والوطني الديمقراطي .
ان الحركة الشيوعية عامة مقصرة في نشر التراث الماركسي والتعريف بالثورات الوطنية الديمقراطية والاشتراكية وتحديدا في روسيا والصين وفيتنام كما انها مقصرة في اعادة نشر التراث الثوري وقد يرجع ذلك الى الامكانيات المادية بحيث لا وجود لدور نشر ثورية وإن وجدت فهي تتخبط في مشاكل مادية تعوق التعريف بالخط لان تكاليف الاصدار تتجاوز الطلب بما ان الشباب لا يقرأ بما فيه الكفاية ويحبذ شكل المنشور اوالتعليقات الموجزة في الفايسبوك وهي مواقع لا تقدر الشغيلة عموما على متابعتها خاصة في الارياف بحيث تقتصر على الشباب المتمدرس في المدن اساسا .
ان امكانية نشر التراث ممكنة بصفة علنية وقانونية ان تضافرت جهود بعض الاطراف المؤمنة فعليا بهذه المهمة اذ بدون نشر الخط على اوسع نطاق ودحض التشويهات التي تلاحقه لا يمكن التقدم في اقناع الجماهير بصواب هذا الخط الثوري ، و تمثل الممارسة العملية السليمة أفضل جواب يُكذّب ادعاءات الرجعيين والانتهازيين و يدحض اتهاماتهم المجانية .
ان الهدف من نشر الخط علنيا هو تحويل الفكر الى قوة مادية لدى المعنيين بالثورة وفرز الكوادر الشيوعية في الاوساط الشعبية وليس صلب المثقفين فقط لذلك يجب تبسيط عملية الدعاية والانطلاق من حاجيات الكادحين وربطها بالأهداف الواردة في البرنامج حتى لا تصبح العملية فوقية او مقتصرة على خلق معارضة واسعة فضفاضة غير متسلحة بالوعي الطبقي تقف عند حدود التعاطف من بعيد و يقتصر دورها على المشاركة في الانتخابات لا غير او في بعض التحركات الاحتجاجية كما تفعل الاصلاحية .
يتضح حسب التوجهات العامة المذكورة آنفا ان الشيوعي لا ينشط حصريا في السرية بل يستغل كل المجالات دون استثناء شرط الارتقاء بتجربة الجماهير . اما السرية التي يتهجم عليها البعض فانها مفروضة على الشيوعي في ظروف معينة لضمان استمرارية العمل ولتجنب ضربات البوليس الذي يترصد المناضلين ويترقب فرصة اعتقالهم ولعلم من يجهل مفهوم السرية فان الامر يقتصر على المهام الاساسية التي تعد على اصابع اليد الواحدة وتهم عددا قليلا من المناضلين "الاقل و الافضل " لان المنظمة المحترفة لا يمكن لها النشاط المستمر دون عناصر مختصة لا شغل لها سوى العمل الثوري .
وعلى العناصر السرية-الاقلية المحترفة - ان تتحرك كالسمكة في الماء حتى لا تجلب الشُبُهات وان تظهر بمظهر عادي صلب الجماهير مع الحرص على تأمين تحركاتها التنظيمية . وعليها ان تتجنب استعمال المواقع الافتراضية لان كل حرف تقع كتابته على الفايسبوك مثلا يسجل و بإمكان النظام تحديد الشخص المعني ومراقبته بحيث لا يمكن الحديث عن السرية في المواقع الاجتماعية بما ان كل الاشخاص معروفون لدى البوليس والكارثة الكبرى انهم غير معروفين لدى الجماهير ويخال بعض المغفلين ان الدعاية الشيوعية يمكن ان تحصل عبر هذه المواقع المراقبة من قبل الامبريالية وعملائها.
-3 - الانتفاضة و أشكال النضال
- فرضت الانتفاضة في تونس الشرعية الجماهيرية وتحدت القانون الرجعي وحالة الطوارئ ومنع الجولان. و أصبحت الجماهير سيدة الموقف تقرر تحركاتها دون موافقة السلطة التي انسحبت من الميدان ودون تزكية قانونية طبعا وأفضى هذا الوضع الاستثنائي الى تشكل لجان حماية الاحياء والمؤسسات في ظل انسحاب البوليس وحصلت السيطرة الامنية على المدن والقرى من قبل الجماهير طوال الانتفاضة في مواجهة العصابات - الحرس الرئاسي وكل انواع المليشيات البوليسية والحزبية والقناصة -التي أرادت التنكيل بأبناء الشعب العزل .
-اتسمت الانتفاضة على غرار كل الانتفاضات بطابع عنيف استهدف مراكز الشرطة والحرس او البنوك ودور الحزب الحاكم وحتى بعض المؤسسات العمومية والخاصة وتسلحت الجماهير بالعصي والسكاكين والحجارة وأقامت الحواجز و طغى على هذه الاعمال الطابع العفوي وتحول في بعض الاحيان الى عمليات نهب وسلب لا علاقة لها بمفهوم استرجاع الاملاك العمومية او أملاك الشعب المسلوبة .(ويرجع ذلك الى اندساس المخبرين وعصابات المنحرفين)
