أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد أحمد ابو النواعير - لغة الحوار في المجتمع العراقي بين فرضية العقلانية, وسطوة المجتمعية














المزيد.....

لغة الحوار في المجتمع العراقي بين فرضية العقلانية, وسطوة المجتمعية


محمد أحمد ابو النواعير

الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 17:23
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لغة الحوار في المجتمع العراقي
بين فرضية العقلانية, وسطوة المجتمعية
*محمد أبو النواعير
يعتبر الحوار أقدم وسيلة أوجدها الإنسان, لإيجاد نوع من انواع التبادل المعرفي بينه وبين بقية البشر, بل ويعتبر صلة الوصل الأولى والأقوى , المعتمدة في تطور الجنس البشري, وتفوقه على غيره من المخلوقات.
إن الحوار الهادف فعلاً هو الحوار الجيد والعلمي والموضوعي, والقائم على أسس أخلاقية جيدة, والذي يفرز بطريقة غير مباشرة: المبادئ والعادات والسلوكيات الصحيحة والرائدة؛ ومع الأسف فإن هذا النمط من الحوار غير موجود في أدبيات السلوك العراقي, فقد تغلفت أدمغة أغلب نخبه ومثقفيه- فضلا عن عوامه- بدوغمائيات الجهل, والكسل في طلب الحقيقة, فتتحول كل محاورة فيه بين طرفين- بصرف النظر عن صحة ادعاء طرف, أو خطأ الطرف الآخر- إلى معركة عقائدية دينية جهادية, يستشهد أحدهما في سبيل إثبات وجهة نظره التي لا يحيد عنها أبدا! .
لقد أصبح معيار الحوار في بلدنا, قائما على فلسفة اللاوعي الجمعي, وما تجمعت فيه من قاذورات المواقف التسلطية, والتربية الاجتماعية العشائرية القائمة على عصبية, مملوءة بعناصر السوء الخُلُقي: (تَكَبُر, عُجُب, نِفاق, إظهار العِلمية والتَمَكُّن, عدم الاعتراف بالخطأ, عدم قبول الرأي الآخر, محاولة صنع هالة من -الهيبة- الاجتماعية الكاذبة! الاهتمام وبالدرجة الأولى بالموقف من المجتمع, لا الاهتمام بالوصول إلى الحقيقة أو الصواب( , مما ولد منظومة وعي وفكر وحوار, يتجه بشدة نحو انفعالات يحاول أصحابها, إلباسها أثواب الصحة واليقينية, لا يمكن زعزعتها, كل ذلك غالبا يكون ممزوجا بجهل منطقي, وجهل علمي وجهل منهجي مطبق , مضاف له كسل في طلب المعرفة, وكسل في استخدام الاستقصاء المعرفي.
النتيجة النهائية كونت لدينا مركب اجتماعي (أحمق- يعتقد نفسه من أذكى المجتمعات), تعاضدت أسباب كثيرة- ذكرنا جزءا منها- على خلق حالة من الجهل المركب المدقع فيه, توزع بين مختلف بعض فئات المجتمع (من النخب, والمثقفين, وعوام الناس- ومع الأسف اكتشفت مؤخرا, أنه بدأ يغزو العديد من طلبة العلم في الحوزة العلمية)! وعلى أشكال ومراتب متنوعة, بحسب مستويات تحقق الوعي المنهجي بالمشاكل المطروحة.
نحن بحاجة ماسة في العراق, إلى إيجاد بل وتربية الكثير من النماذج البشرية, المتطبعة والمؤمنة بشكل كامل بأسلوب التحصيل المعرفي الصحيح, وعدم الاعتماد مطلقا على آليات التعليم المجتمعية العراقية (البائسة) , والناتجة عن كثرة (متخمة) في عملية التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع, والتي عادة تكون مصحوبة بابتعاد عجيب عن حالة الفردية (ولو الجزئية), أو الانعزالية التأملية في طلب المعرفة أو الاستقصاء الصحيح.
إذا أردنا عمل مقارنة بسيطة بين آليات التفكير لدى الشعوب الغربية, أو على العموم الغير عربية والغير عراقية, سنجد أنها قد نجحت في وضع آليات تفكير وتعاطي في سلوكياتها اليومية, حققت لها الكثير من النجاح في تجاوز الكثير من مشاكلها الخاصة, ببناء دولة قوية تحترم الإنسان وتحترم القانون؛ فعندما تحاور وتناقش أحد الغربيين- مثلا- تجده كله آذان صاغية وعقل منفتح برغماتي نفعي, يحاول قدر المستطاع الاستفادة مما لديك, سواء على صعيد النقد أو التأييد, بعكس ما هو موجود لدينا, فعندما تحاور أحدهم (ومع الأسف وجدته عند الكثير) تحس نفسك وكأنك تحاور حمارا أهوج!
ما دام سوء التفكير, وخراب أدواته ومعطياته العقلانية, هي المسيطرة في تقييم المواقف, مع إبتعاد اغلب المثقفين والنخب عن أية منهجية علمية استقصائية, في تحصيل المعارف والحقائق الخاصة بكل حدث, علمي, أو حياتي يومي, فإن النتيجة ستكون دوما هي خراب مستمر, ودماء تسيل, وتسلط أبدي للظالمين وللسراق!
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_ابو_النواعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد أحمد ابو النواعير - لغة الحوار في المجتمع العراقي بين فرضية العقلانية, وسطوة المجتمعية