أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - الخيارات الروسية في الحرب السورية














المزيد.....

الخيارات الروسية في الحرب السورية


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمانينات القرن العشرين وضعت نهايات الحرب الباردة بين شرق يقوده الاتحاد السوفيتي وغرب تقوده الولايات المتحدة الامريكية. أراد الاتحاد السوفيتي لنتيجة الحرب الباردة ان لا تكون هزيمة مذلة له، بينما ارادتها امريكا انتصارا تاريخيا تكون فيها القائد الاوحد للعالم لحقبة تاريخية طويلة.
ولم تكتفي الولايات المتحدة الامريكية، في بداية تسعينات القرن الماضي، بتفكيك اوصال خصمها وانهيار منظومته العقائدية والاقتصادية والاجتماعية، بل وسعت بكل ما تملك من وسائل القوة والتأثير، ان تقتل في الدب الروسي كبريائه الوطني وان تغرقه في مشاكل داخلية اقتصادية واجتماعية واثنية تستنزف ما بقى من عناصر قوته، وان لا تترك له خارج حدوده حليفا يستقوي به يوما. فكان لها ان تدمر يوغسلافيا، الحليف الاقرب اثنيا الى الروس، وتسعر العداء بين روسيا من جهة وجورجيا ومولدوفا واوكرانيا من جهة اخرى.
أدركت روسيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، اللعبة الامريكية ولكنها لم تكن تقوى على مقاومتها. ففي مواجهة الدمار الذي تعرضت له يوغسلافيا، لم تتمكن روسيا سوى من تحرك عسكري بسيط لا اهمية له، بنقلها لقوات محدودة العدد الى مطار كوسوفو. كما قبلت موسكو، ولو على مضض، بتغيير لا دستوري في هرم السلطة الاوكرانية بضغط "الميدان" الاول. وحتى عند ردها على الاعمال العدوانية في جورجيا والفوضى المدبرة في قرغيزيا، لم تكن روسيا في موقع المبادرة والتخطيط المسبق للمواجهة، بل كانت تحركاتها ردًات فعل على وقائع معادية تخلقها الادارة الامريكية على حدودها.
واستمر الحال على ما هو عليه حتى تحرك "الميدان" الثاني الذي اطاح بالرئيس الشرعي لأوكرانيا وأوصل تحالف من الفاشية الجديدة وعملاء امريكا الى سدة الحكم في كييف. فتغير الحال بعدها، لتقوم روسيا بمبادرات مفاجئة، بضمها لشبه جزيرة القرم الى اراضيها وتقديم دعم فعال للجمهوريات المنتفضة على سلطة كييف في شرق اوكرانيا. واصبحت روسيا بعدها لاعبا اقليميا هاما لا يسهل تجاوزها، خاصة بعد ان تصدت بنجاح للعقوبات الاقتصادية عليها، ووسعت قائمة تحالفاتها الاقليمية والعالمية.
ومن جهة اخرى، عملت روسيا ما بوسعها من اجل بقاء تأثيرها في مناطق العالم التي كان للاتحاد السوفيتي السابق علاقات استراتيجية وطيدة بها، مقدمة لها يد العون ومدافعة عنها في المحافل الدولية. هذا اضافة الى ان روسيا قامت بتوسيع علاقاتها وتطبيعها مع دول تعتبر تاريخيا معادية لها وتربطها بواشنطن علاقات تاريخية، تجعلها في دائرة التنفيذ للمخططات الجيوسياسية الامريكية.
ومن هنا يتبين لنا ان تدخل روسيا في سوريا لم يكن صنيعة لحظته، وقد كان نتيجة دراسة وتخطيط طويلين، لعبت فيه الدبلوماسية الروسية دورا فعالا في تهيئة دول المنطقة والتحالف الذي تقوده امريكا، لقبول فكرة التدخل العسكري الروسي في سوريا، أو على الاقل ضمان حياد الدول التي تقاتل داعش والمنظمات الارهابية الاخرى في سوريا، في حالة بدء العمليات العسكرية الروسية هناك.
بررت روسيا تدخلها بانها تقوم بحرب استباقية على الارهاب، فهي بدل ان تنتظر عودة الارهابيين، الشيشانيين خاصة، الى روسيا لتضطر لمحاربتهم على اراضيها، فإنها تستبق عودتهم اليها لتشن الحرب عليهم في سوريا، كما ان روسيا حددت وسائل حربها بالضربات الجوية، وأكدت بانها لا تنوي اطالة امد الحرب ولا تسعى لإبقاء قوات ثابتة وقواعد عسكرية جديدة في سوريا بعد انتهاء الحرب.