- وإزاء تطور اشكال النضال والتنظيم وتجاوب الفئات الشعبية مع المعتصمين والمتضررين ضحايا سياسة النهب والاستغلال الذين وجدوا كل الدعم من قبل كل الطبقات الشعبية سارع البوليس السياسي الى تطويق هذه الظاهرة كما تحركت كل الاطراف السياسية من اليمين الى اليسار وعبّر الجميع عن مساندة "الثورة " ووقع تشكيل "مجلس حماية الثورة " من قبل كل الاطراف بحيث نجد التجمعي المتستر والبيروقراطي النقابي و الاخوانجي المعلن والليبرالي المتستر واليساري والوطني الديمقراطي المنهار وكل انواع الانتهازية التي لا علاقة لها بالانتفاضة وادعت كل هذه الاطراف بما في ذلك الرجعية العميلة انها ستحمي "الثورة " في حين انه لا وجود لأية ثورة - فهي ستحمي اذن مصالحها اولا وقبل كل شيء. وهكذا تمكنت الرجعية والانتهازية من الالتفاف على الانتفاضة وتحويل وجهة الصراع من صراع رفع شعار "الشعب يريد اسقاط النظام " الى شعار "الاحزاب تريد ترميم النظام " و انقاذه لهثا وراء بعض الاصلاحات التي اتضحت انها لا تخدم ابناء الشعب في شيء.
- تمكنت الامبريالية اذا من احتواء الانتفاضة وجر اليسار الانتهازي الى انتخاب مجلس تأسيسي استفاد منه الاخوان في ظل حل الحزب الحاكم وظلت القوى الثورية خارج اللعبة السياسية عاجزة عن قطف ثمار التضحيات الجسيمة التي قدمها الشباب المنتفض . لقد عرف تاريخ الشعوب آلاف الانتفاضات العفوية التي بقيت دون قيادة ثورية وانطفأت شرارتها امام المناورات الرجعية والانتهازية لكن في المقابل تمكن الشيوعيون في كل من روسيا والصين مثلا من الاستفادة من الانتفاضات التي اندلعت هناك والتي مهدت طريق الكفاح المسلح-الانتفاضة المسلحة بقيادة البلاشفة وحرب الشعب بقيادة الحزب الشيوعي في الصين.ذلك هو طريق الثورة.
غير ان الاصلاحية اختارت طريق الانتخابات والتداول السلمي على السلطة وهو طريق مسدود لن تتحقق من خلاله اية ثورة في حين اختارت الاحزاب الشيوعية باعتبارها احزابا كفاحية اختارت طريق الثورة –طريق اضعاف نظام الاستعمار الجديد الى حد تفكيكه والقضاء عليه في خضم الصراع الطبقي الذي سيؤدي حتما الى تطور الاشكال النضالية ليبلغ مرحلة المواجهة المفتوحة مع الرجعية الحاكمة وهي مواجهة ستطول وتتخذ عدة اشكال كما اثبتت كل الثورات ذلك.
ان الحزب الشيوعي يفرز كوادره على اساس كفاحي من خلال النضال اليومي ويربي الجماهير على المواجهة والقطيعة مع مؤسسات النظام اللاوطنية على عكس الاصلاحية التي تعمل على ايجاد معارضة واسعة لحصد الاصوات لا غير بهدف المشاركة في الحكم الى جانب الرجعية ليبرالية كانت ام إخوانية .
وفي النهاية تجدر الاشارة الى ان اشكال النضال والتنظيم ليست مجرد مسألة تقنية بل هي مرتبطة بمحتوى الدعاية والتحريض بحيث تظل الدعاية في خدمة الشكل الاساسي للنضال وتعمل على تطويره منذ البداية ، أي منذ تأسيس الحزب .

الحركة الشيوعية الماوية - تونس –
اكتوبر 2015

(يتبع- الجزء الثالث= مسألة الدعاية والتحريض واهم محاورها)



#الحركة_الشيوعية_الماوية_-تونس_- (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- «تضامن في منزل الأسرة».. اليوم الـ 64 من إضراب ليلى سويف
- بدء محاكمة 5 من محتجي طريق الموت بالدقهلية الأربعاء
- شادي محمد ومعتقلي «بانر فلسطين ».. أمام المحكمة غدًا
- القوى الامبريالية تتصارع على سوريا
- شادي محمد ومعتقلي «بانر فلسطين ».. تجديد حبس 45 يومًا
- تجديد حبس محتجي طريق الموت بالمطرية.. من بينهم «شقيق أحد الض ...
- العدد 582 من جريدة النهج الديمقراطي
- الشرطة الكورية الجنوبية تمنع مسيرة احتجاجية تطالب باستقالة ا ...
- مصر.. حفيد عبد الناصر يوجه رسالة قبل بيع ساعة جده الذهبية (ف ...
- على طريق الشعب: والعراق كذلك.. سوريا وجبهة التصدي المطلوبة! ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - الحركة الشيوعية الماوية -تونس - - اشكال النضال والتنظيم