أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الكريم موافي - مذهب ابن رشد نقلا عن فلاسفة الاسلام














المزيد.....

مذهب ابن رشد نقلا عن فلاسفة الاسلام


محمد عبد الكريم موافي

الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 08:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت الفلسفة منذ القدم تشمل نظريتين عظيمتين في تعليل الكون و تفسير حدوثه .. و حقيقة السبب الاول و تحديده .. فكان المذهب الاول يقول بحرية علة العلل . بمعنى ان العناية الالهية هي التي تدبر شئون العالم و تنظمه .. و كانت هذه النظرية بداية لتأسيس مذهب الجبر و تأويلا لها
اما المذهب الثاني فقال بان المادة ازلية و ضرورية و ان علة العلل ليس لها حدود .. و قالت النظرية بالسببية و بسريان قوانين الكون .. و كانت هذه النظرية معتنقة من فلاسفة الاسلام و طورها ابن رشد و اظهرها .. و تتفق النظرية مع اصل العدل المعتزلي و نظريات النشوء و الارتقاء و التطور .. و نظريات حرية الانسان و تفرده و مسئوليته و اختياره ( كالوجودية التي طورها سارتر و نيتشه ) ..
ظهرت تعاليم إبن رشد من وحي تعاليم أرسطو . و مستحدثات مذهب أفلاطون .. فطور ابن رشد نظرية أرسطو التي قال فيها بإشتراك المادة مع الخالق في خلق الكون و انفصال ارادة العالم عن ارادة الخالق بمشيئة الخالق .. فقال إبن رشد بإنبثاق المادة الاولى من الخالق ( الانبثاق العام ) بمعنى انه تعالى مصدر الكائنات و خالقها .. و هذا يتفق مع ما أخذ به المعتزلة و القدرية في أصل التوحيد و أصل العدل و صفة الارادة و اثباتها لله كصفة من صفات الفعل لا صفات الذات
فعن تدبير الكون قال ابن رشد ( ان الكون كالمدينة .. يحكمها حاكم ملم باجمال ما فيها .. اما ما يحدث بين سكانها من تفاصيل فلا مسئولية له عنه .. ) و فصل الفارق بين الكون و المدينة ان الكون له خالق عالم بافعال الحوادث و تفاصيلها غير متدخلٍ في كنهها ( و صفة العلم من صفات ذات الله تعالى ولا تنفصل عن الذات عند المعتزلة ).. اما المدينة فلا يلزم الحاكم علمه بتفاصيل رعيته فيها
واعتنق ابن رشد مذهب التطوريين في ان اصل الحياة جرثومة متطورة .. و ان السماء تتكون من اجرام لها انظمة خاصة .. و هو ما اقر به ارسطو في كتابه الطبيعة .. و انتقد غلو الصوفية و الغزالي في التشديد على التمسك بالحياة الاخرى و ترك الدنيا .. وما في ذلك من اضرارٍ بقوله في العقل الفعال ِ. فقال ابن رشد بالموازنة بينهما و عدم علو احداهما على الاخرى
اما قوله في العقل فأقر الحفيد ان العقل الفعال ازلي لازم الوجود وهو عقل الانسانية و هو مستقل عن الافراد و ازلي و مثل له ( بالعلم ) .. و ان العقل المتأثر هو عقل الافراد المتلقيين و هو قابل للفناء .. و وظيفة العقل الفعال نقل الصورة النفسية بهيئة مقبولة للعقل المنفعل ليدركها .. و وافقه في ذلك اوجست كومت
اما قوله في النفس فقد قال بقول ارسطو ان النفس متصلة بالجسد اتصال الصورة بالماد ة و .. و قد استفيد من قوله في العقل و النفس انه كان يرمي لبقاء المدنية و العلم و الانسانية .. و قد انتقد التصوف بشدة و آثر ان يكون التصوف عقليا لا روحانيا .. و قال ابن رشد بان الواصل للتصوف العقلي بلغ الجنة أيا كانت عقيدته .. لانه بذلك اسهم في تغذية العقل الفاعل و الانسانية و العلم
و اختلف ابن رشد مع المعتزلة في مذهب الاختيار بان الانسان ليس حرا مطلقا ( مخير ) و ليس مقيد على الاطلاق ( مسير ) .. فقال بعلة مؤثرة و علة عرضية .. و بالحرية في بعض الاحيان .. و بالعناية الالهية و القوانين المجتمعية في احيان اخرى .. و هو في ذلك قارب الاشاعرة
اما عن السياسة فقد قال بقول افلاطون و بحكم الفلاسفة .. و قال ان اكبر الظلم هو ظلم رجال الدين .. وبان جمهورية النبي ( كقول الفارابي ) كانت جمهورية كجمهورية افلاطون .. ولكن معاوية و الامويين هدموا اجزائها بتأسيسهم لجمهورية استبدادية .. و قال ابن رشد ان المرأة لها حق ممارسة الفنون و الفلسفة .. وقد تفوق الرجل في بعض المواضع كالموسيقى.. و اقر بكامل حقها في الحكم و الرئاسة .. و ضرب مثالا بنساء افريقيا و قدرتهن على الحرب
وقد استمد منه قاسم امين رحمه الله قولا عظيما .. فقد قال ابن رشد ( ان حالتنا الاجتماعية لا تؤهلنا للاحاطة بكل ما يعود علينا من منافع المرأة .. فهي في الظاهر نافعة للحمل و الرضاعة فقط .. وما كان ذلك الا ان حالة العبودية التي نشأ العرب عليها اتلفت مواهبها العظمى .. وقضت على اقتدارها العقلي .. مما اضر بالمجتمعات .. لان النساء يعشن كالطفيل عالة على ازواجهن ..و يمتن كالنبات بدون حركة او نفع )
وقال رحمه الله : بضرورة السبب لحدوث النتائج، فلا مكان للجبر او الحسد ( بالمعنى الشائع ) او السحر او الجن ولا كرامات الأولياء؛ لأن ظهورها جميعًا يؤدي إلى نقض نظرية الأسباب والنتائج.
وقال في التاويل و الاستدلال به (فان الفقيه انما عنده قياس ظني والعارف عنده قياس يقيني، ونحن نقطع قطعًا أن كل ما أدى إليه البرهان وخالفه ظاهر الشرع أن ذلك الظاهر يقبل التأويل على قانون التأويل العربي



#محمد_عبد_الكريم_موافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل العدل و القدر عند أهل التوحيد و العدل ( المعتزلة و القدر ...
- الإخوان و دولة مبارك


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الكريم موافي - مذهب ابن رشد نقلا عن فلاسفة الاسلام