شيء واحد تبرهن عليه أنظمة المخابرات .. أنهم قتلة ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مسامير جاسم المطير 1029
شيء واحد تبرهن عليه أنظمة المخابرات .. أنهم قتلة ..!!
كل دول العالم البحرية تفرض حظرا علي صيد الأسماك أو بعض أنواع الأسماك لبعض الوقت‏.‏ حتى تعطي للأسماك فرصة في أن تتكاثر وتنمو‏ .. مثلا أن بريطانيا تصدر في بعض المواسم حظرا على صيد اسماك السلمون في بحر الشمال وتحرم استخدام " الشباك " التي تلتقط صغار الأسماك‏..‏ ودول أخري تحرم الصيد في مساحات متفق عليها‏..‏ أو تحرم صيد الحيتان نهائيا‏..‏ حماية لهذا النوع من الأحياء البحرية من الانقراض وحرصا علي أن تبقي الأسماك ثروة غذائية لجميع سكان الكرة الأرضية لأطول وقت ممكن ‏.‏
هذا حق يخالفه أو لا يخالفه الصيادون .
أما في سوريا ولبنان والعراق فـ"الصيادون " يخالفون كل شيء من اجل أن يرتاحوا بما يصطادونه كي يتصوروا أنفسهم من نوع سمك القرش ..!
مثل هجمات سمك القرش تصدر بين فترة وأخرى هجمات شرسة على " البشر " في الشرق الأوسط حيث يقوم الصيادون في " أجهزة المخابرات " برمي شباكهم هنا وهناك ، رغم وجود قرارات دولية كثيرة تمنع صيد أرواح البشر بأي وقت ولأي سبب .
في العراق يصيدون أرواح البشر في الشوارع باسم المقاومة الإسلامية .
ويصيدون روح رفيق الحريري في بيروت باسم الحرية .
الحقيقة إنني لا استطيع أن اخفي دهشتي ، مثلما لا يستطيع أحد في العالم العربي كله أن يخفي دهشته ، مما جاء في مضامين تقرير المحقق الدولي ميليس الذي أشار بوضوح إلى دور المخابرات السورية بالتعاون مع أجهزة الأمن اللبنانية في اصطياد روح الرئيس رفيق الحريري بسيارة مفخخة أو مفخمة بالديناميت .
الشيء المختلف بين ما تفعله المخابرات السورية وما تفعله مؤسسة الصيد البحري البريطانية هو أن الأولى – المخابرات السورية - تضع خططها لصيد البشر ،
بينما المؤسسة البريطانية تضع خططها لمنع صيد الأسماك .
وقد اتخذت الخطط السورية أشكالا متعددة في مساعدة الصيادين الزرقاويين وأمثالهم وتوفير المستلزمات والمعدات الضرورية لكل الصيادين الذين يستمتعون برؤية دماء البشر على أرصفة الشوارع .
فبعد رفيق الحريري صادوا روح المناضل اللبناني جورج حاوي .
وقبله اصطادوا روح الصحفي الفلسطيني سمير قصير .
وتستمر عملية الصيد بالخطط و " الشباك " السورية لتشمل الكثير من الأرواح العراقية . فمثلما تجوب سفن صيد الأسماك في بحر الشمال وفي البحر الياباني لصيد مختلف أنواع الأسماك فان المخابرات السورية تستمتع بـ" صيد " العراقيين بالجملة والمفرد عن طريق توفير كل المستلزمات للسفن الإرهابية للدخول إلى العراق والخروج منه على متن السيارات المفخخة لصيد أرواح الناس بالجملة في الشوارع العراقية . ولا ننسى أن هذه المخابرات أتقنت على مدى 20 عاما صيد الناس بالمفرد في الشوارع اللبنانية .
لكن لكل " صياد " صياد أقوى أيضا .
هكذا هو قدر الصيادين . فقد حلت اللحظة التي سيتم فيها اصطياد " الصيادين السوريين " لا حفظهم الله ولا رعاهم . والصياد هذه المرة كما في كل مرة سوف يستخدم " شبكة " مجلس الأمن ، تماما مثلما تم اصطياد الرئيس صدام حسين بنفس الشبكة ..!
غدا تنعقد الجلسة الخاصة لمجلس الأمن لمناقشة نوع العقوبات على الصياد السوري . يبدأ القرار بالعقوبات الاقتصادية لكنه ينتهي بمحكمة دولية – إقليمية تجمع خبرة ميليوسوفيتش في صيد أرواح البشر وخبرة صدام حسين في الصيد الجماعي بالكيمياويات والمقابر الجماعية .
كل شيء يبدأ بالصيد اللاشرعي ينتهي بالصيد المشروع . هكذا تتساقط الأنظمة الظالمة مهما طال الزمان . الحقيقة أن مخابرات الأنظمة العربية تبرهن على شيء واحد : أنهم قتلة .
وقد قيل : الظلم يجعل الأسد كلبا‏ ..‏ والنفاق يجعل الكلب أسدا ..‏!‏ لكن لا هذا يدوم ولا ذاك دائم ..!
ــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 24 – 10 - 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات