أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رمضان عيسى الليموني - الإعلام المصري- ما لا يعرفه الأخرون-















المزيد.....


الإعلام المصري- ما لا يعرفه الأخرون-


رمضان عيسى الليموني

الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 21:17
المحور: الصحافة والاعلام
    


أن تدّعي بأنك تعرف ما لا يعرفه الآخرون، وأن تخبرهم بأنهم معرضون للخطر وتظل طوال الوقت تحذّرهم من أن أمنهم مهدد نتيجة عدم وطنية المعارضين، فإنّك بذلك تمتلك خطاب تستطيع من خلاله أن تمرر أفكار وإشاراتٍ ضمنية لا يمكن أن ينتبه إليها المتلقي العادي بسهولة، بل إن المتلقي يستقبل تلك الأفكار والإشارات دونما وعيٌ بالهدف الخفي المستهدف منها، فبإعلانك مسبقاً جملةً واضحةً " ما لا يعرفه الآخرون" فإنك توحي بذلك بأنك تمتلك من المعرفة والمعلومات ما لا يستطيع أن يصل إليه عامة الجمهور المتلقي لهذه المعرفة القاصرة عليك أنت، إنها ببساطة استراتيجية مقصودة لتوجيه العقول والسيطرة على طريقة التفكير فيما يطرح من قضايا، بما لا يعطي فرصةً للمتلقي لأن يحاول معرفة وجهة نظر أخرى مخالفة أو مؤكدة أو نافية لمضمون الخطاب المطروح، ناهيك عن فرصة التفكير الذاتي للمتلقي نفسه.
إنّ هذه المقدمة ضرورية للكشف عن تلك الحالة المسيطرة على وسائل الإعلام المصري منذ أشهر طويلة، وتزداد شراسة تلك الاستراتيجية الممنهجة كلما حاول بعض خصوم أو معارضي النظام توجيه سهام النقد لممارساته أو لسياسات الحكومات المتعاقبة والتي لم يكشف الواقع عن قدرتها في معالجة العديد من المشكلات المتفاقمة في جميع القطاعات.
لقد توهّجت واشتعلت تلك الاستراتيجية بشكلٍ لافتٍ للانتباه منذ بدء مرحلة الاستعداد للاستحقاق البرلماني المكمل لخارطة الطريق التي تم إعلانها في 4 يوليو عام 2013، ومنذ تلك اللحظة التي بدأت فيها الدعاية الانتخابية للمرشحين في جميع الدوائر الانتخابية في أنحاء جمهورية مصر العربية، وبرغم إدعاء بعض وسائل الإعلام الحيادية والموضوعية لإتاحة الفرصة لعرض البرامج الانتخابية لجميع المرشحين، إلا أنه قد تم ملاحظة أن هناك حملة ممنهجة لإفساح الطريق أمام رموز النظام السابق والذين يطلق عليهم " فلول نظام مبارك، وبرغم أن العديد من البرامج الحوارية لإعلاميين معروف ولائهم المبتذل للدفاع عن نظام الرئيس السيسي وحكوماته المتعاقبة، إلا أن يتولى برنامج بعينه الهجوم الشرس على المرشحين غير المحسوبين على " فلول نظام مبارك، خاصة المستقلين والذين لا ينتمون لأيٍ من التيار السلفي الذي يصبّ البرنامج هجومه الكاسح عليه دون هوادةٍ، أو الذين لا ينتمون لتنظيم الإخوان الإرهابي، لكنّ البرنامج ووفقاً لما يدّعي أنها مصادر مقّربة من تنظيم الإخوان الإرهابي وتحديداً " تحالف الإخوان المنشقين" الذي يزعم مقدم البرنامج الصحافي إبراهيم عيسى في برنامج " ما لا يعرفه الآخرون" والذي يذاع على قناة القاهرة والناس، أنهم مخلصين دون أن يشرح لنا مقدم البرنامج تلك الأسانيد والأدلة التي تأكد له من خلالها إخلاصهم في إنشقاقهم عن تنظيم الإخوان الإرهابي، ويفاجئ الأستاذ إبراهيم عيسى الجميع في حلقة 11 أكتوبر 2015 بعرض قائمة من أسماء بعض المستقلين الذي يزعم أنهم ينتمون لتنظيم الإخوان الإرهابي ومرشحين في بعض الدوائر الانتخابية لخوض انتخابات البرلمان المصري القادم المزمع البدء في مرحلة التصويت الأولى له يومي 18 و 19 أكتوبر القادم.
