عجزنا الفاضح امام دمك الصادح .. الشهيد الطفل احمد المناصرة

عبير ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4954 - 2015 / 10 / 13 - 15:18
المحور: حقوق الانسان
    

عجزنا الفاضح أمام دمك الصادح .. الشهيد الطفل أحمد المناصرة
عبير عبد الرحمن ثابت
حالى كحال كل الفلسطينيين أتابع عن كثب كل مجريات أحداث انتفاضة الورود فى القدس وكافة مدن الضفة وغزة ، ومع ارتقاء كل شهيد تسقط دمعة فى قلوبنا لغياب أولئك الأبطال عن ثرى فلسطين ، لم أرغب بالكتابة منذ بداية الأحداث فما يقوم به شبابنا هو أكبر من كل الكلمات وأعمق من كافة التحليلات ، وأوضح من أى قراءات سياسية لما ستؤول إليه الأحداث . لكن بالأمس استوقفتنى نظرات الشهيد البطل الطفل أحمد المناصرة الذى أبى الموت إلا شموخاً وكبرياءً وسط جموع قطعان المستوطنين الداعشيين الجدد الغاصبين لأرضنا ومقدساتنا ، ورغم صراخهم وشتمهم يحاول النهوض ليخبرهم أنه أقوى من رصاصهم وشتائمهم ، وأن شتمهم لأمه الحرة يزيدها شرفاً وعفة وكرامة ، فالحرة حينما تشتم تعتذر إليها الملائكة فى السماء.. وأن روحه الصاعدة إلى الجنة ستبقى تلعنهم إلى يوم زوالهم شذاذ الآفاق .
جريمة إعدام الطفل أحمد المناصرة تمت على مرأى ومسمع العالم ، فأين مؤسسات حقوق الانسان الفلسطينية أولا والعربية والدولية ثانيا والتى تتباكى على كل نقطة دماء تراق من أولئك المرتزقة المغتصبين لأرضنا ومقدساتنا وتصدر عشرات القرارات للحفاظ على أمن وحياة الأطفال ، ما هو موقفهم وإجراءاتهم من جريمة إعدام هذا الطفل الذى ذنبه الوحيد أنه فلسطينى ؟ أين موقف الدبلوماسية الفلسطينية وما هى تحركاتها الدولية تجاه هذه الجريمة وكافة الجرائم التى ترتكب يوميا بحق أبنائنا فى الضفة الغربية وقطاع غزة ؟ أين موقف مؤسسات المجتمع المدنى وما هى برامجها لمواجهة هذه الجرائم التى ترتكب فى ظل هذا الصمت الدولى الغير مبرر ؟
إعدام أحمد وكافة شهدائنا ... جرائم لا يجب السكوت عنها ويجب تشكيل جبهة حقوقية لمحاسبة أولئك الرعاع القتلة المجرمين ، والمنكلين بأبنائنا وشهدائنا ، وضرورة التوجه لكافة الجهات الدولية لفضح جرائمهم وتعريتهم أمام المجتمع الدولى .
طفلى الشهيد أحمد لا كلمات فى جعبتى لأخاطب روحك فيها غير يا عجزنا .
يا عجزنا شعباً وقيادة وحكومة وفصائل ومؤسسات مجتمع مدنى أمام نهوضك وسقوطك على صوت نعيقهم وشتمهم لكرامتك التى تساوى أمة بأكملها .
يا عجزنا أمام عينيك التى تصارع حقدهم وكراهيتهم للانسانية .
يا عجزنا أمام استغاثتك بأنفاس تعانق الرياح لتنشر معانى الحرية فى أرجاء الأرض .
يا عجزنا أمام وجنتيك التى ارتسمت عليها ملامح رجولتك التى تضاهى العمالقة .
طفلى وطفل كل أمهات الأحرار .. كم تمنيت أن أكون بقربك لأخبئك بقلبى من أولئك الغزاة المارقين .. نم يا جرحنا الباقى بأمان .. فأنت بين يدى الرحمن الذى لا حافظ لروحك سواه ورفرف بجناحيك بجنته التى عرضها السموات والأرض .. وستبقى عجزنا الذى تنحنى أرواحنا أمامه . رحمك الله ورحم شهدائنا الأبطال .. ومهما طال النفق المظلم ففى نهايته شمس الحرية ستشرق وتطرد الصهيانة الغزاة عن أرضنا .

#عبير_ثابت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات