أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - تداعيات تقرير ميليس على أمريكا















المزيد.....

تداعيات تقرير ميليس على أمريكا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 12:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا تستغربوا العنوان أبدا ..أنه الأهم في التاريخ السوري والعالمي , لأننا كما قلنا سابقا وفي أكثر من مقالة : أمريكا لن تقف عند انتصارها : كي تعقد صفقة مع النظام السوري الذي عقد هذا الانتصار ..ولازال يحاول أن يعقده ..رغم أنه أبدى استعداده ليفعل ما فعل القذافي ..؟ ومع ذلك لم تعطه أمريكا الفرصة كي يكون قذافي آخر ..لماذا لأن أمريكا أجلت القذافي حتى وقت آخر في منطق الأولويات السياسية الأمريكية ولم تساومه حتى النهاية .. لماذا.؟ السبب بسيط : إنه خارج دائرة الحدث / الشرق أوسطي / منذ مدة ليست قصيرة .. منذ فتح ملف لوكربي ..لم يعد القذافي داخل الحدث الشرق أوسطي بل أصبح داخل الحدث الليبي وسؤاله الأساسي كيف : يحافظ على سلطته وينقلها إلى ابنه الديمقراطي من بعده .!؟ هذا هو الحدث الليبي لهذا كانت الصفقة ناجحة بالمعنى التكتيكي الأمريكي والليبي ..ولازال اسمه على القائمة السوداء .. أي ببساطة لم يحن دوره بعد .. وهو أيضا التزم بدوره بليبيا الداخل .. لم يعد في المنطقة الشرق أوسطية المطروحة أمريكيا وأوروبياـ مع حفظ الفارق النسبي بين الرؤيتين لهذا النظام الشرق الأوسطي الجديد ـ : السماح ببقاء نظام شخصاني تسلطي .. لم يعد هنالك سوق لأي ديكتاتور .. وهذا ما يعقد السياسة الأمريكية نفسها أحيانا ويدخلها في حلقة من الفصام السياسي الارتجالي : بين ما تحاول إيصاله لشعوب العالم أنها حاملة لرسالة الديمقراطية وبين أولوياتها السياسية في ساحة الحدث الفعلي , وهذا بالضبط هو أهم فارق بين القذافي والأسد .. وأزعم ان أمريكا تريد قطف ثمار انتصارها عبر الانتهاء من قيام نظام إقليمي شرق أوسطي كنا قد تحدثنا عنه .. وهذا النظام الأقليمي الشرق أوسطي لا يمكن أن يتم إلا عبر إسقاط الحلقة السورية كحلقة أخيرة .. في هذه الجهة الأهم من الشرق الأوسط .. ومن المفارقات المذهلة .. ان أمريكا دوما على أجندتها الإعلامية : أنها ستعقد صفقة مع النظام السوري .. كما نشر اليوم في صحيفة الواشنطن بوست .. إنها بذلك تضع من جديد العرب في حيرة من أمرهم .. إذا كانت تريد عقد الصفقة فلماذا إذن تحرج النظام السوري وتحرج نفسها من خلال تقرير ميليس ؟ الذي لايمكن التراجع عنه إلا بربح دولي وفير لن يقبل أحدا أن يعود بالنفع على أمريكا وحدها .. سواء فرنسا أو أوروبا أو روسيا .. ولذلك تجد أن الإعلام الأمريكي هذه الأيام يتراوح بين التنبؤ بالصفقة وبين التنبؤ بعقوبات دولية .. والفارق كبير بين الحالتين .. بين تصريحات رايس وبين التحدث عن صفقة ..ماهي الصفقة بعد أن :
أولا ـ دخل العرب على الخط العراقي باستثناء سوريا فعليا .. مصالحة عراقية عراقية عربية ..!! ودستور قبل أو رفض بات الآن تحصيل حاصل وسيكون بداية للانتهاء من الوضع العراقي ..
أمريكا لم تعد بحاجة الآن للنظام السوري في العراق .. بعد مجيء عمرو موسى إلى العراق .. ومقابلته للجميع وموافقة جميع الأطراف على عقد مؤتمر وطني للمصالحة ..وهذه الموافقة هي التي تجعل قضية الدستور بعد اليوم هي تحصيل حاصل ..
ثانياـ لم يعد أحدا لا داخل العراق ولا خارجه قادرا على تأمين غطاء لا بالسر ولا بالعلن .. للإرهاب الذي يستهدف المدنيين من اجل بقاء الحالة العراقية في مستنقع العنف واللا أمن ... بات [ المقاومون!! ] الآن على عتبة الدخول في نفق الخارجين عن القانون!! وهذا بالضبط هو ما سيكون عراقيا وعربيا ..بعد التقدم الحاصل في الوساطة العربية. وإذا جاءت نتائج التصويت على الدستور إيجابية : يصبح الوضع اكثر تماسكا في العراق .. ولم تعد هنالك حاجة لسوريا مطلقا في هذا الملف .. وسيجد هؤلاء المقاومون أنفسهم : حملا ثقيلا على كافة أطياف الشعب العراقي
لأنهم كانوا في الواقع نموذجا من أسوأ النماذج في تاريخ المقاومات الوطنية ..!! نموذجا طائفيا .. إرهابيا .. الخ ..
ثالثاـ الورقة الفلسطينية أيضا باتت الآن خاسرة سوريا .. لأن الانسحاب الإسرائيلي من غزة قد عقد وضع بعض فصائل المقاومة التي تحمل السلاح .. وتعمل أحيانا بالتوافق مع سوريا ..