الغريب في الأمر أن الأستاذ إبراهيم عيسى يستند إلى تلك القائمة التي يزعم أن " تحالف الإخوان المنشقين" قد دققوا وفصحوا وتحروا عن جميع المرشحين في جميع الدوائر على مستوى الجمهورية ومن ثم توصّلوا إلى هؤلاء المرشحين الذين ينتمون للتنظيم ويخضون الانتخابات بصفة مستقلين.
واستكمالاً لمحاولة إيهام الناس بأن ما يطرحه مقدم البرنامج هو الحقيقة المطلقة فيدحض مسبقاً افتراض أن الجهات الأمنية قد تنقض أو تنفي ما يتردد في هذا الشأن، وهو مشهد غريب فإذا كان الأمر يصل إلى التشكيك في المؤسسات الأمنية التي يفترض أنها تخوض معركة تاريخية ضد تنظيم الإخوان الإرهابي وهي في نفس الوقت تسمح لعناصر من هذا التنظيم بخوض الانتخابات التي يمكن لأحدهم الفوز فيها والوصول إلى قبة البرلمان فإنها بالتالي ستكون جهات أمنية إما مضللة أو أنها متواطئة مع هذا التنظيم وتغض البصر عن محاولة الإبقاء على تواجده في الحياة السياسية، خاصة في ظل ما يمثله البرلمان القادم من أهمية غير مسبوقة في مرحلةٍ مهمة من مراحل بناء الوطن بعد ثورة 25 يناير 2011.
المشهد الآخر الأكثر غرابة هو حماسة الأستاذ إبراهيم عيسى في الهجوم على محاولة التيار السلفي وتنظيم الإخوان الإرهابي للتسلل إلى البرلمان القادم، ويمارس أقصى أساليب تخويف الجماهير وإشعارهم بأن ثمّة مؤامرة يتم تدبيرها ضد إرادة الناخبين وأن البرلمان ومن ثم الوطن بأكمله في معرّض للخطر إذا ما نجحت تلك التيارات في الوصول إلى البرلمان، ويحاول لزيادة عملية التخويف والترهيب تذكير الجماهير بعناصر من الجماعة الإسلامية ويذكر بعض الأسماء التي شاركت في عمليات إرهابية خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، ولزيادة الشعور بالخوف والرهبة يعرض بعض التصريحات الإعلامية لعناصر في تنظيم الجماعة الإسلامية والتيار السلفي في مصر.
إلى هذه اللحظة قد يكون الأمر مقبولاً ويواكب المناخ العام السائد في وسائل الإعلام خاصة بعد ثورة 30 يونيه 2013، غير أن الغريب والملفت للانتباه هو أن الأستاذ إبراهيم عيسى لم يكّلف نفسه عناء الإشارة ولو من بعيدٍ لذلك الزحف الواضح والشرس لفلول الحزب الوطني المنحل نحو برلمان 2015، مع العلم أنه وببعض البحث البسيط لقائمة الفلول الذين قد صدر ضدهم قرار بالعزل السياسي عندما تم تطبيق القانون ولفترة محدودة، سيكتشف أن معظمهم إن لم يكن جميعهم قد ترشّحوا مرة أخرى لخوض سباق انتخابات برلمان 2015، هذا بالإضافة إلى جميع فلول الحزب الوطني المنحل الذين سبق لهم الفوز بمقعد برلمان ما قبل الثورة أو في دورات برلمانية سابقة، أو حتى الذي لم يحالفه الحظ.
لقد ذكر الأستاذ إبراهيم عيسى على سبيل المثال محافظة الفيوم وأذكر على وجه التحديد دائرة مركز سنورس الذي أدعى فيها أن المرشح : محمد محمود أمين الليموني يتنمي إلى تنظيم الإخوان الإرهابي ويخوض سباق الانتخابات البرلمانية، دون تكلّف عناء التأكد مما قيل له من قبل تحالف الإخوان المنشقين ودون أن يرفع عن نفسه مسؤولية الإعلان عن تلك المعلومات التي يوحي بأنها مؤكدة بشكلٍ مطلق، وفي المقابل لم يكلف نفسه عناء رصد أسماء فلول الحزب الوطني المنحل الذي يصل عددهم في نفس الدائرة إلى نحو إحدى عشر عضواً، كان قد سبق أن صدر ضد أحدهم قرار بالعزل السياسي نتيجة فوزه بمقعد في برلمان 2010، وهكذا ينطبق الأمر على جميع الدوائر التي أشار إليها مقدم البرنام دون استثناء.
إن السؤال الذي يفرض نفسه وينبع في الوقت ذاته من خطاب مقدم البرنامج وتساؤله حول إذا ما كنّا نتجه نحو المنزلق الخطير للعودة إلى الوراء مرّة أخرى أم، ولا أفهم في الحقيقة هل المقصود بالمنزلق الخطير هنا هو عودة تنظيم الإخوان الإرهابي وتمثيل التيار السلفي في برلمان 2015، وإذا كان الأمر كذلك فإذن لماذا سمحت الأجهزة الأمنية لهؤلاء المرشحين بالاستمرار في الدعاية الانتخابية، إلا بافتراض أن تحالف الإخوان المنشقين لديهم من طرق التحري والتدقيق ما لم تستطيع الأجهزة الأمنية القيام به.
أما إذا كان المقصود بمنزلق إبراهيم عيسى هو الرجوع إلى المناخ السياسي الذي كان يسيطر على البرلمانات السابقة في عهد نظام مبارك بكل رجالاته، فلماذا إذن لم يرصد فلول نظام مبارك الذي يعودون مرّة أخرى وكأنهم في حربٍ مقّدسة لاستعادة كراسي العائلات وكراسي رجال الأعمال ومن يمتلكون ملايين الجنيهات للصرف على حملاتهم الإنتخابية دون أن يتوانوا عن استخدام نفس الأساليب والألاعيب القديمة التي كانوا يمارسونها بفجاجةٍ تحت مرئ ومسمع من نظام مبارك وأجهزته الأمنية.
في الحقيقة ثمّة كارثة محققة إذا ما افترضنا أن بعض الإعلاميين أمثال إبراهيم عيسى وأحمد موسى وتوفيق عكاشة ومصطفى بكري وغيرهم والذين لا يعملون بمعزلٍ عن توجّهات النظام خاصة أن الأخير كثيراً ما يصرّح بأن الرئيس السيسي قد أطلعه على بعض أفكاره فيما يخص مشروعات التنمية في مصر، فإذا ما افترضنا أن هؤلاء الإعلاميين يساهمون في إفساح الطريق أمام رموز الحزب الوطني المنحل لتسهيل إمكانية فوّزهم بأكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان القادم عبر توجيه الهجوم الشرس لمنافسيهم من المرشحين المستقلين، فهو أمرٌ في غاية الخطورة إذا ما أثبتت الأيام القادمة صحّته، لأنه يكشف عن نيّة النظام ورغبته في وجود برلمان لا يختلف كثيراً من حيث الشكل والمضمون عن تلك البرلمانات في نظام الرئيس السابق مبارك، التي كانت المعارضة خاصة الحزبية فيه إما لا تمثّل أية عقبة أمام تمرير العديد من القوانين والتشريعات التي كانت تطرحها الحكومة، أو أنها معارضة تمثيلية من داخل رجال نظام مبارك نفسه.
في الحقيقة إن ما يمارسه أمثال هؤلاء الإعلاميين يضع العديد من علامات التساؤل والحيرة أمام توجّهات نظام الرئيس السيسي في الفترة المقبلة.



#رمضان_عيسى_الليموني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاد الإشهاري داعش ؛ النموذج الأكثر فاعلية
- في ذكرى خديعة الحادي عشر من سبتمبر
- لماذا هاجم الغزالي سلطة الموقعين عن رب العالمين ؟
- صناعة الخطاب الديني وأزمة التواصل
- الفقراء... مازالوا ينتظرون
- حرق داعش
- مونتاج لشريط طويل 2
- مونتاج لشريط طويل:
- الصور القاتلة كيف تستخدم الصور في صناعة الحروب
- التبصر الأعمق
- أطفالنا يُسرقون منّا
- الحياة التي يجب أن نعيشها


المزيد.....




- -أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س ...
- فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر ...
- الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
- تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
- مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن ...
- -فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات ...
- مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني ...
- بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب ...
- أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
- كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رمضان عيسى الليموني - الإعلام المصري- ما لا يعرفه الأخرون-