|
من تبقى منا للدفاع عن الوطن ؟؟
ربحان رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 09:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يصور الاعلام السوري في وسائل إعلامه الوحيدة المصدرأي اتهام لأقطاب وأجهزة أمن النظام في التورط بأعمال القهر السياسي ، والتدخل في شؤون اليلاد المجاورة أو حتى الاتهام بقتل الحريري هو اتهام لسوريا الوطن ، وهذا مخالف للحقيقة كليا لأنه ( لاتزر وازرة وزر أخرى) والشعب السوري ليست له علاقة لامن قريب ولا من بعيد بالتهم الموجهة ضد النظام وآخرها اتهامه بتدبير اغتيال الرئيس الحريري . هذا الاسلوب ، أسلوب إضفاء العمومية على الاتهام يسهّل على أجهزة قمعه في الصاق أية تهمة تصلح لإعتقال أو خطف أو إغتيال الشخص المعني أو الجهة المعنية التي سرعان ما ُتتهم باللاوطنية وبالعداء للبلد فيما لو انتقدت أو خالفت رأي السلطة كما جرى لفضيلة الشيخ الخزنوي الذي تعرض للإختطاف والقتل فقط لأنه طرح فكرة التسامح الديني ، وشرعيةالمطالبة بالحقوق القومية للشعب الكردي وذلك بالتوافق مع الشرائع السماوية وشرعة هيئة الأمم المتحدة ، الشيخ الفاضل الذي أحزن إغتياله كافة شرائح المجتمع السوري وقواه السياسية . فعندما يتحدث الاعلام سلطة النظام فإنه يصفها (بأشخاصها ، وبنسبة قربهم من حزب البعث الحاكم ) كسلطة متميزة ليس لها مثيل ، وعندما ُيهاجم هذا النظام أو ُينتقد فإن الإعلام يصف المهاجمين بأنهم يهاجموا سوريا ككل وليس النظام ، وهذا مادفع اللبنانيون أن يخلطوا بين الشعب السوري ومخابرات النظام السوري في لبنان ، وكان من الطبيعي أن يقول مسؤول مرتبط بالمخابرات السورية في لبنان : " وقد عرضنا ذلك على السوريين ..) أي عرض هذا على قوات الأمن السورية والتي كان كنعان ورستم الغزالي يتحكما به إلى أبعد الحدود .. واستنادا ً إلى ذلك فإن الحركة السياسية التي تنتقد وتطالب بالتغيير تعتبر في أبواق إعلام النظام بأنها معادية للوطن . أمّا إذا كانت كردية فهي معادية للوطن وللأمة العربية من المحيط إلى الخليج !! ومع أن كل الدلائل تشير إلى ضلوع أقطاب النظام وأجهزته الأمنية في جرائم الاغتيال السياســي ، والخطف وحالات الإختفاء و التدخل الفظ في تعقيد مشاكل الدول المجاورة وعلى الأخص في لبنان وفي العراق فإن الحركة السـياسية داخل وخارج البلد متهمة بمعاداة الوطن فقط لأنها تعارض الارهاب وجرائم السلطة . وخوفا من اتخاذ النظام لأية حالة من الحالات القمعية المذكورة وغير المذكورة فإن تلك القوى والحركات السياسية تتحاشى إتخاذ المواقف الصريحة والجادّة من الأحداث والمستجدات .. وتنهج قوى سياسية عديدة وفي مقدمتها أحزاب الجبهة الوطنية ممارسة الممالئة والطبطبة والشكر لرب البلاد .. أما الشعب فينتهج سياسة (ابعد عن الشر وغني له ) واعتبار السياسة بالأساس شر مستطير ، من الخطر التقرب منها ، أو ذكرها بالأساس ، فيقول العامة : اللي بيتجوز أمي بيصير عمي ) والنظام وإضافة إلى كونه نظام قمع وجريمة فإنه نظام يعتمد على ايدلوجية قومجية متعصبة تعتبر أن سوريا هي فقط للعرب الذين اجتاحوها في القرن السابع الميلادي فتمازجوا مع سكانها الأصليين سواء أكانوا آشوريين أم أكراد . وجعل (النظام) مكانة خاصة للأقلية الحزبية الحاكمة في حكومة البعث العربي ولعملاء مخابراتها التي اخترقت وليس مصادفة أحزاب الجبهة المذكورة والموصوفة بأنها جبهة تبرير وتمرير بدل أن تكون جبهة وحدة وبناء وتعمير حيث أصبحت وسائل إعلام هذه الجبهة أيضا ً تفتي للنظام كل المسالك والمواقف . فهو تقدمي وأممي عندما وقف مع السوفييت في أفغانستان ، وقومي - تقدمي عندما قاطع مصر السادات الذي زار اسرائيل دون اتفاق مع شركائه في الإتحاد الرباعي العربي ، وتحرري عندما قاتل الفلسطينيين في لبنان وعندما طرد عرفات واعتقل رجاله ، وتقدمي - اشتراكي – وطني عندما جرد المواطنين الأكراد من الجنسية السورية ، ومطبقا لشعارات الاشتراكية - العلمية عندما طبق مشروع الحزام العربي في الجزيرة حتى أن أعضاء قيادوين في بعض أحزاب الجبهة انتقلوا مع عائلاتهم وسكنوا خارج المنطقة الكردية ليسكن محلهم البدو الذين كانوا ينتشروا في منطقة الغمر ، وبريئا ً عندما اتهم بقتل الخزنوي والجنود الأكراد في مواقعهم العسكرية ، وحكيما ً عندما أعاد العلاقة مع مصر وهي لم تزل متعاقدة مع اسرائيل (سبب المقاطعة) وقوميا ً عندما استقبل عربا ً يشغلون مناصب أعضاء في البرلمان الاسرئيلي (الكنيست) ووطد العلاقة معهم، ووطني عندما غير ّ الخارطة السورية ووافق على إغلاق ملف لواء اسكندرون . أحزاب الجبهة (التي لا يتعدى أعضائها المئات) ومعها أحزاب وطنية أخرى توافق النظام وتهلل له في كل سياساته وممارساته . حتى الأحزاب الكردية لم تعد تستحي من مد جسور العلاقة مع أجهزة أمنه ، بل تعلنها صراحة على الملأ متناسية دم الشهداء بداية من سليمان آدي ومرورا بالشيخ الخزنوي وشهداء يوم الجمعة الدامي في آذار 2004 ، وكل من لقوا حتفهم في المعتقلات وأقبية التعذيب ، ومنهم الجنود الأكراد الذين ُأغتيلوا وهم على رأس عملهم يؤدون واجبهم الوطني من أجل حماية سوريا والدفاع عنها .. ولذلك من غير الممكن أن يتحمل السوريون تبعات ممارسات النظام ، ومن الإجرام بمكان عندما يقف المجتمع الدولي المتمثل بهيئة الأمم ومن وراءها أمريكا وبريطانيا العظمى بمواجهة الشعب البعيد عن كل تلك الأحزاب ، والمكافح من أجل تأمين لقمة العيش . إذا قرروا مقاصصة النظام فليقاصصوه بعيدا عن محاربة سوريا والشعب السوري بأطيافه المتعددة و البرئ كما أسلفت من ممارسات الجنرالات الكبار . وبهذه المناسبة فإني أدعوا السوريين قاطبة (عربا ً وأكرادا ً) بالوقوف صفا ً واحدا ً ضد التهديد الأمريكي – البريطاني ، ومطالبة النظام بالكشف عن ملفات المعتقلين والنمفقودين في أقبية السجون والمعتقلات السورية ، الكشف عن قتلة الشهداء الأكراد الذين قتلوا في شوارع المدن أو في كروم القرى أو في أقبية التعذيب وبمحاكمتهم محاكمات علنية عادلة لتقتص من كل من سوغت له نفسه بقتل أبناء الوطن (عربا وأكرادا ً) ومن دون ذنب الأمر الذي تتغاضى عنه وسائل الإعلام المتهمة بالكذب ، ومطالبة السلطة برفع الرقابة عن الصحافة ولأسراع بالتوقف عن نشر مايردها من أعلى المستويات دون تدقيق وتمحيص .. أطالب بالكشف عن قاتل الشهيد محمد أمين ، وقاتل سماحة الشيخ الخزنوي ، وشهداء الجمعة الدامي اللذين ُأغتيلوا بأمر من محافظ الحسكة ، وبقية الشهداء الذين ُأستشهدوا في المدن والقرى والقصبات الكردية .. أطالب بالكشف عن قتلة الجنود الأكراد وهم المرابطون الشهداء والذين ُأغتيلوا وهم على رأس عملهم ، أثناء خدمتهم في صفوف الجيش السوري .. أطالب بالكف عن اعتقال الناس بمجرد الشبهة أولإتخاذهم بحرية الموقف السياسي الذي يروه مناسبا ً . إذا أخطأت السلطة وكما يلاحظ كل قريب وناء فإن الشعب لايستطيع تقويم خطأها لأن أجهزة قمعه سلبته القدرة على ابداء الرأي ، غسلت دماغه وقضت على ممثليه بشرذمة قواهم وإضعافهم باستمرار سيما وأن هذه السلطة متوحدة مع نخبة المهللين ، المبررين ، الممررين .. لن يتحمل الشعب تلك الأخطاء سيما وأن النظام ولحد الآن لم يباشر في اشراكه بالموقف والقرار ، ويتهرب من قواه السياسية ، وخاصة من القوى الوطنية الكردية .. لم يفتح لها الباب للسجال والحوار رغم أنها مازالت تطرق الباب . إن استمرار النظام في تجاهله لصوت القوى الوطنية من العرب والأكراد يفقده الحلفاء ولن يبقى معه يشد أزره إلا المبررون الممرون والذين لايعدوا تعدادهم المئات من بين كل فصائل الشعب .
#ربحان_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعوني أشرح مالم ُيشرح
-
الوحدة .. الوحدة فلتكن خطوتنا ثابتة
-
المَدة
-
لماذا ارأت الحركة الكردية
-
حالة السيد علي المصري وحالات كذب أخرى ..
-
كذبة علي المصري وحالات كذب أخرى
-
وحدة - انشطار - وحدة
-
الحركة الكردية ترفض الإشارة إليها
-
قراءة في كتاب (مجالس الشوك والورد) للأستاذ ابراهيم محمود
-
عندما تهوي الكواكب
-
الرمز الذي لم يمت - غيفارا
-
بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي
-
ليش النرفزة المفبركة
-
بمناسبة مرور 105 سنوات على استشهاد سليمان محمد أمين
-
بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي السوري
-
رشـــــــــــــــــــــــّـو وروشـــــــــــــــــــــن
-
خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح
-
على هامش إحتجاجات الجالية الكردية في آذار
-
على هامش احتجاجات الجالية الكردية في الخارج
-
تعاطفوا مع شعبنا
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|