أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - الدولة الموازية














المزيد.....

الدولة الموازية


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 20:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



كتب الباحثون كثيرا عن الدولة الموازية والدولة العميقة، وفي ما أكتبه هنا لست معنيا بما ذهب إليه هؤلاء الباحثون من أمثال الباحث المغربي حسن أوريد، ولكن قد أتفق معهم في أن الدولة الموازية لديهم (تخترق مختلف مناحي الحياة العامة من أجهزة أمنية وقضاء ومؤسسات اقتصادية وجمعيات ونقابات وحتى أحزاب سياسية).
ما أردت أن أذهب إليه في مفهوم الدولة الموازية هو نفوذ وسلطة بعض الزعامات التي قد تصبح أحيانا أقوى من الدولة ومؤسساتها وبخاصة إذا كانت هذه الزعامة مدعومة بامبراطورية كبيرة من مؤسسات المال والإعلام.
في بعض الدول الديمقراطية أو تلك التي تسير نحوها، يسعى رجال الأعمال للتحالف مع بعض السياسيين وتقديم الدعم لهم، أو قد يدخل رجل المال والأعمال الى المجال السياسي ليضيف الى سلطته المتمثلة بالمال والثروة سلطة أخرى تتمثل بالنفوذ السياسي ، حتى ان مجلس الشعب المصري أواخر أيام حكم مبارك كان لرجال الأعمال فيه القدح المعلى، فضلا عن وجودهم الواضح في صفوف الحزب الحاكم آنذاك.
وفي أحيان أخرى يسعى بعض رجال السياسة نحو رجال الأعمال للحصول على دعمهم، فتكون عملية التخادم بين السياسة ورجال الأعمال. ولكن في الدول التي ينخر مؤسساتها الفساد المالي والإداري تصبح ثروات البلاد نهبا لهذا الزعيم أو ذاك كل بحسب شطارته وفهلوته، فيصبح هذا السياسي الكبير مالكا لمؤسسات مالية كالبنوك او مؤسسات إعلامية كالقنوات الفضائية والصحف التي يحتاجها أي سياسي لتجميل صورته وتسويق زعامته.

يمكن ان تكون الدولة الفاشلة بيئة ملائمة لوجود الدولة الموازية ، او قد تكون الدولة الموازية احد مظاهر الدولة الفاشلة .

ولكن ليست كل دولة تتمظهر فيها الدولة الموازية هي دولة فاشلة ، اذ هناك بعض الدول القوية المستقرة ظاهرا تحتوي على ظاهرة الدولة الموازية او الدولة العميقة .
فتركيا على سبيل المثال التي تعد دولة مستقرة سياسيا رغم وجود المشكلة الكردية وبعض الممارسات العنفية ، الا انها تعد من الدول القوية اقتصاديا وسياسيا ولها مكانة دولية مرموقة رغم ملف حقوق الانسان وهضم حقوق الاقليات كملف يبرز بين الاونة والاخرى .
كل هذا يعني ان تمظهرات الدولة الموازية لا يقتصر وجودها على الدول الضعيفة او الغير مستقرة او الفاشلة ، فليست كل دولة تتمظهر فيها الدولة الموازية هي دولة فاشلة ، ولكن كل دولة فاشلة يمكن ان توجد فيها تمظهرات الدولة الموازية لانها توفر البيئة الملائمة لوجود هذه الظاهرة السياسية .
ولكن هل الدولة الموازية ظاهرة سياسية ؟؟
نعم هي ظاهرة سياسية على السطح ولكن اركانها ودعامتها اقتصادية واعلامية وقد تكون لها بعض الدعامات السياسية كوجود الاحزاب التي تشكل جزء منها وداعم لها وفي بعض الاحيان تكون لها دعامات عسكرية كالمليشيات والعصابات والمجاميع المسلحة..
ففي العراق مثلا تتمظهر الدولة الموازية في سلطات زعماء الكتل السياسية اللذين يملكون المال والاعلام والجيوش المسلحة بسلاح افضلا من اسلحة قوى الامن والجيش.
الزعماء السياسيون في العراق يشكل كل واحد منهم سلطة قائمة بذاتها ، وقرار سياسي ليس له علاقات بقرارات الدولة وارادتها ، له علاقاته الدولية وله دعمه الذي يتلقاه سياسيا وعسكريا واعلاميا ، تعد ظاهرة الدولة الموازية في العراق اخطر الظواهر عالميا واكثرها فرادة ونخرا لهيبة الدولة.
ينبغي ان نحذر من كسر قوانين الدولة وتجاوز على إرادتها وهيبتها ونفوذها وسيادتها. وكثيرا ما يحدث هذا في الدولة الفاشلة التي تتعدد فيها مراكز النفوذ والسلطة والقرار.
الدولة الموازية وليد غير شرعي يهدم الدولة ومؤسساتها ويفرغها من محتواها ويصادر قراراتها ويتجاوز على أمنها واقتصادها ويشكل خطرا على أمن مواطنيها.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائد الضرورة
- المنتدى الاجتماعي العراقي في دورته الثانية
- الشراكة بين المجتمع المدني والاعلام
- المندسون ... بلطجية الفاسدين
- تلاقي الارادات
- ماهو هدف التظاهرات وماهي اهداف المتظاهرين؟
- نظام الحكم
- الفصلية ... احد ممارسات الاتجار بالبشر
- التظاهر فعل اجتماعي عقلاني
- ستعلن النتائج حتما... ولكن
- درس التاسع من نيسان
- رجالات الطائفة المنصورة
- الاشقاء العرب وصدام
- المشروع الطائفي...فشل للدولة وحبل انقاذ لمشاريع التفرقة
- ( نكدر نغير )
- -الفاجومي-رحل مطمئنا على مستقبل ثورة الشباب
- أغلبية في خطر
- من يوقف هذا النزيف؟
- دولة الثقب الاسود (العراق انموذجا )
- لسنا ايديولوجيين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - الدولة الموازية