كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 16:03
المحور:
الادب والفن
فِي نَــحْرِ العَرَبَــاتِ الشَّــائِكَــة
أَغْمَـــدْنَــا الرَّايَــةَ الحَــمْرَاء
وَلَفِيفًــا مِنْ شَبَقِ الأُغْنِيَــاتِ،
حَــاذَيْنَــا مَــسْرَى قَــافِلَــةِ الرَّيْحَــانِ
وَهْيَ تَــغْزُو مِحْرَقَــةَ الخَرِيفِ
وَمَـــرَائِيهِ الحَـــالِكَة
واغْتَسَلْنَـــا بِــرَمَــادِ الذِّكْرَيَـــاتِ
كَنُــجُومِ القُطْبِ، خَـضْرَاء.
جَـــامِــحٌ هَــذَا الغَــزَالُ المَعْقُــولُ
فَــوْقَ أسْــوَارِ المِيَــاهِ،
أُسْرِجُــهُ كَــفَــراشٍ بِصَهِيلِ العُطُورِ
وَعُــواءِ الأشْجَـــارِ الخَــافِقِ
فِي كَـــفِّي،
فَــيَــضِجُّ كَيَـــنَــابِيعِ الرَّبِيــعِ؛
أَرْقِيــهِ كَــيَــمَــامٍ بِــرِقَــاعِ الصُّخُورِ
وَحَنُوطِ القَمَــرِ العَالِقِ
كالرَّفِّ،
فَــيَــرُجُّ أَعْمِدَةَ الفَجْرِ الرَّضِيعِ؛
جَــارِحٌ هَــذَا السَّــدُّ المَصْقُــولُ
كَـــقَـنَــادِيلِ اللَّهِ؛
سُفُـــنِي لَيْسَ لَــهَــا مِخْــلَبُ
مِثْــلَ خَــدِّ الصَّدفِ الخَفِيفِ،
كَيْفَ تَــرْسُــو والشِّفَـــاهُ
دَجَّجَـــهَــا النَّـــحْلُ والطُّحْلُبُ؟
سُفُــنِي لَيْسَ لَـــهَــا مَهْرَبُ
فالجُــزُرُ الوَحْشِيَّــةُ
لَمْ تُـــتْــقِنْ فَـــنَّ الجَــزْرِ
وشَــرَايِيــنُ السَّــنَـــابِلِ
كُلُّـــهَـــا مَــــدُّ،
حَتَّى الأَطْيَــارُ السّرِّيَّةُ
حَــادَتْ عَنْ سَمْتِ القَبَائِلِ
وارْتَحَــلَتْ فِي مِلْحِ البَحْرِ...
لَيْسَ لَـــهَــا إلاَّ الكَيْدُ
لِعَرُوسِ الإعْصَـــارِ،
لَيْسَ لَـــنَــا إلاَّ الرَّدُّ
عَلَــى مِقْصَلَةِ الشُّــطَّــارِ،
فَــلِمَــاذَا لَمْ نَــتَــعَلّمْ مِنَ الخَــصْرِ
مَــا يُمْلِيهِ النَّــهْـــدَان:
تَبْرِيدَ الشَّهْدِ بالنَّـــارِ !
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