|
قناة المستقله!!! ام المستقيله؟؟؟
احمد المترجم
الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 10:10
المحور:
الصحافة والاعلام
قبل الغوص في ثنايا هذا الموضوع لابد من وقفه قصيره لأستذكار شيء من الماضي القريب للأعلام العراقي المرئي والمسموع والمقروء. حيث وكما هو معروف للعديد من حضاراتكم ان الاعلام العراقي وبالاخص المرئي والمقروء كان مختصرا على قناتين محليتين توأم الواحده للأخرى وهما (بغداد) و(الشباب) حيث كانتا بوقا ومزمارا كما هو حال (سعيد الصحاف) " وزير" الاعلام السابق يطبلان ويزمران (لبطل الهزائم القومي) ويزيفان الحقائق ويقلبان الواقع رأسا على عقب فيصوران الهزيمة نصرا ناجزا عظيما وأم الهزائم " بام المعارك" في محاولة يائسه بائسة لاستغفال العقل العراقي المثقف فطريا وولاديا وتدوير دفة تفكيره من المسار الصحيح الى المسار المغلوط ولاقناعه بالرضوخ الى نظرية المؤامره التي تحاك على العراق و (الامه العربيه) من قبل امريكا والصهيونيه والغرب وظلت هذه المسكينه – النظريه – شماعة علق ولايزال (بطل القومبه) وباقي الحكام العرب الذين لايقلون شانا عن بطلهم القومي المخلوع اغلاطهم ونكساتهم واستبدادهم واستعبادهم وتهميشهم لشعوبهم المستضعفة بحجة الموامرة والامبريالية وامريكا والغرب وتحرير فلسطين. (آه يافلسطين ! كم تحملت اثقالا) . فقد كانتا هاتان القناتان ولعله يمكنك دمجهما بقناة واحده ويمكنك ايضا الاشاره لهما بالمفرد بدلا عن المثنى او بالاحرى دعنا نقول القناة المزدوجه وجهان لعمله واحده. حيث كانت هذه القناة المزدوجه تحاول جاهدة وعلى قدر تمويلها من اموال الشعب ابقاءنا بعيدا عن العالم (العربي) والخارجي وتصب جل اهتمامها على صولات وجولات وتفاهات وترهات ووصايا وتوجيهات وخطب (القائد الضروره) الممله وغير المفهومه والذي كان له الحظ الاوفر في الظهور على شاشة تلكم القناتين – او القناة المزدوجه كما اتفقنا – مالم يحضي به اي من رؤساء او ملوك او مشاهير العالم . ومن النكات المضحكه الباكيه هي تلك عندما قال (عزت الدوري ) لصدام بان الناس يشكون من كثرة انقطاع التبار الكهربائي. قال له صدام وما يفعلون بالكهرباء ليلصقوا صورتي على التلفاز ويتفرجون عليها !!! وهذا غيض من فيض. اما الاعلام المقروء فسأمر عليه بعجاله كي لا اطيل هذه الوقفه عليكم وابتعد كثيرا عن لب الموضوع الاصلي . فقد كان لدينا اربع او خمس جرائد جميعها تستسقي اخبارها ومقالاتها وخطبها من منبع واحد مج وجميع رؤساء التحرير عقدوا ميثاق شرف على وحدة وتوحيد الصفحه الاولى اما بقية المواضيع فهي اختياريه فموضوع تجده في الصفحه الثانيه في جريدة الثوره سوف تجده نفسه في الصفحه الثالثه في الجمهوريه او في احسن الاحوال ستجده غدا في جريدة العراق وقس على ذلك. فبعد التاسع من نيسان المبارك او احيانا كثيره لا ... فتحت لنا الابواب على مصراعيها واستطعنا الخروج من النفق المظلم للمعتقل الاعلامي الذي سلبنا لأكثر من خمسة وثلاثين عاما حريتنا في التعبير والتفكير والرأي وحجر على ثقافتنا ومواهبنا وحاول توظيفها وسوقها بالاتجاه الذي يخدم مصالح النظام العبثي والمسار الذي يمكنه من البقاء على العرش الى قيام الساعه.