ومع ان الحملة العسكرية الروسية كانت قد نالت قبولا، بل وتأييدا واسعا من المجتمع الدولي. ولم يكن ذلك غريبا او مفاجئا، فروسيا تقاتل منظمات شريرة وكريهة في اساليبها التي اجتهدت في نشر افلامها وصورها البشعة على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب. وهي تدافع عن دولة صديقة تربطها بها علاقات تاريخية قوية وتملك في مياهها قاعدتها البحرية الوحيدة في المنطقة. الا ان الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين سرعان ما انتبهوا الى ان للحرب الروسية على الارهاب في سوريا، أغراض اخرى اكثر اهمية من تلك الاهداف المعلنة.
فروسيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وضعت امامها هدفا استراتيجيا، سعت نحوه حتى في سنوات ضعفها، وهو خلق الظروف لعالم متعدد الاقطاب. وها هي فرصة نادرة لتعزيز مسعاها، لاحت بوادرها في الارض السورية. فلو خرجت روسيا من حربها في سوريا منتصرة، تكون قد بلغت هدفها في ان تكون قوة عظمى اخرى لها شأنها في اي قرار دولي يتخذ مستقبلا. اما لو انها فشلت في سوريا، ففي جميع الاحوال، ستبقى قوة اقليمية يعتد بها في شرق أوربا والجوار الاسيوي.
لذا فانه ليس من مصلحة روسيا على الاطلاق، ادامة امد الحرب او اظهار اي ضعف او تردد او تراجع يفرضه الضغط الامريكي والغربي المتواصل اعلاميا ودبلوماسيا من اجل ثني روسيا عن توجيه ضربات فعالة لمنظمات الارهاب التي تحظى برعاية امريكية واقليمية. كما انه ليس من مصلحة روسيا خوض مغامرة عسكرية في اي موقع اخر غير سوريا، مهما كانت الظروف. وروسيا في تقديري، تدرك ان محاولات توريطها في العراق، تهدف الى ارهاقها وتحجيم نتائج انتصاراتها في سوريا.
واخيرا، فان روسيا كانت موفقة في اختيار وحصر وسائل حربها بالضربات الجوية ودعم الجيش السوري في خططه الهجومية على مواقع المنظمات الارهابية هناك، وامداد قيادة القوات السورية والعراقية بالمعلومات الدقيقة عن تحركات القوافل المسلحة للإرهابيين ومراكز انتشارهم. ويبقى مهما، عدم تجاوز هذه الوسائل الا بما تفرضه وقائع الحرب، وفي حالات الضرورة القصوى. هذا من اجل ان يبقى الامل في انتصار روسي يغير قواعد اللعبة السياسية العالمية ويحد من حرية تدخل الدول الكبرى في شؤون الدول والشعوب الصغيرة.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في اخبار العمليات العسكرية الروسية في سوريا
- اليسار العراقي، الانغلاق في الماضي ام الانفتاح على الحاضر
- مشاريع الاصلاح وافاقه
- نحو رؤيا واقعية للتغيير
- محاور المؤامرة على الارادة الشعبية
- رسالة من بعيد لابطال يصنعون التغيير
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثالث)
- الاشتراكية وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثاني)
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الاول)
- الرقيب في -طريق الشعب-
- وجهة نظر في الازمة الاوكرانية
- بعد ان سكنت العاصفة
- خواطر في العلمانية والدين
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- من زاوية اخرى (الجزء الثاني)
- من زاوية اخرى (الجزء الاول)
- صناعة الكذب


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - الخيارات الروسية في الحرب السورية