فؤاد حمه خورشيد
الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 20:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحاقدون في الداخل والخارج يتربصون الوضع في كوردستان،في السابق كانوا يحسدون لسواد عيةنهم ، والان يتشفون ويفرحون لانشراح افئدتهم !!. صحيح ان الوضع في كوردستان بات مقلقا ماليا، بسبب قطع بغداد لحصة الاقليم من الميزانية، ولان موارد الاقليم الذاتية لاتكفي ، وان دفع الرواتب يتاخر، ولان الجهد العسكري الدفاعي اخذ يستنزف نسبة عالية من المال ، وان التهديد الخارجي المحرض بات اكثر خطورة من السابق على امن وسلامة الاقليم. هذه حقائق بات الجميع يعرفها ، ولكن البعض يغض الطرف عنها عمدا .
هذا البعض في كوردستان لا يتقبل ان يفهم هذه الحقائق والضغوط التي تهدد الاقليم وامنه ومصالحه منذ سنوات ، بل يستثمرها لصالحه بغض النظر عن النتائج. لذا تحولت المطالبات السلمية المشروعة بدفع الرواتب وحسم موضوع الرئاسة الى صخب عنيف اتسم بالقاء الحجارة واستخدام السلاح الناري ، والتركيز على حرق مقرات بعض فروع حزب الرئيس ، وكأن الخزائن تكمن هناك دون سائر المقرات الحزبية الاخرى، وشتم الحكومة التي هم جزء فعال فيها ، دون مراعاة لمصالح الاقليم القومية العليا المحاطة بالاعداء والمتربصين الحاقدين من كل حدب وصوب .
هذه المظاهرات، بكل مقاسات العمل الجيوتوليتيكي الاكاديمي والمنطقي ، كسابقاتها ، سوف لن تسقط الاقليم ، ولن تنال من سمعة المناضلين ، ولا تثبط من عزيمة البيشمة ركة الابطال ، وسوف لن يسمح لها بان تمس بحرمة وكرامة الاقليم وسيادته ،وقطعا سوف لن تفرح اعداء الكورد .
هذه ازمة مؤذية لكنها عابرة ، لان المشكلة هي مشكلة الجميع، فالذين احرقت مقراتهم يعانون مثل مهاجميهم من قلة المال وتاخير المعاش ، ومبتلون مثلهم بالاقساط وعسر الحال ، وهي مشكلة لا تخص ناحية معينة ولا قضاء محدد ، كي تحرق بناية حزب، ولا ترتبط بالرئاسة كي يحرق مقر من مقرات حزبها، فالثروة ، كما هو معروف ، عند وزير المالية وليس عند مسئولي تلك الفروع الحزبية ، وليست في خزانة الرئيس. نحن نعيش في حكومة مؤسسات ، ولايمكن ان تثيرنا الشائعات والتحريضات المستوردة ياسادة ، فلا تلعبوا بالنار لانها، ان شبت ،ستحرق الجميع .
#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