فبعدما كان كبيرة من الكبائر الصداميه تجلد وتحاسب وتحبس لمجرد امتلاكك لهذا الجهاز وليس هذا فحسب بل عليك ايضا دفع غرامة مالية إضافة الى مصادرة الجهاز (الفتاك) وكذلك الطبق (الطائر), تمكنا في آخر المطاف وبعد سقوط الصنم من امتلاك جهاز (الستلايت) إذ اصبح حلالا مباحا وتمكنا من الاطلال على العالم الخارجي القريب والبعيد بالصوت والصوره ومعرفة مايجري وراء الكواليس وكشف المستور عن جرائم النظام ومظلومية الشعب ورفع الغطاء عن القوميه والعروبه وتعريتهما عن اهدافها المزيفه وتجريدهما عن المحتوى الخبيث والوصولي والانتهازي حتى اصبحتا من ابشع مفردات اللغه العربيه وباتتا يلفظان سويا مع القيء بمجرد سماعهما.
فعلى احدى بعض القنوات العربية اللسان اللاعربية المضمون مشكوكة التمويل بوقية الاهداف سوقية الالفاظ وقبل كشف المستور وتكشير الأنياب وبروز المخالب قادتنا الاقدار الى وضع الابهام على قناة ( المستقله) الفضائيه التي ظهرت للوهله الاولى كقناة محايده ناطقة ومدافعة عن مظلومية الشعوب المستضعفه ومناهضة للدييكتاتورية ولظلم الحكام والملوك الجبابره. وبشكل منصف كنت قد لاحظت ذلك ولمسته من خلال متابعتي الاوليه لهذه القناة حيث كانت تستضيف عدد متساوي من المثقفين وهم على طرفي نقيض وكانت الاداره تقف على الحياد لا بل استطيع ان اذهب الى ابعد من ذلك واعترف بانها – الاداره – كانت تقف الى جانب مظلومية الشعب ضد المنافقين والمنتفعين الذين وقفوا ولايزالون الى جانب الجلاد ضد الضحيه. وكذلك وقفت ضد المثقفين العرب المدفوع لهم سلفا او المغفلين او الديناصورات الذين لايريدون إزالة الغبار عن عقولهم المتحجره التي لاتزال تؤمن (بامة عربيه واحده) وسط الانقسامات والتجاذبات والمؤامرات والاغتيالات والتخطيط للانقلابات على الدول المجاوره وغير المجاوره من قريب او بعيد ولنا خير دليل في ذلك المرحوم رفيق الحريري. فبعد هذا كله لايزال اصحاب العقول الصخريه المتهالكه على موقفهم المدافع عن المجرم الحاكم وتخوين المثقفين العراقيين والشعب العراقي على حد سواء واتهامهم بابشع المفردات البعثيه في العماله والخيانه والخروج على الحاكم المسلم ومناصرة المحتل (الكافر) والى ذلك من مفردات كتاب (في سبيل البعث) المتهرئه التي اكل عليها الدهر وشرب. فلسوء حظ الشعب العراقي الجريح على مدى العصورفقد حكم على حيادية ( المستقله) بالاعدام وسرعان ما استقالت وانقلبت واخذت لنفسها مكانا على جرف النهر المقابل للشعب العراقي وانتهجت نهجا آخر – مدفوع او غير مدفوع ؟ من الصعب البت في ذلك – بعد ذهاب مدير القناة محمد الهاشمي الى السعوديه واجراء مقابلة ( تلفزيونية) مع مسؤول سعودي كبير جدا. ومباشرة وبشكل ملموس بعد هذه المقابله انتهجت هذه القناة اسلوبا مغايرا تماما وحدث انقلاب عنيف في حيادية هذه القناة ومقدمي برامجها وبالاخص مدير القناة. فبدا الانقلاب محسوسا لدى المشاهد وملموسا لدى المتابع حيث بدأ مدير القناة يعمل على استضافة عدد غير متوازن من المتحاورين واستخدم في البدء خطة ثلاثه ضد اثنين اضافة الى المتداخلين من دول محددة سلفا وتكون حصة المتصل العراقي محدودة او تكاد لاتذكر او متصل من النوع الذي يرضي طموح