ولم تعد قادرة على التحرك كثيرا ..لأن الضفة أصلا في وضع مختلف عن قطاع غزة .. كما ان السلطة الفلسطينية بدأت بفرض وجودها على الأرض كطرف وحيد في تمثيل الشعب الفلسطيني سياسيا .. وهذا له معنى ليس قليلا في شرعية استمرار السلاح في أيد بعض الفصائل في قطاع غزة على الأقل .. إذن نحن امام ورقة سورية ضعف تأثيرها على الساحة الفلسطينية ..
والوضع اللبناني لم يعد النظام السوري قادرا على التدخل فيه لامن قريب ولا من بعيد ..إذن ماذا تبقى للنظام السوري من اوراق كي يعقد فيها صفقة مع أمريكا ..؟ هذا السؤال لازال حتى هذه اللحظة يشغل بال الكثيرين من العرب والسوريين .. بينما هو لم يعد يشغل بال الأمريكيين منذ زمن بعيد .. منذ أن حسموا أمورهم ..باتجاه نظام شرق أوسطي جديد .. يقوم على ثلاث ركائز :
النظام الأمني الأقليمي والنظام الاقتصادي الأقليمي والنظام السياسية الأقليمي ..محور هذا النظام على كافة المستويات والصعد هو الوجود الأمريكي أولا .. ولايعني هذه أن هذا النظام الأقليمي سيكون بالضرورة ضد مصلحة شعوب المنطقة ..كما يحاول التأكيد على ذلك الكثير من المثقفين العرب والسياسيين العرب ...الخ
أمريكا مع ميليس لم تعد تفكر بأية صفقة مع سوريا : النظام الحالي ..وإن فكرت بذلك فأن النظام الحالي في سوريا غير قادر على تلبية مطالب أمريكا في هذه الصفقة .. لم يعد يجد من الأوراق ما يستطيع تسليمها الآن والدليل تقرير ميليس نفسه .. فقد خسرها الورقة تلو الأخرى دون ثمن يذكر .. بل على العكس كلما فقد ورقة ازداد ضعفا .. وتعقد شرطه مع أمريكا والمجتمع الدولي عموما .. ومع ذلك لابد من قراءة تداعيات تقرير ميليس على أمريكا .. هل ستعقد صفقة وبذلك تتجاوز أخر حد أخلاقي وقيمي يمكنها أن تحمله السيدة كارين هيوز إلى المنطقة في زيارتها القادمة ..؟؟؟ أم انها ستجعل الشعب السوري يدفع ثمنا أضافيا على معاناته الطويلة : إما من استمرار النظام أو من فرض عقوبات سيدفع ثمنها الشعب السوري فقط .. إنه المسؤولية الأمريكية : لكونها باتت طرفا رئيسا في المنطقة .. فلا يجب أن يدفع الشعب السوري الثمن كما دفعه ويدفعه الشعب العراقي إلى الآن ..؟ من عنف .. ولا أمان .. الخ .. وبالتالي على أمريكا دعم المعارضة الداخلية بمعزل عن الخلافات القائمة بين هذه المعارضة والسياسة الأمريكية , ورفع الغطاء الديبلوماسي والسياسي عن النظام ..بغض النظر عن تداعيات.
ميليس .. لأن هنالك شعب سوري ..يعاني .. وبذلك فقط تكون الأدارة الأمريكية : قد تلافت تداعيات تقرير ميليس على امريكا ..!!
إنه الزمن العجيب للقيادة السورية ... فقد أحرجت الأمريكان لدرجة أنهم بعد تقرير ميليس باتوا في حيرة وحرج : هل يعقدون معه صفقة .؟. أم يعاقبون سوريا وبالتالي : الشعب السوري ..؟
إنها السياسة الخارجية السورية التي تعرف أن تقود مدرسة : على حد تصريح السيد فاروق الشرع : في وصفه للمعارضة السورية .. ولكن بعد أن تم الاتفاق على عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية ..فإن موضوع الصفقة أصبح أقل احتمالا ... وللننتظر .. ليس بيدنا سوى انتظار القدر ...
غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش ...
- إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات
- حزب العمل الشيوعي في سوريا نغمة ضيقة وأفق رحب
- أمريكا في الشرق الأوسط الجديد
- على السلطة أن تدعو لمؤتمر وطني عام ..
- رسالة إلى إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
- موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا
- التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا بين أمريكا السلطة في الداخ ...
- الهوية العربية بين حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والدي ...
- ما الذي تريده حماس؟ رأي
- إلى الشعب اللبناني الجار تيمنا بجبران تويني
- الأمركة والنموذج العربي
- لماذا تيسير علوني بالذات .. ؟ كان الأجدى الدفاع عن القاعدة
- السنة العرب في العراق بين الدم الشيعي والفتوى الزرقاوية
- إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا
- الأخوان المسلمين في سوريا الجماعة بأل التعريف أم بدونها دع ...
- عذرا سيدي إنها دعوة للقتل
- إلى السيد جورج بوش العالم بين قاعدتين
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية ...
- إلى هدى أبو عسلي مع الاعتذار لكل نساء سوريا


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - تداعيات تقرير ميليس على أمريكا