|
كيف حدثت كل هذه الفوضى في العراق . . . وما العمل ؟
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 17:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دعونا نتكلم بصراحة عن مقدمات واسباب كل هذه الفوضى التي تعم العراق من الشمال الى الجنوب . لقد قاد حزب الدعوة منذ البداية حملة منظمة وممنهجة مع اطراف التحالف الوطني لتصفية قيادات حزب البعث ثم تحولت هذه المهمة الى تصفية رجالات السنة كل السنة ، حتى. الذين لم يكونوا بعثيين او ضد صدام حسين لم ينجوا من عمليات الاغتيال والاعتقالات . واذكر ان سيارات حزب الدعوة والمؤتمر الوطني (البيك اب ) تعود الى نادي الصيد في المنصور مساءا وهي ملطخة بالدماء يوميا ليقوم البعض بتنظيفها حتى ان احد الاشخاص الذين كانوا يعملون معهم هاجر خارج العراق متقززا من كمية الدماء التي تغسل يوميا لتصفية البعثيين او المشتبه بهم . ثم جاء الحادث المفتعل بعملية تفجير مرقد الامام العسكري عليه السلام لتبدأ حملة شعواء للتصفية الجسدية بحجة الانتقام ، فجاءت كل الجهات المشاركة في الحكم بما فيها جيش المهدي انذاك للقيام بهذه المهمة التي اعتبروها مهمة مقدسة تخدم الدين والطائفة . وثقفوا الناس على اساسها لتكون لهم قاعدة جديدة للحكم . وجاءت كل هذه الاحداث من استراتيجية حزب الدعوة ابتداءا من الجعفري وليس انتهاءا بالمالكي وذلك بالعمل المنظم لتشييع العراق وبمساعدة ايران التي لها ثارات كثيرة قديمة وحديثة ، وبسكوت القوات الامريكية الغازية عما يجري في هذا البلد وهي على مرأى ومسمع منها . ثم قام المالكي بالمرحلة الثانيةمن المخطط عن طريق اغداقه لمزيد من الاموال لشراء الذمم وتقريب رعاع القوم من الانبار وصلاح الدين وتنصيبهم شيوخ جدد . فهرب الشيوخ ووجهاء القوم الحقيقيون الى الدول المجاورةوبقي ابناء العشائر المساكين تحت رحمة السياسيين الجددمن ابناء طائفتهم .وبطش السياسيين الحكوميين فشعر الكثير من اهالي صلاح الدين والانبار ونينوى بالحيف وفقدو اي فرصة منظورة لحياة مستقبلية في هذا البلد فتطرف بعضهم واصبحوا اسلامويين ونأى البعض الاخر عن انفسهم واثروا السلامة في البلدان المجاورة وبقي الشباب والاهالي في حيرة من امرهم بين شيوخهم الجدد المرتزقة وبين بطش السياسيين حتى ظهرت داعش كقوة صغيرة بالمنطقة سرعان ما تغولت نتيجة قيام شيوخ المالكي الانتهازيين المرتزقة ببيع السلاح لهم ثم التقرب اليهم عن طريق دفع الجزية ، حتى يحافظوا على مصالحهم الفردية الضيقة . بمعنى عين مع الحكومة واخرى مع الدواعش . وقد بلغت هذه العملية ذروتها بقيام داعش باحتلال الموصل وصلاح الدين . نتيجة تعمد واخطاء المالكي وسياسته الطائفية الفاشلة والغبية ثم تكررت العملية ذاتها وبنفس الطريقة في الانبار فبدد الاموال وخلق مزيدا من الاعداء . وبذلك اضاع حزب الدعوة فرصة تاريخية لتحقيق الديمقراطية والتعايش السلمي في البلد وقسم البلد ليس الى طوائف وشيع واحزاب فقط بل وحتى جغرافيته فاضاع محافظات وخلق كل هذه الفوضى من كردستان الى البصرة والشعب حائر لا يعرف له طريق للخلاص . ثم جاء العبادي على اعتبار انه المخلص للشعب من محنةالمالكي وحزب الدعوة . الا انه تبين فيما بعد ان العراق لا زال يحكمه حزب الدعوة لكن هذه المرة كالحية برأسين . . . فاضطربت الاوضاع اكثر فاكثر واشتد التحزب واصبحت المعارك اشد ضراوة مع ضياع اموال البلد نتيجة الفساد وجهل السياسيين . واختلطت الاوراق ودخلت اطرافا جديدة في الصراع واوشك البلد على الضياع حتى وصلنا الى ما نحن عليه الان من دولة فاشلة بكل المقاييس . ان المهمة العاجلة لكل التقدميين الشرفاء والعراقيين العقلاء هي في تنحية حزب الدعوة عن السلطة نهائيا . والبدء بمرحلة ما بعد العبادي ، لخلق سلطة سياسية معتدلة وطرد كل الاحزاب والتكتلات الطائفية السنية والشيعية من الحكم . ولا يمكن ان يتحقق هذا الابخروج جماهير الوسط والجنوب بمظاهرات في كل مكان وتثقيفهم بكل الوسائل والطرق المتاحة للوعي بمصالحهم الحقيقية ونبذ العنصرية والطائفية والتمسك بالوطنية العراقية التي فيها الخلاص. مع تحريضهم باستمرارالتظاهر والاضرابات والاعتصامات السلمية لحين اجبار القادة الفاسدين على التنحي من السلطة وان الامر الان بيد الجماهير وحدها لاستلام مقاليد الحكم في هذا البلد من قبل القيادات الشعبية الشابة والنزيهة التي ستولد من رحم الاحتجاجات والمظاهرات المخلصة . كما سيولد قطاع واسع من الشباب الرافض للخداع الحزبي والطائفي . الذي ينظر الى مستقبله بمنظار الامل في تحقيق حياة قائمة على العدل والمساواة والفرص المتاحة للجميع لتحسين مستواهم المعاشي والثقافي والحضاري . بدلا من الاقتتال والتهجير وتنفيذ مصالح الغير على حساب حياتهم وشبابهم ومستقبلهم الواعد . ادهم ابراهيم
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استقلال كردستان العراق . . هل هو في مصلحة الكورد ؟
-
برقيات متواضعة ... الى اطراف متصارعة
-
جاي وجذب .. في الاعلام العراقي
-
القوى المتصارعة في العراق .. ..والسيناريو المحتمل
-
اليسارية . . . والطائفية
-
نداء عاجل الى العبادي .. .. والى الشعب العراقي
-
الدعوة الى التظاهر
-
حكم الرعاع
-
نشوء الحركات الاصولية .. .. .. وزوالها
-
رسالة مفتوحة الى الكتل السياسية في العراق ..... لماذا لاننتص
...
-
الايمان والدين
-
لا تحرقوا كتب سعدي يوسف
المزيد.....
-
-سقوط مباشر واحتراق آلية-.. -حزب الله- يعرض مشاهد لاستهدافه
...
-
صنعاء.. تظاهرات ضد الحرب على غزة ولبنان
-
فصائل العراق المسلحة تستهدف إسرائيل
-
الديمقراطيون.. هزيمة وتبادل للاتهامات
-
القنيطرة.. نقاط مراقبة روسية جديدة
-
عرب شيكاغو.. آراء متباينة حول فوز ترامب
-
مسؤول أميركي: واشنطن طلبت من قطر طرد حركة حماس
-
إعلام سوري: غارات إسرائيلية على ريف حلب
-
بعد اشتباكات عنيفة بين إسرائيليين وداعمين لغزة.. هولندا تقرر
...
-
هجوم بطائرة مسيرة يوقع قتيلًا و9 مصابين في أوديسا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|