القناة. فبعدما اكتشف الوطنيون العراقيون هذه اللعبه بدأ البعض بالانسلاخ والابتعاد ومقاطعة هذه القناة مما ترتب على ذلك اللجوء الى الخطه البديله وهي خطة اثنان ضد واحد مع المتصلين على النهج المرسوم. فلم تدم هذه الخطه طويلا فسرعان ما افشلها من بقي من المثقفين العراقيين مما اضطر مدير القناة الى اللجوء الى خطة الطوارىء الموضوعه سلفا ومفادها اثنان من العراقيين على طرفي نقيض مع حق مدير الحوار والمتصلين بالوقوف مع من يسفه الشعب العراقي في تلك الجلسه. واستمر على هذا النحو رغم صيحات العراقيين بعدم الاستمرار بهذا النهج الذي يؤدي الى الفرقه والانقسام بين الشعب العراقي ويسيء الى الشخصيه العراقيه. فعلى الرغم من تلك الصيحات والطلبات لايقاف هذا النهج المدفوع ابى مدير القناة من التوقف عن هذا النهج بل ازداد غلظا في ادارة الحوار مما جعل المتحاورون العراقيون وكأنهم في حلبة لمصارعة الديكه وهو في حال لاتوصف من السعادة وتكاد النشوه ترفعه الى حيث يريد. واستمر على هذا المنوال الى ان حضر السيد فائق الشيخ علي وفضحه علنا ومباشرة على الهواء وافصح عن مؤامرته التي حيكت في دهاليز القصر السعودي لتسفيه الشعب العراقي لعدم وقوفه مع الطاغيه صدام. فهل استقالت المستقله عن الحياد؟؟؟ فبعد ان كشف النقاب عن هذه المؤامره بفضل الله اولا والوطنيين العراقيين ثانيا دأب مدير القناة على تغيير الموجه من السياسه الى الدين بحجة التقريب بين المذاهب. ومن هنا بدأت الطامه الكبرى وبدأ تنفيذ الجزء الثاني من الاتفاقيه التي جرت بعد المقابله (التلفزيونيه) التي ذكرناها سابقا التي من ضمن اهم بنودها تجميل وتبييض وجه الوهابيه وعزلها عن المذهب التكفيري والارهابي الذي يستحل دم المسلم المخالف لمذهبهم التكفيري الارهابي قبل الآخر. وفي حقيقة الامر ان التيار التكفيري الارهابي خرج من رحم الحركه الوهابيه التي لاتزال ترضع هذا التيار وتغذيه وتمده بالمال والسلاح والفتاوى والحجج والتبريرات لاعمالهم الارهابيه الى ان انقلب السحر على الساحر وطال شر الارهاب عقر دارهم. فأخذت قناة (المستقله) على عاتقها تبني موضوع التطبيل والتزمير والنفاق واستعمال الكلمات المرموقه و " محلول القاصر" لأظهار وجه الوهابيه ناصع البياض وليس لها صلة لا من قريب او بعيد بالعمليات الارهابيه على مدار الساعه وفي جميع انحاء العالم. وسارت على هذا المنوال في محاولة منها – القناة – لحجب نور الشمس وشعاعها الساطع بغربال. فدأب محمد الهاشمي على استضافة متحدثين عن المذاهب الاسلاميه في محاولته المشكوك فيها (التقريب بين المذاهب) . فقد استخدم مدير القناة السلاح الفتاك الذي مضمونه انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب ... لتسفيه الشيعه وتفسيق علمائها من خلال ممثلين عن المذاهب السنيه المختلفين الى حد الهامه فيما بينهم والمتفقين الى حد الإخوّه ضد الشيعه ويجب ان لايفوتنا موقفه الشخصي والمكالمات المعروفة سلفا ووقوفهم جميعا مع الفصيل الاول ضد الطرف الاوحد الآخر وهو يكرر ويشيد بعدالة الخليفه عمر بن الخطاب (رض). الى ان ختمها السيد المدير في حواره الصريخ.. عفوا الصريح بعد التراويح في شهر رمضان المبارك الجاري ببرنامجه (الديني) حقيقة الاسلام قبل قيام المذاهب؟؟ وكالعاده وباستخدام السلاح الفتاك افتتح برنامجه باستضافة عدد من وعاضي السلاطين والمهرجين والحنقبازيه – يجب منع اطفالنا من النظر اليهم كي لايفزعوا خائفين منتصف الليل – افقههم البهلوان عدنان الجربوع .. عفوا العرعور الذي جل فقهه لايكاد يصل الى باب القفص الذي هو فيه. فهؤلاء كلهم مقابل شخص شيعي هو سماحة السيد الدكتور محمد الموسوي وشخص آخر عبر الهاتف والذي امطره مدير الجلسه محمد الهاشمي بوابل من ابشع الكلمات النابيه وكررها ايضا في الحلقه التاسعه عشر عندما استضافه في القناة ولشدة احترام ورفع اخلاق الشيخ محمد سند لم يرد عليه بكلمة واحده احتراما للمشاهدين وتنفيذا للواجب الديني الذي يحتم على الشيخ بعدم الرد على الكلمات النابيه. فاحتدم الصراع في الحلقة التاسعه عشر من هذا البرنامج وزاد الصراخ وانظم الحكم – مدير القناة – الى الخصم وبدأت الكلمات النابيه تتطاير من كل حدب وصوب وبدأت الاصوات القبيحه تتعالى فتركنا الغرفة خوفا وهلعا من ان يقذف احدهم شيئا فيصيبنا, حتى طفح الكيل بالسيد محمد الموسوي وهو شخص سمح وهاديء بالكاد ان تسمع صوته عندما يتكلم وبلغ السيل الزبى به وصرخ مناشدا بمدير جلسه آخر يكون حياديا وغير منحاز او محاب وان يعطى الوقت الكافي للرد على الاسئله والشبهات التي تثار في هذا البرنامج و بعد الاعتذار للجمهور قام من مكانه وتركه وابى من تكملة هذا البرنامج المفخخ.
واخيرا وبكلمات مقتضبه اقولها الى مدير قناة المستقيله.. عفوا المستقله بان مصداقية القناة لم تعد كما كانت للشعب العراقي وانهم فقدوا الثقه بهذه القناة ولا اظن انه من السهل استعادة هذه الثقه مجددا. وانا اعلم علم اليقين بانه عندما قررت الخوض في هذا المجال كنت ولا ازال لا املك الادوات الكافيه لمواجهة قناة فضائيه مموله او متبرع لها من الوهابيه. ولهذا اطلب من الاخ السيد كريم بدر وباسم العوادي ومحمد حسن الموسوي وكل مثقف عراقي شريف مساعدتي في التصدي لابشع هجمة وهابيه ضد الشيعه الابرار والتي لايقل تدميرها عن تدمير السيارات المفخخه التي تقتلنا يوميا في العراق ويروح ضحيتها النساء والرجال والشيوخ والاطفال على حد سواء والمتنفذه على ايدي اذناب الوهابيه. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
#احمد_المترجم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة صدام !!! ام استضافة للسيد الرئيس
المزيد.....
-
فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار
...
-
دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن
...
-
لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
-
لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
-
قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا
...
-
التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو
...
-
Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
-
اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
-
طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح
...
-
إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|