أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - رؤية عراقية في الإصلاح














المزيد.....

رؤية عراقية في الإصلاح


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.

منذ أن خرجت الجماهير العراقية بقوة للشاعر بعد مخاض عسير من التردد والإحجام سمعنا الكثير من الوعود والكثير من الدعوات الإصلاحية التي داعبت مخيلة البعض وظن الكثيرون أن السماء فتحت أبوابها أخيرا للشعب وأن مرحلة الأنفتاح والتطور قادمة لا محالة ,ترددت هذه الأصوات بالتغيير ومحاربة الفساد السياسي والمالي والإداري ليس فقط ممن يؤمن بالإصلاح والتغيير ,بل وحتى من الفاسدين ووصل شك الناس بحقيقة وجود الفساد أصلا عند الساسة وأصحاب الشأن ,لقد خرجت الجماهير وهي تنوء بحمل ثقيل وحرمان دمر كل إمكانيات الحياة الطبيعية في أفقر دول العالم ناهيك أن العراق في المقدمة من الدول التي توصف بذات الموارد الأقتصادية العالية التي يمكنها أن تؤمن لشعبها حياة مرفهة وعصرية , ولكن الذي حصل أن المفاهيم العلمية في الأقتصاد والسياسة لا تجد لها إمكانية تطبيق في ضل نظام سياسي فاسد وعملية سياسية عقيمة بنيت على قواعد وأسس منحرفة أصلا .
استشعار الحكومة العراقية وعلى رأسها السيد العبادي ومن خلفه مؤسسة ومؤسسات تجذرت هي بسكوتها وتواطئها لأسباب خاصة هذا الفساد ,وسكوت مر وطويل لا يتبنى مستحقات الشعب العراقي عبر العمل الميداني واستخدام السلطة الأدبية والنفوذ المعنوي الضاغط على العملية ألسياسية إلا من بعض المناشدات الخجولة والمترددة أحيانا من أن صوت الشعب قد يتحول إلى بركان غضب يهز كامل الوضع السياسي والأجتماعي العراقي بكل مفاصله ,دفع الجميع وأقصد مافيات الفساد والداعمين والمروجين والمباركين إلى تبني صوت الإصلاح والتغير ومحاربة الفساد ,ومن خلال سلسلة من الوعود والإجراءات التي لو طبقت بما تعني قد تكون كافية لوقف التدهور والانحدار نحو الهاوية كمقدمة جادة لمحاربة الفساد واقتلاع جذوره لاحقا, إن أن العيب في التفكير الترقيعي دائما هو محاولته اللعب على عاملي الزمن والتلاعب بالمفاهيم والمصطلحات وصولا إلى حالة التخدير ومن ثم التنصل والإنسحاب والتحول من حالة الدفاع عن الفساد إلى الهجوم المقابل الذي يفرغ الدعوى من جوهرها ويجير الفائدة لمصلحته.
مشكلة الشارع العراقي اليوم ليس فقط مع الفساد والمفسدين بل هناك جانب مهم يتعلق بالكيفية والكونية والمنهج الذي يتم فيه محاربة الفساد والمفسدين ,الجماهير بوعيها الفطري تدرك أن المعركة كبيرة ووجودية وذات مدى وأفق غير محدود ولا محدد مع الفساد وأن الصراع سيتخذ أشكال وساحات وصور متنوعة لكنها عازمة على المضي في ذلك لأخر ألمشوار لذا فهي تطالب بوضع تصور أولي واقعي وجاد وعملي له سقف زمني أيضا يملك الحدود والتصورات الزمنية وثانيا تشخيص حقيقي لمعنى الفساد حتى لا نضيع القضية في متاهات الاجتهادات والتفسيرات الكيفية والانتقائية وإخراج الكثير من قضايا الفساد من إطارها لتحويلها نحو وجهة أخرى تحت غطاء قانوني أو رسمي, هنا نحتاج حقيقة الى الجدولة المعدة سلفا والفعل المادي الملموس وحسب تسلسل الأهمية في المعالجة والجدوى من الخطوة الإصلاحية ضمن المنظومة التي يعلن عنها .
على كل من ينادي اليوم في الساحة العراقية وخارجها العمل على نقطتين مهمتين لنجاح عملية الإصلاح ومحاربة الفساد إن كان الداع صادقا في دعواه وهما :.
1. منع كل أشكال التدخل واللعب على مشاعر ومصالح أطراف مختلفة لغرض حمايتها أو التستر عليها أو تقديم الدعم والمساندة لتخويف الشارع العراقي بما تعنيه هذه المساندة من رسائل ,وذلك لحقيقة أن الأفراد والمجموعات تذهب وتبقى الشعوب وذاكرتها التي لا تعطب ولا تنسى من يقف معها أو ضدها .
2. تشجيع الحكومة العراقية ومن ورائها الشارع العراقي على التفكير الجدي والالتفاف لبناء الوطن بالصورة الصحيحة بعيدا عن ما أملته الظروف الغير طبيعية التي أنتجتها عملية الأحتلال الأمريكي وما رافقها من تغيير جذري سياسي وأجتماعي وأقتصادي وقانون أنتج هو الأخر عملية سياسية غريبة وهجينة ولا تمثل حقيقة الواقع العراق ولا تتصالح معه بأي شكل من الأشكال .
عملية الإصلاح ليست قرار مفاجئ ولا رغبة آنية تتعلق بنقص في الخدمات والحاجات الأساسية بل هي مستحق تأريخي يجب التعامل معه على هذا الأساس دون تقزيم أو تحجيم , وعلى كل العراقيين أن يستثمروا هذه اللحظات التأريخية لبناء رؤية وطنية عراقية إنسانية وحضارية هم يتولون صياغتها والعمل على انجازها واقعا ,دون الالتفات أيضا للراسب التاريخي الذي أثارته العملية السياسية الفاشلة التي تطحن واقعنا وتهدم أركان وجود وطن أسمه العراق .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان حين يكون إشكالية ح1
- مقدمة في الإلحاد ح7
- مقدمة في الإلحاد ح6
- مقدمة في الإلحاد ح5
- مقدمة في الإلحاد ح4
- مقدمة في الإلحاد ح3
- مقدمة في الإلحاد ح2
- مقدمة في الإلحاد ح1
- وردة أنت ..... أم جنة أزهار
- تعالي
- المبدئية في الموقف _ علي بين محبيه وكارهيه
- الإعلام ومشكلة الوظيفة
- الشعر والشعراء ومحنة الكلم
- الإبداع والتحرر بين هوية الثقافة ... وهوية المجتمع
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...
- دولة مدنية أم نظام مدني
- الإرث الديني وتحديات النقد العقلي ح1
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 3
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - رؤية عراقية في الإصلاح